لفقد الهدى أو قل لفقد أبي الهادي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لفقد الهدى أو قل لفقد أبي الهادي لـ محمد سعيد الحبوبي

لفقد الهدى أو قل لفقد أبي الهادي

وحلت عن الأنضاء أرحلها التي

تشد لعلم أو لنيل وأرفاد

بلى ما اقشعر الأفق إلا لنكبة

صوارخها عجت بندب وتعداد

ثوى واحد العصر الذي لف برده

قبائل فهر من جموع وآحاد

إذا ما روت عنهم أحادث فضلهم

مناقبه صحت لصحة إسناد

سمعنا مزاياهم حديث محدث

فكانت بمرآه عياناً لمراد

تبلج عن نور النبي جبينه

تبلج صبح قد محا ليل الحاد

وأفصح عن نهج البلاغة قيله

وأفصح منطيق يرى النطق بالضاد

وكان النجار الفاطمي نجاره

فطاب وطيب المرء من طيب البلاد

فأين محط الرحل يا أينق السرى

وأين منال الري يا غلة الصادي

وأين الحمى مخضرة جنباته

كأن عليها سندسية أبراد

وأين جماهير الرجال مغذة

تروح إليه من ملوك وأجناد

وأين ترى غوغاءها وادعاءها

تقوم في دؤوب وترداد

تأمل تجد بدراً ثوى تحت تربة

وبحراً طغى لجيه فوق أعواد

فديتك بدراً غارباً بعد طلعة

وبحراً سجت أمواجه بعد إزباد

رحلت فكانت رحلة العلم والتقى

وما سريا مسراك إلا لميعاد

ورحت وللأرواح فيك علاقة

مكذبة أن تستقر بأجساد

ورهطك كل قد لوى لك جيده

فكان شعار الحزن حلية أجياد

ألا أيها الغادي وليتك سامع

إذا ما دعا الداعي ألا أيها الغادي

بودي لو تدنو فتسمع لوعتي

عليك ولو تصغي فتسمع إنشادي

قضيت فما عهد الدموع بمنقض

ونار الجوى تشوي الضلوع بإيقاد

كأن ندى كفيك عاد لأعين

ونار قراك اليوم عادت لأكباد

هو الطود لا بل يصغر الطود عند من

ثلاث أثافيه ثلاثة أطواد

فيا عبرتي عيني جوداً ففيكما

إذا لم تساعدني لأحبة إسعادي

ويا أيها الاحي رويدك لاحيا

فإنك في واد وإني في وادي

ولو قد عرفت الحب معرفتي به

لا تهمت اتهامي وأنجدت إنجادي

ويا راكباً حرفاً كأن قتودها

يشد بطاناها على الأطلس العادي

هي البرق لكن اسمها شدقمية

تألقها للمدلجين بمرصاد

رفيعة عنق مستطيلة غارب

عميمة أعضاء سليمة أعضاد

تشق الفيافي غيهبا بعد غيهب

وتطوي الفلا طي التجار لأبراد

أنخها بحيث الدار قدسية الثرى

وحيث تلاقى رائح الوحي بالغادي

وللمصطفى الهادي أرحها معزياً

فذا الرزء كل الرزء للمصطفى الهادي

وأي أب لم تفجعه فجعة ابنه

وكم ثم من آباء صدق وأجداد

ولولا العزا عن صالح لمحمد

ضربنا وراء الصبر سبعة أسداد

فهذا السنا الوضاح من ذلك السنا

وهذا الشذى الفياح من ذلك الوادي

إذ عم معروف الفتى عم رزؤه

فمثل سرور المرء لا عجه البادي

لذا ألبس الأحياء حزن مآتم

فتى قد كسا أيامهم أنس أعياد

فحسبك عن بدر بهالة أنجم

وعن أسد ضار بأجمة آساد

سلمت لنا للملتجي خير معقل

يمد البرايا بين سيب وإمداد

ففي الجهل تعليمٍ وفي الهول منعةٍ

وفي الجدب إخصابٍ وفي الغي إرشاد

ألست أخا الذهن الذكي تلهبت

مقابسه فينا تلهب وقاد

إذا عمت الآراء في الخطب حيرةٌ

هديت لإصدار صحيح وإيراد

وكم لك من أسياف رأي تسلها

إذا كانت الأسياف أولى بإغماد

وتملي فما لابن العميد بديهة

كما لك إذ تملي ولا لابن عباد

وك لك من مرمى بعيد كأنما

بايدي الورى عن نيله قيد أصفاد

أياديكم أوتاد كل فضيلة

وهل تعقد الأوتاد إلا بأوتاد

فلا زال بيت فيكم منع جاره

معرس وفاد وكعبة قصاد

وجاد سحاب العفو مرقد صالح

لدى الذكوات البيض من أيمن الوادي

شرح ومعاني كلمات قصيدة لفقد الهدى أو قل لفقد أبي الهادي

قصيدة لفقد الهدى أو قل لفقد أبي الهادي لـ محمد سعيد الحبوبي وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن محمد سعيد الحبوبي

محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي. شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً. وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.[١]

تعريف محمد سعيد الحبوبي في ويكيبيديا

السيّد محمد سعيد بن محمود بن كاظم الحَبّوبي (16 أبريل 1850 - 14 يونيو 1915) (4 جمادى الآخرة 1266 - 2 شعبان 1333) فقيه جعفري وشاعر عربي عثماني عراقي. ولد في النجف ونشأ ودرس بها. درس الأدب على خاله عباس الأعسم، ثم رحل إلى حائل في نجد سنة 1864 مع والده للعمل ثم عاد إلى النجف سنة 1867. واصل دراسته في مدارسها الفقهية، فكوّن تكوينًا اجتهاديًا مستقلًا. زامل جمال الدين الأفغاني أربع سنوات أثناء الدّراسة. ثم تولى التدريس فصار إمامًا في الصحن الحيدري بالعتبة العلوية. كانت له مجالس أدبية ومحاضرات. اشتهر بمواقفه ضد الاحتلال البريطاني في العراق، وقاد جيشًا من أبناء الفرات الأوسط للمقاومة ضد حملة بلاد الرافدين سنة 1914. توفي في الناصرية ودفن في العتبة العلوية. له ديوان شعر طبع مرّات.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي