لذكرك ماعب الخليج يصفق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لذكرك ماعب الخليج يصفق لـ ابن خفاجة

اقتباس من قصيدة لذكرك ماعب الخليج يصفق لـ ابن خفاجة

لِذِكرِكَ ماعَبَّ الخَليجُ يُصَفِّقُ

وَبِاِسمِكَ ماغَنّى الحَمامُ المُطَوَّقُ

وَمِن أَجلِكَ اِهتَزَّ القَضيبُ عَلى النَقا

وَأَشرَقَ نُوّارُ الرُبى يَتَفَتَّقُ

وَما ذاكَ إِلّا أَنَّ خُلقَكَ رائِقٌ

يُهَزُّ كَما هُزَّ الرَحيقُ المُعَتَّقُ

حَسُنتَ غِناءً وَاِجتِلاءً وَخِبرَةً

فَكُلُّكَ مَوموقُ الحُلى مُتَعَشَّقُ

وَأَنتَ لُبابُ السَيفِ أَمّا فِرِندُهُ

فَطَلقٌ وَأَمّا غَربُهُ فَمُذَلَّقُ

فَهَل عَلِمَت تِلكَ الإِمارَةُ أَنَّها

يُفاضُ عَلَيها مِن رُوائِكَ رَونَقُ

فَلا عَينَ إِلّا وَهيَ تَظمَأُ لَوعَةً

وَإِنسانُها في ماءِ حُسنِكَ يَغرَقُ

وَكَم مَنطَقٍ فَصلٍ هُوَ الدُرُّ يُجتَلى

عَلى بَحرِ طِرسٍ أَو هُوَ المِسكُ يَفتُقُ

صَدَعَت بِهِ دونَ الحَقيقَةِ سُدفَةً

تَنوبُ عَنِ الإِصباحِ وَاللَيلُ مُطرِقُ

وَيا رُبَّ لَيلٍ بِتَّهُ فَوقَ مَضجَعٍ

مُقِضٍّ بِكَ الفَهمُ الذَكِيُّ فَتُطرِقُ

يَقومُ بِكَ القَلبُ الأَبِيُّ وَتارَةً

يَغوصُ بِكَ الفَهمُ الذَكِيُّ فَتُطرِقُ

فَلَم تَغتَمِض وَالنَجمُ قَد مالَ سَحرَةً

فَأَغفى وَأَذيالُ الظَلامِ تُمَزَّقُ

وَلِلَّيلِ ظِلٌّ قَد تَقَلَّصَ أَخضَرٌ

وَلِلصُبحِ ماءٌ قَد تَسَلسَلَ أَزرَقُ

وَجَدُّكَ يَستَولي وَرَأيُكَ يَنتَضي

وَعَزمُكَ يَستَجري وَسَعدُكَ يَسبِقُ

وَما صَدَّتِ الحَسناءُ عَنكَ زَهادَةً

وَلَكِن زَهاها أَنَّها تُتَعَشَّقُ

فَظَلَّت تَجُرُّ الذَيلَ تيهاً وَإِنَّها

لَأَغلَقُ رَهناً في هَواكَ وَأَعلَقُ

وَإِلّا فَما لِلقَطرِ قَد فاضَ عَبرَةً

هُناكَ وَما لِلرَعدِ قَد باتَ يَشهَقُ

تَخِفُّ بِها ذِكراكَ حَتّى كَأَنَّما

يُطيفُ بِها مِن مَسِّ حُبِّكَ أَولَقُ

وَتُهدي إِلَيكَ الريحُ عَنها تَحِيَّةً

تَفوهُ بِما تَحتَ الضُلوعِ فَتَنطِقُ

فَغازِل بِها خَلفَ الحِجالِ عَقيلَةً

قُصارُ هَواها رَشفَةٌ وَتَعَنُّقُ

يَزُرُّ عَلَيها الصُبحُ جَيبَ قَميصِهِ

فَتَكرَعُ في ماءٍ بِها يَتَدَفَّقُ

وَتَسحَبُّ فيها الشَمسُ ذَيلَ عَشِيَّها

فَتَشرَبُ مِن خَمرٍ هُناكَ تُرَوَّقُ

فَدونَكَها حَسناءَ لا أَنَّ رَبَّها

قَلاها وَلَكِن رُبَّ حَسنا تُطَلَّقُ

تَروقُ فَما تَدري الرُكابُ أَبَلدَةً

تَؤُمُّ بِها أَم كَوكَباً يَتَأَلَّقُ

وَتَأرَجُ أَنفاساً وَتَندى غَضارَةً

فَتَحسِبُها نُوّارَةً تَتَفَتَّقُ

فَخَيِّم بِمَثوى المَجدِ وَالسَعدِ ناظِماً

عَلى نَحرِها عِقداً مِنَ الخَيلِ يُنسَقُ

تَضيقُ بِهِ أَنفاسُها وَيَزينُها

وَأَنفِس بِهِ عِلقاً يَزينُ وَيَخنُقُ

فَهَل مِن نَسيمٍ قَد تَضَوَّعَ يَنتَحي

مَعَ الفَجرِ أَو بَرقٍ تَأَلَّقَ يَخفِقُ

يُهَنِّئُ عَنّي كورَةَ الشَرقِ إِنَّها

لِبَحرِكَ شَطٌّ أَو لِشَمسِكَ مَشرِقُ

تَطابَقتُما مَرأى جَميلاً وَمَخبَراً

فَها أَنتُما تاجٌ يَروقُ وَمَفرِقُ

لَكَ اللَهُ مِن سَهمٍ يُسدَدُ سَعيَهُ

إِذا طاشَتِ الأَلبابُ رَأيٌ مُوَفَقُ

يَهُزُّ بِهِ مِن حِميَرٍ فَرعَ سُؤدُدٍ

كَريمَ الجِنى وَالظِلِّ يَسمو وَيَسمُقُ

يُقَلِّبُ عَيناً لِلحَياءِ مَريضَةً

تَغُضُّ وَأُخرى لِلذَكاءِ تُحَدِّقُ

لَهُ هِمَّةٌ تُملي عَلَيهِ وَعَزمَةٌ

تَخُطُّ بِأَطرافِ الرِماحِ وَتَمشُقُ

تُجَرِّبُهُ في حَومَةِ الحَربِ حَيَّةٌ

تُنَضنِضُ أَو فَتخاً هُناكَ تُحَلِّقُ

وَتَنفُحُ ريحُ النَصرِ في قَبَسٍ بِهِ

فَتَخرُقُ أَقطارَ العَجاجِ وَتُحرِقُ

وَيَنطِقُ عَن سَيفٍ بِفَكَّيهِ صارِمٌ

وَيَرمُقُ عَن سَهمٍ بِجَفنَيهِ يَمرُقُ

وَيَصدَعُ شَملَ اللَيلَةِ الخَبلِ كُلَّما

بَدا فَيلَقٌ مِلءُ الفَضاءِ وَفَيلَقُ

فَناهِض أَبا يَحيى بِعَزمَتِكَ الصَبا

تُباري بِكَ العيسُ المَهاري فَتَعنَقُ

شُهوداً بِأَوضاحِ المَساعي كَأَنَّما

جَرى مِنكَ في صَدرِ الكَتيبَةِ أَبلَقُ

وَسايِر أَخاكَ البَدرَ يُهوي وَيَرتَقي

جَلالاً وَيَربَدُّ اِنكِشافاً وَيُشرِقُ

وَسُحبُكَ شَتّى مِن عَذابٍ وَرَحمَةٍ

فَمِن عارِضٍ يَسقي وَآخَرَ يَصعَقُ

وَكَيفَ تَهابُ اللَيثَ يَزأَرُ صَولَةً

فَيَرعُدُ أَو يَرنو إِلَيكَ وَيَبرُقُ

وَدونَكَ مِن فَتقِ المُثَقَّفِ زُبيَةٌ

تَهولُ وَمِن خَرقِ المُهَنَّدِ خَندَقُ

فَخُذها كَما حَيَّت بِها الهِندُ مِسكَةً

تُعَطِّرُ أَنفاسَ الرُواةِ فَتَعبَقُ

وَعَنبَرَةً شَهباءَ تَحمِلُ نَفحَةً

تَنَفَّسُ في صَدرِ النَدِيِّ فَتُنشَقُ

تُشَبُّ لَها نَفسُ العَدُوِّ فَكُلَّما

أَرى هَذِهِ تُذكى أَرى تِلكَ تَحرُقُ

أَسَلتُ بِها في جَبهَةِ الدَهرِ غُرَّةً

جَرى الحُسنُ ماءً فَوقَها يَتَرَقرَقُ

تُرِنُّ بِها الرُكبانُ شَرقاً وَمَغرِباً

فَتُشئِمُ طَوراً بِالثَناءِ وَتُعرَقُ

وَحَسبُكَ مِن شِعرٍ يَكادُ لُدونَةً

يُغَنّى بِهِ النَبتُ الحَشيمُ فَيورِقُ

فَيا دَوحَةَ العَلياءِ حَيَّتكَ رَوضَةٌ

عَلَيها رِداءٌ لِلرَبيعِ مُنَمَّقُ

لَها صَقيلِ النورِ ثَغرٌ مُفَلَّجٌ

يَشوقُ وَمِن سَجعِ الحَمامَةِ مَنطِقُ

وَها أَنا أُقريكَ السَلامَ عَلى النَوى

مَعَ الريحِ تَندى أَو مَعَ الطَيفِ يَطرُقُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لذكرك ماعب الخليج يصفق

قصيدة لذكرك ماعب الخليج يصفق لـ ابن خفاجة وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن ابن خفاجة

إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الجعواري الأندلسي. شاعر غَزِل، من الكتاب البلغاء، غلب على شعره وصف الرياض ومناظر الطبيعة. وهو من أهل جزيرة شقر من أعمال بلنسية في شرقي الأندلس. لم يتعرض لاستماحة ملوك الطوائف مع تهافتهم على الأدب وأهله.[١]

تعريف ابن خفاجة في ويكيبيديا

ابن خَفَاجة (450 ـ 533هـ، 1058 ـ 1138م). إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الهواري، يُكنى أبا إسحاق. من أعلام الشعراء الأندلسيين في القرنين الخامس والسادس الهجريين.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن خفاجة - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي