لقد تبدى كغصن البان في الميل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لقد تبدى كغصن البان في الميل لـ حفني ناصف

اقتباس من قصيدة لقد تبدى كغصن البان في الميل لـ حفني ناصف

لقد تبدّى كغصن البانِ في المَيَلِ

ظبيٌ رماني بسهمِ اللحظِ والكَحَلِ

وأفرط الهجرُ لما بان من ولعي

أن التواصلَ منهُ منتهى أملي

وماس يختالُ عجبْاً في محاسنهِ

حتى كسانيَ ثوب التيهِ والخجلِ

لولا معاطفةٌ في الحب تلعب بي

ما بتُّ أتلو حروفَ الشوقِ والغزلِ

كلا ولولا سعيرُ الخد أحرقني

ما حن قلبي لرسْمِ الدارِ والطللِ

كم من ليالٍ به قضيْتها سهراً

وكم رويتُ حديث الدمع عن مقلي

وكيف أسلو عذابي في محبتهِ

والوجدُ يرتعُ في قلبي ولم يَحُلِ

فصار دمعيَ وقفاً في محاجرهِ

حتى غدا راحتي في النهل والعللِ

وقد بدتْ بالجفا روحي مهاجرةً

حتى استقلّت بأحشائي على عجلِ

فيا أخا العذل رفقاً بالذي سكبت

فؤادَه العينُ وأسرى بي على مهلِ

واترك ملامة حب في صبابتهِ

فإنني في التصابي غير منتقلِ

ولا تلم مهجتي فيما تكابده

فأنت عني بحالات الغرامِ خلي

ويا نديميَ حدثني بصبوتهِ

فإن فيه شفائي من أسَى عللي

أما علمت بأن الوجد أتلفني

والجسم مني بإفراط الصدودِ بلي

فالخدُّ صبحٌ وهذا الشعر غيهبه

والثغرُ فيه الطلا أحلى من العسلِ

والقد غصنٌ ولكن جور عاذله

أغرى عليّ سهامَ الأعينِ النجلِ

تبارك اللهُ ما أحلاه من قمرِ

يبدو كغصن النقا يختالُ في الحللِ

كأن ناصف أهداهُ شمائلهُ

لمّا بدا في البها كالشمسِ في الحملِ

الفاضل المعتلِي حنفيّ من جمعت

فيه المعارفُ بعد الأربعِ الأولِ

هذا الذي بشموس العلمِ أتحفنا

حتى غدا فوق هامات الرجالِ علي

لقد أتتهُ المعالي وهي مشرقةٌ

فأصبحَ الدهر منه حاليَ العطلِ

إن أتعب الخلقَ في الأفهامِ معضلةٌ

تراه أسبقهم في معركَ النُزُلِ

فشمس فكرتهُ قد زحزحت سحباً

أنعم بذا من همامِ ضيغمٍ بطلِ

فلا تهولنَّهُ في العلمِ مشكلةٌ

إلاّ أفاض لها من صوبهِ الهطلِ

لدي المعارف لا تلوي أعنتُها

إلاّ لحيّ الحمَى من ذلك الرجلِ

ولا تناءت عن الأذهانِ مسألة

إلاّ أرانا هداها واضحَ السبلِ

العلمُ بحرٌ وذاك الفضلُ ساحلهُ

وما سوى ذاك تمويهُ من الوشلِ

إليه أمت وفودُ الركبِ سائرةً

والمدحُ فيه غدا ضرباً من المثلِ

لفهم سبحانَ قد أعيتْ فصاحتهُ

وكان في ذاك معصوماً من الزلل

فيا سميري عن التقصير معذرةً

فأن غايةَ مدحي مبدأُ العملِ

ولو قضيتُ زماني في مدائحهِ

وكان سيريَ سيرَ الشمسِ لم أصِلِ

وهذه بنتُ فكري للحمى وفدت

تهديكَ شكري وباهي الحمد من قِبَلي

فاسمح لها وأجِزْها بالقبولِ فلم

تخرج لغيركَ من خدرِ ولا كِللِ

لا زلتَ كعبةَ علم نستفيد بها

وشمسُ عزّك بالتوفيق في زحلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لقد تبدى كغصن البان في الميل

قصيدة لقد تبدى كغصن البان في الميل لـ حفني ناصف وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن حفني ناصف

محمد حفني بن إسماعيل بن خليل بن ناصف. قاض أديب، له شعر جيد، ولد ببركة الحج (من أعمال القليوبية بمصر) وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم. ثم في مناصب القضاء وعين أخيراً مفتشاً أول للغة العربية بوزارة المعارف المصرية واشترك في الثورة العرابية بخطب كان يلقيها ويكتبها ويوزعها على خطباء المساجد والشوارع. وكان يكتب في بعض الصحف المصرية باسم "إدريس محمدين" وقام برحلات إلى سورية والأستانة واليونان ورومانيا ودول أخرى. وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي 20 عاماً وقام برئاسة الجامعة 1908 عند تكوينها وكان من أوائل المدرسين فيها. وشارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول وله مداعبات شعرية مع (حافظ إبراهيم) وغيره وكان يتجنب المدح والاستجداء والفخر في شعره وهو والد باحثة البادية توفي بالقاهرة. له: (تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية -ط) و (مميزات لغات العرب -ط) ورسالة في (المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري -ط) واشترك في تأليف (الدروس النحوية -ط) . وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه (شعر حفني ناصف -ط) .[١]

تعريف حفني ناصف في ويكيبيديا

حفني ناصف هو محمد الحفني بن محمد إسماعيل خليل ناصف، ولد يوم الجمعة 16 ديسمبر سنة 1855م ببركة الحج، من أعلام القليوبية، توفى والده وهو ما زال جنيناً في بطن أمه، فكفله خاله وجدته لأبيه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. حفني ناصف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي