لعينيك في الأحشاء ما نفث السحر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لعينيك في الأحشاء ما نفث السحر لـ ابن النقيب

اقتباس من قصيدة لعينيك في الأحشاء ما نفث السحر لـ ابن النقيب

لعينيك في الأحشاء ما نَفَث السِحْرُ

وللحب في الألباب ما فعل الخَمر

وما كنت أن أسلو وفيّ بقيّةٌ

ولا كاد أن يُفضي لصحوبيَ السُكر

خليليَّ كم أدنو فتنأى مطالبي

ويقصر عن إِدراكها منِّيَ العُمْرُ

أخوض لها من كل بهماءَ مقفر

غمار فجاج ما تقحّمها سَفْرُ

كأنَّ السُرى بحرٌ كأني أَخوضه

كأنَّ له مدٌّ وليس له جَزْر

كأنّ الثرى أفقٌ كأنَّ مطيتي

هلال كأنَّ السير موئله الحَشْرُ

كأنَّ المنى ماءٌ كأنيَ ناهل

كأنَّ الفيافي البيض ما بيننا جِسْرُ

كأنَّ نجاشيَّ الظلام مُتيَّمٌ

كأنيّ ملقىً في ضمائره سِرُّ

تذكرني شكوى الغرام حمامةٌ

لها فَرْطُ أشجان بجيش بها الصدر

أجارتنا أقلقتِ جفن صبابتي

وهيجتِ شوقاً دون لاعجه الجمر

ولم يبقَ لي إِلاّ تَعِلَّة مُعْدِم

تجاذبها من كلّ جارحة ذكر

ليال يَراها القُصر حتى كأنما

تكنّفها من كل ناحية فجر

كأنَّ دُجاها في الأديم نهارها

عصيمُ مِداد كادَ يجحده السِفر

كأنَّ به الجوزاء عقد لآلىءٍ

تطوقُه من صدر زنجيّة نحر

كأنّ الثُرّيا في اختلاف نجومها

بوادرُ آمال يحاولها الجر

كأنَّ السُّهى معنىً يَدِقُّ فيختفى

ويبدو جِهاراً أن تراجعه الفكر

كأنَّ سَنا المريخ نار تعلّقت

بذيل هَزيمٍ راحَ يجهده الذعر

كأنَّ بني نعش سَفينٍ تخالفت

عواصفها وهناً فشتتها البحر

كأنَّ امتدادَ الأفق فوق نجومه

قَساطل حرب زُغْف فرسانها نُضر

كأنَّ كلا النسرين لما تقابلا

نزيل عراك دأبه الكرُّ والفرُّ

كأنَّ سُهَيْلاً حين صوّبَ آفلا

فؤاد محبّ راح يُرجِفُه الهجرُ

كأنَّ به الشعرى الغُميصَاء خلفه

شقيقته الخنساء يقدمها صَخْر

كأنَّ عمود الصبح تحت هلاله

لتركيةٍ من تحت منطقة خصر

شرح ومعاني كلمات قصيدة لعينيك في الأحشاء ما نفث السحر

قصيدة لعينيك في الأحشاء ما نفث السحر لـ ابن النقيب وعدد أبياتها ثلاثة و عشرون.

عن ابن النقيب

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد الحسيني. أديب دمشق في عصره له الشعر الحسن والأخبار المستعذبة كان من فضلاء البلاد له كتاب (الحدائق والغرق) . اقتبس منه رسالة لطيفة سماها (دستجة المقتطف من بو أكبر الحدائق والغرق -ط) . والدستجة من الزهر الباقة وله (ديوان شعر -ط) جمعه ابنه سعدي وشرحه عبد الله الجبوري وقصيدة في الندماء والمغنين شرحها صاحب خلاصة الأثر شرحاً موجزاً مفيداً. مولده ووفاته بدمشق.[١]

تعريف ابن النقيب في ويكيبيديا

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد، الحسيني، المعروف بابن النقيب وابن حمزة أو الحمزاوي النقيب، ينتهي نسبه إلى الإمام علي ابن أبي طالب، (1048-1081 هـ/1638-1670م)، وعُرف بابن النقيب لأن أباه كان نقيب الأشراف في بلاد الشام، وكان عالماً محققاً ذا مكانة سياسية واجتماعية ودينية. ولد في دمشق، نشأ ابن النقيب على يد والده، وتلقى منه علومه الأولى من الآداب والشريعة وغيرهما، كما تلقى على غيره من علماء عصره، واستكمل الاطّلاع على مختلف أنواع العلوم، وأتقن الفارسية والتركية وهو ابن عشرين سنة، ومال إلى الإنشاء ونظم الشعر فبرع فيهما، حتى صار من أعلامهما، وقد وصف شعره بأنه كثير الصور، بعيد التشابيه، عجيب النكات، ضمنه - كما كان يصنع الشعراء في عصره - كثيراً من المعميات والألغاز، وكان في شعره يجمع بين جزالة اللفظ وجمال التركيب وغزارة المعاني المستمدة من محفوظه الشعري والنثري الكبير. لابن النقيب ديوان شعر حققه عبد الله الجبوري ونشره في مجلة المجمع العلمي سنة 1956، وله فيه قصائد كثيرة منها ملحمة غنائية في مئة وتسعة عشر بيتاً، جمع فيها أسماء أعلام الغناء القديم وأسماء الملوك وندمائهم وجواريهم وقيانهم، واقترب فيها من فلسفة عمر الخيام الشعرية، في ديوانه عدداً من الموشحات أيضاً. ويمكن لمتصفح ديوانه أن يقف على عدد من الأغراض الشعرية التي تناولها، ومنها المدائح النبوية. وهذا الغرض قليل في شعره لم يرد في ديوانه منه سوى مقطعتين شعريتين، ومن المدح عنده تناوله لشخصيات عصره الاجتماعية والسياسية. وتعد المطارحات والحواريات الشعرية من الأغراض التي تطرق إليها الشاعر، فله كثير من القصائد المتبادلة بينه وبين شعراء زمانه كالأمير منجك الشاعر، ومنها ما كتبه أيضاً إلى بعض الأدباء، وربما تعدى ذلك إلى مطارحات خيالية رمزية في قصائد يخاطب فيها حمامة أو شحروراً، يضاف إلى ذلك الحواريات نثرية شعرية طريفة مثل «نبعة الجنان» و«حديقة الورد» و«المقامة الربيعية»، مما يستحق البحث والدراسة. ومن أغراض شعره وصف بعض أنماط الشخصيات الاجتماعية التي كانت شائعة في عصره، وأكثر وصفه كان للطبيعة الدمشقية الساحرة:

وللغزل والنسيب حظه الأوفر من شعره، فقد ملأ الحب والشباب جسمه، ونحا شعر الغزل عنده ليعكس صورة نفسه اللاهية المطربة العابثة في بعض الأحيان. وفي شعره ذكر للخمريات والغنائيات، ووصف للساقي والنديم، وأحاديث عن الكأس والخمر، مبيناً فيها أن الطبيعة الدمشقية، وكثرة الحانات، وشعوره الدائم بالصبا والشباب، من أهم الأسباب التي دفعته إلى معاقرة الصهباء، على أن الألغاز والأحاجي من الأغراض التي برع فيها الشاعر، وقد أدرجها بعض المتأخرين في فنون البديع. والدارس لشعره يميز فيه نزوعه إلى الذاتية والغنائية، كما أنه يجمع فيه بين الجرس الموسيقى اللطيف ورقة الألفاظ، وقد عرف الشعر- على طريقة الجاحظ - قوله:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن النقيب - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي