لزمت انفرادي إذ قطعت العلائقا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لزمت انفرادي إذ قطعت العلائقا لـ أبو حيان الأندلسي

اقتباس من قصيدة لزمت انفرادي إذ قطعت العلائقا لـ أبو حيان الأندلسي

لَزِمتُ اِنفِرادي إِذ قَطَعتُ العَلائِقا

وَجالَستُ مِن ذاتي الصَديقَ الموافقا

وَآنَسني فكري لِبُعدي عَن الوَرى

فَلَست إِلى شَيءٍ سِوى العلمِ تائِقا

أَرى يَقظَتي تُبدي لَطائفَ حكمةٍ

وَفي هجعتي وَهناً أشيم البَوارِقا

بَوارقَ في صُحفٍ مِن العلمِ اجتلي

مُشاهَدةً مِنها المَعاني الدَقائِقا

فأختالُ مِنها في رِياضٍ أَنيقَةٍ

وَأَقطفُ مِنها الزهرَ أَنورَ فائِقا

إِذا أَحجمَت أَذهانُ قَومٍ عَن الَّذي

يُعاطَونَ كانَ الذّهن لي فيهِ سابِقا

وَإِن يَشرَبوا طَرقاً لتكدير ذهنِهِم

شَرِبتُ أَنا صَفواً إِلى العينِ رائِقا

وَأَنقُدُ ما قَد بَهرَجُوا مِن كَلامهم

كَأنَّ بِذهني عِندَ ذاكُم مَيالِقا

وَمَن يُؤتَ فَهماً في القُرآنِ فَإِنَّهُ

يَفتحُ مِنهُ بِالذَكاءِ المَغالِقا

وَيَنشَقُ مِن ريّاه عَرفَ أَزاهرٍ

تَرى الجوَّ مِنها حينَ تَأرج عابِقا

وَيُدرِك بِالفكرِ المُصيبِ لَطائِفاً

تَرى اللَفظَ لِلمَعنى بِهِنَّ مُطابِقا

وَيَزدادُ بِالتَكرارِ فيهِ لَذاذةً

كَما لُكتَ مَعسولاً مِن الحُلوِ صادِقا

مُجيري كِتابُ اللَه يَومِي وَإِنَّهُ

هَجيري إِذا ما اللَيلُ أظلَم غاسِقا

كِتابٌ بِلِسنِ العُربِ أَوحاه جارياً

عَلى نَهجِهم لَم يَعدُ عَنهُم طَرائِقا

وَمَن يَجعل القُرآنَ نَصباً لِعينهِ

يَنَل خَيرَ مَأمولٍ وَيَأمن بَوائِقا

أَرى الناسَ أَشتاتاً فَبَعضٌ مُعارِضٌ

لِبَعض يخالُ الحَقَّ في فيهِ ناطِقا

وَما اِفتَرَقوا إِلا لعجزِ فُهومِهم

وَلَو أَدرَكوا لَم يُبصِروا فيهِ فارِقا

وَإقليدُه حَقاً هُوَ النَحوُ فاقصِدن

لتَحصيلِهِ إِن كُنتَ للعلمِ عاشِقا

عَلى قدرِ تَحصيلِ الفَتى فيهِ فَهمُه

فَأَقلِل وَأَكثِر وَاصِلاً أَو مُفارِقا

وَدَع عَنكَ تَقليدَ الرِجالِ فَإِنَّما

يُقَلِّدُهم مَن كانَ أَنوكَ مائِقا

وَلا تعدُ عَن كَشّافِ شَيخ زَمَخشَرٍ

وَكاشِف بِهِ باغي الكراماتِ خارِقا

فَكَم بكر مَعنىً عَزَّ مِنها اِفتِراعُها

لَها ذهنُهُ الوقّادُ أَصبَحَ فاتِقا

كَساها مِن اللَفظِ البَديعِ مَلابِساً

فَجرَّت ذُيولاً للفَخارِ سَوامِقا

لَقَد غاصَ في بَحرٍ فَأَبدى جَواهِراً

وَلَولا اعتيادُ السبحِ قَد كانَ غارِقا

وَراضَ لَهُ في العلمِ نَفساً نَفيسَةً

فَقادَت لَهُ آبي المَقادَةِ آبِقا

وَكَشَّفَ بِالكَشّافِ لا خابَ سَعيُهُ

مُغَطّى خَبيّاتٍ تَبَدَّت حَقائِقا

وَلَكنَّهُ فيهِ مَجالٌ لِناقِدٍ

وَزَلاتُ سَوءٍ قَد أَخَذنَ المَخانِقا

فَيثبِتُ مَوضوعَ الأَحاديثِ جاهِلاً

وَيَعزُو إِلى المَعصومِ ما لَيسَ لائِقا

وَيَشتِم أَعلامَ الأَئِمَةِ ضَلَّةً

وَلا سِيما أَن أَولَجُوه المَضايِقا

وَيُسهِبُ في المَعنى الوَجيزِ دَلالَةً

بِتَكثير أَلفاظٍ تُسمّى الشَقاشِقا

يقَوِّل فيها اللَه ما لَيسَ قائِلاً

وَكانَ مُحِبّاً في الخَطابَةِ وَامِقا

وَيُخطئ في تَركيبهِ لكلامِهِ

فلَيسَ لما قَد رَكَّبوه مُوافِقا

وَيَنسُب إِبداءَ المَعاني لِنَفسِهِ

لِيُوهِمَ أَغماراً وَإِن كانَ سارِقا

وَيُخطئ في فَهمِ القُرانِ لأَنَّهُ

يُجَوِّزُ إِعرابا أَبى أَن يُطابِقا

وَكَم بَينَ مَن يُؤتى البيان سَليقَةً

وَآخرَ عاناهُ فَما هُوَ لاحِقا

وَيَحتال لِلأَلفاظِ حَتّى يُديرَها

لِمذهبِ سوءٍ فيهِ أَصبَحَ مارِقا

فَيا خُسرَهُ شَيخاً تَخرَّقَ صِيتُهُ

مَغاربَ تَخريق الصَبا وَمشارِقا

لَئِن لَم تَدارَكه مِن اللَهِ رَحمَةٌ

لَسَوفَ يُرى للكافِرينَ مَرافِقا

شرح ومعاني كلمات قصيدة لزمت انفرادي إذ قطعت العلائقا

قصيدة لزمت انفرادي إذ قطعت العلائقا لـ أبو حيان الأندلسي وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن أبو حيان الأندلسي

محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي أثير الدين أبو حيان الجياني الأندلسي النحوي. كان من أقطاب سلسلة العلم والأدب وأعيان المبصرين بدقائق ما يكون من لغة العرب حكي أنه سمع الحديث بالأندلس وإفريقية والإسكندرية ومصر والحجاز من نحو 450 شيخاً، كان شيخ النحاة بالديار المصرية أخذ عنه أكابر عصره كان ثبتاً صدوقاً حجة سالم العقيدة من البدع درس النحو في جامع الحاكم سنة 704 هـ وأصبح مدرساً للتفسير في قبة السلطان الملك المنصور في عهد السلطان القاهر الملك الناصر وتولى منصب الاقراء بجامع الأقمر. توفي بالقاهرة 28 صفر 745 هـ ودفن بمقبرة الصوفية خارج باب النصر وصلي عليه بالجامع الأموي بدمشق صلاة الغائب، ورثاه الصفدي وذكره في نكت الهيمان. له (شرح التسهيل) ، و (مختصر المنهاج للنووي) و (الارتشاف) وغير ذلك.[١]

تعريف أبو حيان الأندلسي في ويكيبيديا

العلامة محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان (654-745هـ) (1256-1344م)، أثير الدين، أبو حيان، الغرناطي الأندلسي الجياني النفزي. ولد في غرناطة سنة 654هـ، فقيه ظاهري.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي