لكل امرئ في العيش شأن ومشرب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لكل امرئ في العيش شأن ومشرب لـ عبد الحميد الرافعي

اقتباس من قصيدة لكل امرئ في العيش شأن ومشرب لـ عبد الحميد الرافعي

لكل امرئ في العيش شأن ومشرب

وحلم به تصفو الحياة وتعذب

ومن لم يُعود حالة عاش دونها

ومؤتلف العادات في الناس يُطلب

فلا القول في فضل الحضارة يزدري

ولا هو في فضل البداوة يغلب

ففي الحضر العيش الهنئ ميسر

وما عز فيه قط للرزق مطلب

وأنواع خيرات الوجود لأهله

تُساق ولذات النعيم تُسبسب

ولكن إذا ما أدرك الضيم بلدة

وجار عليها جائر متغلب

وأفسدت الأخلاق في غيبة التقى

ولم يُحترم دين هناك ومذهب

واضحى الفتى عبداً لشهوة نفسه

وأولع بالدنيا شباب وشيب

وعم الورى طرا كما في زماننا

بلاء وضنك فالحضارة عقرب

فما يستفيد الحر لو أن داره

جنان نعيم وهو فيها معذب

وما تنفع الأوطان من كان قلبه

بهنَّ على جمر الغضا يتقلب

هنالك ترنو للبداوة أنها

أعز وأهنا والموارد أعذب

يعيش بها الإنسان حراً منعما

بفيفاء فيها العز ضيف مطنب

إذا أمحلت شد الرحال لغيرها

وان أقبلت فالعيش طرز مذهب

وان أوبأت أو أن تعكر ماؤها

تنحى لأخرى ليس يُعييه مذهب

ومن تُتحّمل داره فوق عيسه

متى شاء لم يعجزه في الأرض مهرب

فلا يشتهي ما ليس يُهديه حاضر

لباد ولا يعدوه ان عن ربرب

ولا يُبتلى يوماً بظلم حكومة

وذل به أهل الحضارة تُنكب

وان رامه أعدى عدو بغارة

فحاكمه العدل الحسام المشطب

إذا قيل هم لم يحرزوا كل نعمة

إلى الحضر المرزوق تُجنى وتجلب

فقد عوضوا عنها القناعة والرضى

فليس لهم فيها هموم ومأرب

ويكفيهم واللَه كاف عباده

إذا امطروا في كل عام فأخصبوا

تدر مواشيهم وتزهو ربوعهم

ويكنفهم عزّ الحياة المحبب

شرح ومعاني كلمات قصيدة لكل امرئ في العيش شأن ومشرب

قصيدة لكل امرئ في العيش شأن ومشرب لـ عبد الحميد الرافعي وعدد أبياتها ثلاثة و عشرون.

عن عبد الحميد الرافعي

عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي. شاعر، غزير المادة. عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية. من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره. ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً. واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ. وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و (مدائح البيت الصيادي -ط) ، و (المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و (ديوان شعره -خ) .[١]

تعريف عبد الحميد الرافعي في ويكيبيديا

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) شاعر وكاتب وصحفي وسياسي لبناني.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي