لصبا الحجاز بكى وإن لم يطرب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لصبا الحجاز بكى وإن لم يطرب لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة لصبا الحجاز بكى وإن لم يطرب لـ حسن حسني الطويراني

لصَبا الحجازِ بَكى وَإِن لَم يَطربِ

صبٌّ تمسك من شذاه الطيِّبِ

يشكو الهَوى مما به بلسانه

وَيعيذها من قلبه المتلهب

بالله يا ريح الصبا حيي الحِمى

وَببثِّ ما يشكو إِليهِ تقرّبي

وَتردّدي بَيني وَبين أَحبتي

فَإِذا بَلغت فِنا الديار فشبّبي

وَتحملي عني السَلام تحيةً

وَلِجي إِلى تِلكَ الرُبى وَتَأدّبي

وَتبتلي وَصفي مذلة والهٍ

للأكرم الثاوي بطيبة يَثرب

وَقفي عَلى الأَعتاب ثمَّ وَسلِّمي

منّي عَلى قَبرٍ تشرّف بالنبي

قولي عُبيدُك يا رسول اللَه قَد

عرف الحقيقة بَعدَ أَيّ تَشعُّب

فَلَكَم أَطاع النَفس حينَ عَصى الهُدى

جهلاً وَكَم أَرضى الغرور بمغضب

ما قدّمت أَيديه إِلا حَسرةً

لِلنفس شيمة مسرفٍ لم يحسب

أَفنى الليالي في سِوى ما ينبغي

وَأَضاع سحبَ رضاً ببرقٍ خُلَّب

صحب الزَمانَ وَأَهلَه حتى إِذا

وَضح الرَشاد كَأَنه لَم يصحب

وَصَلَ الغرورَ وَفصَّلَ الأَوقاتَ في

غَير الحَقائق شأنَ من لم يَدأب

في الحَزم فرّطَ حيث أَفرط في الهَوى

سُلبَ الفراغَ بغير شغل موجب

ذهب المذاهبَ في انتِقا رأَيِ السوى

بشؤونه يا ليته لم يذهب

وَلَكَمْ صبا حيث الصِّبا ومع الشبا

ب مضى يُشبِّبُ بالغرير الربرب

وَلَكَم قضى الليل الطويل مفكراً

في شأن كل أَخ كمثل الكَوكَب

وَلَكَم بكى زيداً وحنّ لخالد

وَرعى هوى هندٍ وَتاه بزينب

كَم أَحرِمُ الأَجفانَ من سنة الكَرى

للغير ما رَقَبَت وَما لم ترقب

كَم أُجهِدُ النفس الأَبيةَ في هَوى

مَن لَم يَكُن بِأَخي الشَقيق وَلا أَبي

وَلَكم سَطا نَحوي الظَلامُ بِأَدهم

مِن هَمه وَدَهى الصَباح بأشهب

حجبتني الأَغيار عن دَرَكِ الهُدى

حَتّى بَدَت فَإِذا بِها لَم تحجب

شُكراً لعاقبة التجارب إِنَّها

كشفت عن الدُنيا نقابَ الغيهب

فإليك يا خير البرية حاجتي

وَجَّهتُها وَلأنتَ أَولى الناس بي

قدّمتُ نفساً قَد تؤّمن خوفَها

آمالٌ معترفٍ ذليلٍ مذنب

وَعرضتُ وجهاً سوّدَتهُ جنايةٌ

سينال نوراً منك إِن تك تجتبي

وَبسطتُ بالأعتاب خدّاً خاضعاً

سيفوز منها بالمنى وَالمطلب

وَعَلى رحابك قَد أنختُ مطيةً

إِن لَم يكرّم نُزْلُها لم تركب

يا رحمة الرَحمن بَين عباده

ارحم ذليلاً في معزتكم رَبِي

ارحمه وهو الكهل شارف شيبه

فَلَكَم رأفت بِهِ وَقد كان الصبي

يا حجة الديان ما لي حجةٌ

إلا الوقوف بذلةٍ وتأدّب

فَأَقل عثاري وَقل نجوتَ فطالما

بكَ قَد أَراح اللَه بالَ المتعب

وَلئن مدحتُ سواك وَهِيَ ضلالة

لا لاجتلاب عُلاً وَلا لتكسُّب

وَلئن شكا قلمي الدجى وَأَناملي

يا بئس ما كتبت وَما لم تكتب

فلأمحون ذنوبَها بقصائدٍ

تسعى بمدحك وَالثنا في مَوكب

شرح ومعاني كلمات قصيدة لصبا الحجاز بكى وإن لم يطرب

قصيدة لصبا الحجاز بكى وإن لم يطرب لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي