لكل محب في الزمان حبيب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لكل محب في الزمان حبيب لـ ابن نباتة السعدي

اقتباس من قصيدة لكل محب في الزمان حبيب لـ ابن نباتة السعدي

لكلِّ محبٍ في الزّمانِ حبيبُ

وزيرُ العُلا في العاشقينَ نَجيبُ

وإنّ التي ضَرّاتُها البيضُ غادةٌ

لها السيفُ واشٍ والحِمامُ رقيبُ

رأينَ بجسمي فعلَها فنكرنني

كأني في أصداغِهنّ مَشيبُ

وما غَشِيَتْني يا ابنةَ القومِ طربةٌ

لبينكِ والعُذريُّ ثَمَّ طروبُ

تركتُ عليلاتِ النطافِ لوالهٍ

يحومُ على غُدْرانِها ويلوبُ

وكنتُ كروعاءِ الفؤادِ نحيبةٍ

بِغارِبِها والصفحتينِ نُدوبُ

يُوقّرُ بُعدَ الناعجات حنينُها

بأسمرَ يدعو حلمَها فيُجيبُ

ألا حبّذا ليلُ الكثيبِ وفائحٌ

من الروضِ مهجورُ الفِناءِ خَصيبُ

تنفضُ منظومَ النّدى عن فروعِه

يمانيةٌ تَنْدى بهِ وتَطيبُ

إذا ما نسيمُ الفجرِ باشرَ نشرَهُ

تنبّه منه سائقٌ وجنيبُ

متى نشرَ الوسمي بردةَ منعجٍ

وهل زالَ من وادي الأراكِ قَضيبُ

قِفا فاقضِياني لذةً من حديثهِ

علانيةً إنّ السِّرارَ مريبُ

ولا تُنكِرا صَبري إذا ما جزعتُما

فشوقي وإنْ هيّجتماه أديبُ

عَجِبْتُ من الأقدارِ كيفَ تضيمني

وكنتُ ولا شيءٌ إليّ عجيبُ

وكيفَ تصورتُ الثّوابَ عنيمةً

لممعتضٍ في حاجبيه قُطوبُ

ومذ زَعموا أنّ الحياةَ عطيةٌ

أُعرِّضُها للموتِ وهي هُبوبُ

ولكنّ مطبوعَ البشاشةِ صادَني

برُقيتهِ والفاعلونَ ضروبُ

رأى ورقَ الأيّامِ ليس يَروقُني

فحاولَ وُدّي والنجيبُ نَجيبُ

جلا ثَغرَه عبدُ العَزيزِ بنُ يوسفٍ

عليْنا وبشر اليوسفي خَلوبُ

أغرُّ كأنّ الشمسَ حينَ تَزوره

تضمّنها عندَ الشّروقِ غُروبُ

حديثُ شَبابِ السنِّ وهو مُدَرَّبٌ

بعيدُ منالِ القَدرِ وهو قريبُ

فإن غرّكُم لينٌ ينازعُ عِطفَه

فإنّ القَنا يهتزُّ وهو صَليبُ

فتى لا يَحُلُّ الدّهْرُ عقدةَ عزمِه

إذا اعترضتْ دون الخطوبِ خُطوبُ

يصمم في عشواءِ كلّ كَريهةٍ

بِها لفؤادِ المستميتِ وجيبُ

إذا طلبَ الأعداءَ لم يُفنِ صَبرَهُ

كلالٌ ولم يَنقض قُواه لُغوبُ

ولا حافر هش المُشاشِ مثلّم

ولا مِنسِمٌ دامي الأظَلِّ نكيبُ

ورجمٍ من المقدورِ صدّقَ ظنهُ

عشيةَ أغراضُ الرّجالِ غُيوبُ

يَقيسونَ أشباهَ الخُطوبِ وكلّهم

رفيقٌ بتفريجِ الكُروبِ طبيبُ

فَشاورهم ثمّ استبدّ برأْيِهِ

فتىً همّتُه بينَ الهمومِ غَريبُ

تشُبُّ مع الظّلماءِ بينَ جُفونِهِ

وبينَ غِلالاتِ الرُّقادِ حُروبُ

حَظِيتَ بآمالِ الكرامِ غُلُبّةً

وغيرُكَ يحظى مرةً ويَخيبُ

إذا جَمَعتْهُمْ في المكارمِ غايةٌ

فأنتَ لما لا يطلبونَ طلوبُ

وقد عاينوا سُحبَ البلاغةِ ثَرَّةً

عليكَ وأنواءُ السَّحابِ تَصوبُ

براعيةٍ سَرحِ العقولِ كأنّها

إذا سمِعوها في القلوبِ قُلوبُ

بها تُخدعُ الأروى وتستطلَقُ الجَنى

وتجمُدُ أكبادُ العِدى وتَذوبُ

وما كنتَ إلا الليلَ صُبَّ عليهمُ

تَغيبُ النّجومُ الزُّهرُ حينَ تَغيبُ

وسافرةٍ لا تقنص العينُ وجهَها

إلى كلّ أرضٍ تَغتدي وتَؤوبُ

ملكتُ ولم أملُك تميمةَ حاسدٍ

له بمعاريضِ الحديثِ دَبيبُ

توهّمَ بُعدي عن بلادكَ رغبةً

وما أنا عن كسبِ العَلاءِ رَغوبُ

عَتودٌ إذا ما اليأسُ خفّضَ جأشَهُ

وعندَ مَخيلاتِ المَطامعِ ذيبُ

وإنّي وإنْ لم أدنُ في النَّيلِ منكمُ

لأبعَدُ عمّا ساءكم وأغِيبُ

وأذكركم ذِكرَ المُحِبِّ حبيبَه

على النأي ما هبتْ صَباً وجَنوبُ

وقد يلتقي الأقوامُ بينَ جُسومِهم

وبينَ مُلاقاةِ القُلوبِ شُهوبُ

ودونَ مصافاةِ الحليمين محنةٌ

يكونُ لها بعدَ الفتورِ لهيبُ

عَسى مَرُّ يومٍ بعدَ يومٍ وليلةٍ

يَنالُ بهِ من راحتيكَ نَصيبُ

فإنّ سِنانَ السّمْهَري ترادفَتْ

أنابيبَ حتى نِلنَه وكُعوبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لكل محب في الزمان حبيب

قصيدة لكل محب في الزمان حبيب لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن ابن نباتة السعدي

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]

تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا

ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي