لقد طوحتني في البلاد مضاعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لقد طوحتني في البلاد مضاعا لـ معروف الرصافي

اقتباس من قصيدة لقد طوحتني في البلاد مضاعا لـ معروف الرصافي

لقد طَوَّحَتْني في البلاد مُضاعا

طوائح جاءت بالخطوبِ تباعا

فبارحت أرضاً ما ملأت حقائبي

سوى حبّها عند البَراح متاعا

عتَبْت على بغداد عَتْب مُوَدِّع

أمَضَّتْه فيها الحادثاتِ قراعا

أضاعَتْنيَ الأيام فيها ولو دَرَتْ

لعزّ عليها أن أكون مُضاعا

لقد أرضعتني كل خسف وأنني

لأشكرها أن لم تُتمَّ رَضاعا

وما أنا بالجاني عليها وإنما

نهضت خصاما دونها ودفاعا

وأعلمت أقلامي بها عربيّةً

فلم تُبدِ اصغاءً لها وسَماعا

ولو كنت أدري أنها أعجميّة

تَخِذت بها السيف الجُراز يراعا

ولو شئت كايَلْت الذين أنطَوَوا بها

على الحِقد صاعاً بالعِداء فصاعا

ولكن هي النفس التي قد أبَتْ لها

طباع المعالي أن تَسُوء طباعا

أبَيْت عليهم أن أكون بذِلّةٍ

وتأبى الضَواري أن تكون ضباعا

على أنني دارَيْت ما شاء حقدهم

فلم يُجْدِ نفعاً ما أتَيْت وضاعا

وأشقَى الورى نفساً وأضيعهم نُهىً

لبيبٌ يداري في نُهاه رَعاعا

تركت منِ الشعر المديح لأهله

ونزّهت شعري أن يكونِ قذاعا

وأنشدته يجلو الحقيقة بالنُهَى

ويكشِف عن وجه الصوابِ قناعا

وأرسلته عفواً فجاء كما ترى

قَوافيَ تَجتْاب البلادِ سراعا

وقفت غداة البَيْن في الكرخ وقفةً

لها كَرَبت نفسي تطير شَعاعا

أوَدّع أصحابي وهم مُحدِقون بي

وقدِ ضقت بالبين المُشِتّ ذراعا

أودّعهم في الكرخ والطرف مرسِل

إلى الجانب الشَرقيّ منه شُعاعا

وأدعَم رأسي بالأصابع مُطرِقاً

كأنّ برأسي يا أميمُّ صداعا

وكنت أظنّ البين سهلاً فمذ أتى

شَرَى البين مني ما أراد وباعا

وإنّي جبان في فراق أحِبّتي

وإن كنت في غير الفراق شجاعا

كأنّي وقد جَدَّ الفراق سفينةٌ

أشالت على الريح الهَجومِ شراعا

فمالت بها الأرواح والبحر مائج

وقد أوشكت ألواحها تتداعى

فتحسبني من هزّة فيّ أفْدَعاً

ترقَّى هضاباَ زُلزلت وتِلاعا

فما أنا إلاّ قومة وأنحناءة

وسِرٌّ إذاعته الدموع فَذاعا

رعى اللّه قوماً بالرُصافة كلما

تذكَّرتهم زاد الفؤاد نزاعا

أبيت وما أقوى الهموم بمَضجَع

تُصارعني فيه الهمومِ صراعا

وألْهو بذكراهم على السير كلما

هبَطتِ وهاداً أو علوت يَفاعا

هم القوم أما الصبر عنهم فقد عصى

وأما أشتياقي نحوَهم فأطاعا

لقد حكّموني في الأمور فلم أكن

لأنطِق إلاّ آمراً ومُطاعا

فلست أبالي بعد أن جَدَّ بَينهُم

زجرت كلاباً أم قَحَمْت سباعا

سلام على وادي السلام وأنني

لأجعل تسليمي عليه وَداعا

له اللّه من وادٍ تكاسَلَ أهله

فباتُوا عِطاشاً حوله وجياعا

رآهم عبيداً فاستبدّ بمائه

ولم يَجْر بين المُجْدِباتِ مُشاعا

جرى شاكراً صُنْع الطبيعة أنها

أبانَت يداً في جانبيه صَناعا

وما أنْسَ لا أنس المياه بدجلة

وأن هي تجري في العراق ضَياعا

ولو أنها تَسْقي العراق لما رَمَتْ

به الشمس إلاّ في الجنان شُعاعا

وما وَجَدَت ريح وأن قدتَنا وَحت

مَهَبّاً به إلا قُرىً وضياعا

سأجري عليها الدمع غير مُضيَّع

وأندُبُ قاعاً من هناك فقاعا

وأذكر هاتيك الرِباعَ بحسُنْها

فنعمتْ على شَحْط المَزار رباعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة لقد طوحتني في البلاد مضاعا

قصيدة لقد طوحتني في البلاد مضاعا لـ معروف الرصافي وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن معروف الرصافي

معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي. شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق) ، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب. ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني. ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني. وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918) ، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد. وزار مصر سنة (1936) ، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد. له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط) (محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف معروف الرصافي في ويكيبيديا

معروف الرُّصَافِي (1292 - 1365 هـ / 1875 - 1945 م) أكاديمي وشاعر عراقي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. معروف الرصافي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي