لقد ثوب الداعي لربوة جلق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لقد ثوب الداعي لربوة جلق لـ ابن النقيب

اقتباس من قصيدة لقد ثوب الداعي لربوة جلق لـ ابن النقيب

لقد ثَوَّبَ الداعي لربوة جِلَقٍ

بقلبٍ على تلك الرياض مُرَنَّقِ

فقمتُ وفي أذنيّ هينمة الصبا

أُساق إِليها من شبابي بريّقِ

وصحبي تنادى يا لها من صريمة

فقلتُ ابرموها إِثْرَ ممشايَ نلتقي

فَسِرنا وخِرِّيت الأماني يقودنا

خَلِيَّيْنِ إِلاّ من خليل ومُشْفقِ

سراعاً بنافي حَلْبة الأنس للصِبا

كرائم أفراسٍ إِلى اللَّهو سُبَّقِ

نَغُضُّ متى شاءَ النُهى من عِنانها

بكفِّ أناة ذاتِ زَنْدٍ ومرفَقِ

فلمّا بلغنا ظِلَّ وارفِ دَوْحِها

ومنسابِ صافي مائِها المترقرقِ

وجَدْنا بها في كلِّ موقع لحظة

مجالاً لأقصى بغية المتعشق

فما شِعب بَوّانٍ ونهرُ أُبُلَّةٍ

وصُغدُ سَمَرْقندٍ وغُوطةُ جِلقِّ

سوى أعينٍ وهي السواد لعينها

إِذا ما زهت ما بين غرب ومشرق

رياضٌ بها للورْق كلُّ مرنَّةٍ

تُخير من أشجى الغِناء وتنتقي

تجاوبها أخرى ليجتمعا مَعَاً

على غُصُنٍ نَضْرٍ ونهرٍ مصفّقِ

كما اجتمعا يوماً على الزير قينتا

يزيد بلحن مطرب وسْطَ جوْسَقِ

وذوبُ لُجينٍ للغديرِ خلالها

على درّ حوليّ الحصى متدفق

يَطنُّ على آذاننا من ذبابه

أرانين عودٍ في يديْ متشوقِ

ومقتبل للعيش فيها قطعته

رقيق حواشي البُرد أرغدَ مونِق

يذكرني عهداً تألّق بالحمى

وفينان عيش بالأحبة مورق

هرقنا به للزقِّ في رِّيق الصِبا

نجيعَ سُلاف البابليّ المعتق

يدور بها للشَرب كُلُّ مقرطقٍ

لغوبٍ بأطراف الحديث المنمق

مخصّر ما تحت الوشاحين أهيفِ

تمنطق بالألحاظِ من كلِّ مُحْدِق

شبيه الدمى لكنَّ حلو حديثه

يمزق بالألباب كلَّ ممزّق

منيع الذُرى بَشّ الأسرةِ ناعم

نبسّم عن عذب الغروبين مشرق

تعاقرها منه الندامى بمنزل

مفاض رداء الخصب رحبٍ مُسَرْدق

معتقة عذراء من عهد قيصر

تكنفها في الدَنِّ نسجُ الخدَرنق

فلما أبانَ الصبحُ عن عِقْد أُنْسهم

تراجَعْنَه بالحلِّ أيدي التفرِّق

ولم يبقَ في الألباب سحرٌ وإِنّما

لألحاظه من سحر بابل ما بقي

وما العيش إِلا خِلْسَةٌ ثم ينقضي

على عَجَل كالبارق المتألِّق

شرح ومعاني كلمات قصيدة لقد ثوب الداعي لربوة جلق

قصيدة لقد ثوب الداعي لربوة جلق لـ ابن النقيب وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن ابن النقيب

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد الحسيني. أديب دمشق في عصره له الشعر الحسن والأخبار المستعذبة كان من فضلاء البلاد له كتاب (الحدائق والغرق) . اقتبس منه رسالة لطيفة سماها (دستجة المقتطف من بو أكبر الحدائق والغرق -ط) . والدستجة من الزهر الباقة وله (ديوان شعر -ط) جمعه ابنه سعدي وشرحه عبد الله الجبوري وقصيدة في الندماء والمغنين شرحها صاحب خلاصة الأثر شرحاً موجزاً مفيداً. مولده ووفاته بدمشق.[١]

تعريف ابن النقيب في ويكيبيديا

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد، الحسيني، المعروف بابن النقيب وابن حمزة أو الحمزاوي النقيب، ينتهي نسبه إلى الإمام علي ابن أبي طالب، (1048-1081 هـ/1638-1670م)، وعُرف بابن النقيب لأن أباه كان نقيب الأشراف في بلاد الشام، وكان عالماً محققاً ذا مكانة سياسية واجتماعية ودينية. ولد في دمشق، نشأ ابن النقيب على يد والده، وتلقى منه علومه الأولى من الآداب والشريعة وغيرهما، كما تلقى على غيره من علماء عصره، واستكمل الاطّلاع على مختلف أنواع العلوم، وأتقن الفارسية والتركية وهو ابن عشرين سنة، ومال إلى الإنشاء ونظم الشعر فبرع فيهما، حتى صار من أعلامهما، وقد وصف شعره بأنه كثير الصور، بعيد التشابيه، عجيب النكات، ضمنه - كما كان يصنع الشعراء في عصره - كثيراً من المعميات والألغاز، وكان في شعره يجمع بين جزالة اللفظ وجمال التركيب وغزارة المعاني المستمدة من محفوظه الشعري والنثري الكبير. لابن النقيب ديوان شعر حققه عبد الله الجبوري ونشره في مجلة المجمع العلمي سنة 1956، وله فيه قصائد كثيرة منها ملحمة غنائية في مئة وتسعة عشر بيتاً، جمع فيها أسماء أعلام الغناء القديم وأسماء الملوك وندمائهم وجواريهم وقيانهم، واقترب فيها من فلسفة عمر الخيام الشعرية، في ديوانه عدداً من الموشحات أيضاً. ويمكن لمتصفح ديوانه أن يقف على عدد من الأغراض الشعرية التي تناولها، ومنها المدائح النبوية. وهذا الغرض قليل في شعره لم يرد في ديوانه منه سوى مقطعتين شعريتين، ومن المدح عنده تناوله لشخصيات عصره الاجتماعية والسياسية. وتعد المطارحات والحواريات الشعرية من الأغراض التي تطرق إليها الشاعر، فله كثير من القصائد المتبادلة بينه وبين شعراء زمانه كالأمير منجك الشاعر، ومنها ما كتبه أيضاً إلى بعض الأدباء، وربما تعدى ذلك إلى مطارحات خيالية رمزية في قصائد يخاطب فيها حمامة أو شحروراً، يضاف إلى ذلك الحواريات نثرية شعرية طريفة مثل «نبعة الجنان» و«حديقة الورد» و«المقامة الربيعية»، مما يستحق البحث والدراسة. ومن أغراض شعره وصف بعض أنماط الشخصيات الاجتماعية التي كانت شائعة في عصره، وأكثر وصفه كان للطبيعة الدمشقية الساحرة:

وللغزل والنسيب حظه الأوفر من شعره، فقد ملأ الحب والشباب جسمه، ونحا شعر الغزل عنده ليعكس صورة نفسه اللاهية المطربة العابثة في بعض الأحيان. وفي شعره ذكر للخمريات والغنائيات، ووصف للساقي والنديم، وأحاديث عن الكأس والخمر، مبيناً فيها أن الطبيعة الدمشقية، وكثرة الحانات، وشعوره الدائم بالصبا والشباب، من أهم الأسباب التي دفعته إلى معاقرة الصهباء، على أن الألغاز والأحاجي من الأغراض التي برع فيها الشاعر، وقد أدرجها بعض المتأخرين في فنون البديع. والدارس لشعره يميز فيه نزوعه إلى الذاتية والغنائية، كما أنه يجمع فيه بين الجرس الموسيقى اللطيف ورقة الألفاظ، وقد عرف الشعر- على طريقة الجاحظ - قوله:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن النقيب - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي