لذكراك يا حفني في النفس أشجان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لذكراك يا حفني في النفس أشجان لـ خليل مطران

اقتباس من قصيدة لذكراك يا حفني في النفس أشجان لـ خليل مطران

لِذِكْرَاكَ يَا حِفْنِيُّ فِي النَّفْسِ أَشْجَانُ

وَكَيْفَ سُلُوِّي لِلرِّفَاقِ الأُولَى بَانُوا

تَوَلَّوا وَأَبْقَانِي زَمَانِي بَعْدَهُمْ

أَعِزُّ إِذَا عَزُّوا أَهُونُ إِذَا هَانُوا

نَوَابِغُ آدَابٍ وَعِلْمٍ تَلاحَقُوا

وَكَانُوا مِنَ الآدَابِ وَالعِلْمِ مَا كَانُوا

بِعَيْنِي مَا طَالَتْ حَيَاتِي شُخُوصُهُمْ

وَفِي السَّمْعِ أَقْوَالِ عِذَابٌ وَأَلْحَانُ

لَقَدْ تَرَكُوا سِفْراً مِنَ المَجْدِ حَافِلاً

وَكُلٌّ لَهُ فِي ذَلِكَ السِّفْرِ عُنْوَانُ

وَتَحْتَ اسْمِ حِفْنِيٍّ مَعَانٍ كَثِيرَةٌ

هُوَ الضَّوْءُ إِنْ حَلَّلْتَهُ وَهْيَ أَلوَانُ

فَحِفْنِيُّ كَانَ الكاتِبَ الأَوْحَدَ الَّذِي

خَلَتْ قَبْلَ أَنْ تَحْظَى بِهِ مِصْرُ أَزْمَانُ

مَنَارَةَ عَهْدٍ لِلحضَارَةِ زَاهِرٍ

بِشَتَّى حِلاهَا يَسْتَضِيءُ وَيَزْدَانُ

مَبَاحِثُهُ فِي كُلِّ فَنٍّ طَرَائِفٌ

يُجَمِّلُهَا سَبْكٌ بَدِيعٌ وَتَبْيَانُ

تُنِيرُ وَتُشْجِي قَارِئِيهَا كَأَنَّمَا

تُصِيبُ المُنَى فِيهَا عُقُولٌ وَأَذْهَانُ

رَسَائِلُهُ مُنْسُوجَةٌ نَسْجَ وَحْدِهَا

تَرُوعُ بِوَشْيٍ فِيهِ لِلطَّرْفِ أَفْنَانُ

وَتَنْفَحُ فِيهَا نَفْحَةً عَبْقَرِيَّةً

نُسَيْمَاتُ رَوْضٍ فِيهِ وَرْدٌ وَرَيْحَانُ

وَحَفْنِيُّ كَانَ الشَّاعِرُ المُبْدِعُ الَّذِي

قَصَائِدُهُ دُرُّ نُظِمْنَ وَعِقْيَانُ

قَرِيضٌ إِذَا اسْتُنْشِدْتَهُ ذُقْتَ طِيبَهُ

وَحِسُّكَ نَشْوَانٌ وَرُوحُكَ نَشْوَانُ

كَمَشْمُولَةٍ مِنْ مُشْتَهَى النَّفْسِ قُطِّرَتْ

يُعَاطِيكَهَا فِي مَجْلِسِ الأُنْسِ نُدْمَانُ

يَلُوحُ بِهَا المَعْنَى الطَّلِيقُ وَإِنَّمَا

هُوَ الوَحْيُ يُوحَى لا عَرُوضٌ وَأَوْزَانُ

وَحِفْنِيُّ كَانَ العَالِمَ العَامِلَ الَّذِي

لَهُ القَوْلُ طَوْعٌ وَالبَلاغَةُ مِذْعَانُ

مُثَقِّفَ نَشْءِ العَصْرِ أَيَّامَ لَمْ تَكُنْ

وَسَائِلَ تَقْرِيبٍ وَلَمْ يَكُ إِتْقَانُ

فَأُوتِيَ ذُخْراً مِنْ غَوَالِي دُرُوسِهِ

غَرَانِيقُ فَازُوا فِي الحَيَاةِ وَفِتْيَانُ

يَعِزُّ الحِمَى مِنْهُمْ بِكُلِّ مُهَذَّبٍ

لَهُ أَدَبٌ جَمٌّ وَفَضْلٌ وَعِرْفَانُ

وَ حِفْنِيُّ كَانَ الجِهْبِذَ اللَّبِقَ الَّذِي

بِهِ عَادَ لِلفُصْحَى عَلَى اللَّغْوِ سُلْطَانُ

وَرَدَّ عَلَى القُرْآنِ مُحْكَمَ رَسْمِهِ

كَمَا خَطَّهُ فِي سَالِفِ الدَّهْرِ عُثْمَانُ

وَ حِفْنِيُّ فِي نَادِيهِ ذُو الكَلِمِ الَّتِي

بِأَبْدَعَ مِنْهَا لا تُشَنَّفُ آذَانُ

عِبَارَتُهُ تَجْرِي بِأَشْفَى مِنَ النَّدَى

وَمَنْطِقُهُ مِنْ حِكْمَةِ الدَّهْرِ رَيَّانُ

هُوَ الأَسْمَرُ العَبْلُ البَطِيءُ حَرَاكُهُ

وَلَكِنَّهُ رُوحٌ تَخِفُّ وَوِجْدَانُ

فَإِنْ يَكُ إِنْسَانٌ يُبَاهِيهِ طَلْعَةً

فَلَيْسَ يُباهِيهِ بِمَعْنَاهُ إِنْسَانُ

وَ حِفْنِيُّ قَاضٍ رَاقَبَ اللهَ عَالِماً

بِأَنَّ الَّذِي إِذَا اقْتَصَّ رَحْمَنُ

فَبالَغَ فِي اسْتِيطَانِ كُلِّ سَرِيرَةٍ

مُحَاذَرَةَ أَنْ يُخْطِيءَ الحَقَّ بُرْهَانُ

وَكَائِنْ طَوَى مِنْ لَيْلَةٍ نَابِغِيَّةٍ

بِهَا رَقَدَ الشَّاكِي وَقَاضِيهِ سَهْرَانُ

وَفِي الدِّينِ أَوْ فِي العِلْمِ صَرَّفَ جُهْدَهُ

بِأَحْسَنِ مَا يُوحِيهِ عَقْلٌ وَإِيمَانُ

يَمُدُّ بِمَا فِالرَّبِيعِ جَامِعَتَيْهِمَا

وَكُلٌّ لَهُ مَرْمَى وَكُلٌّ لَهُ شَانُ

فَهَذِي لَهَا مِنْهُ نَصِيرٌ وَمُرْشِدٌ

وَهَذِي لَهَا مِنْهُ ظَهِيرٌ وَمِعْوَانُ

إِذَا ائْتَمَرَ المُسْتَشْرِقُونَ وَقلِّبَتْ

تَوَارِيخُنَا مِمَّا طَوَى الأَيْنُ والآنُ

فَحِفْنِيُّ مِنْطِيقُ المَعَارِفِ وَالنُّهَى

هُنَاكَ وَصَوتٌ لِلكِنَانَةِ رَنَّانُ

وَفِيِ كُلِّ مَا يَأْتِيهِ لا يَسْتَفِزُّهُ

أَثَمَّتَ غُنْمٌ أَمْ هُنَالِكَ شُكْرَانُ

فَوَا حَرَبَا مِنْ طَارِئِيْنِ تَحَالَفَا

عَلَيْهِ فَدَكَّاهُ كَمَا دُكَّ بُنْيَانُ

أُصِيبَ بِسَهْمٍ جَنْبُهُ فَهْوَ صَابْرٌ

وَآخَرَ أَصْمَى بِكْرَهُ فَهْوَ ثَكْلانُ

وَمَا مَلَكٌ مَنْ يَحْسُنُ العَيْشُ بَعْدَهَا

عَلَيْهَا سَلامٌ فِي الجِنَانِ وَرِضْوَانُ

وَهَى الجَلَدُ البَاقِي بِهِ إِذْ تَرَحَّلَتْ

وَأَوْدَى أَسىً يَبْكِيهِ أَهْلٌ وَإِخْوَانُ

مُصَابٌ أَصَابَ العُرْبَ بَدْواً أَوْ حُضَّراً

فَقَحْطَانُ مَكْلُومُ الفُؤَادِ وَعَدْنَانُ

وَعَزَّ أَسَا دَارِ السَّلامِ وَصُوِّحَتْ

بِقَاعُ العَزِيزِ الخُضْرُ وَاهْتَزَّ لُبْنَانُ

وَرُوِّعَتِ الفُسْطَاطُ لَكِنَّهَا طَغَى

عَلَى حُزْنِهَا فِي ذَلِكَ اليَوْمِ أَحْزَانُ

أَجَابَ بَنُوهَا مُهْرَعِينَ وَقَدْ دَعَا

إِلَى الذَّوْدِ ظُلْمٌ حُمِّلُوهُ وَعُدْوَانُ

وَفَارَقَتِ الغِيدُ الخُدُورَ عَوَامِداً

إِلَى حَيْثُ يَلْقَى الرَّوْعَ شِيبٌ وَشُبَّانُ

كَفَى شَاغِلاً أَنْ يُشْغِلُوا عَنْ نُفُوسِهِمْ

لِيُنْصَفَ شَعْبٌ مُسْتَضَامٌ وَأَوْطَانُ

فَيَقْتَحِمُوا الأَخْطَارَ عُوْلاً وَمَا بِهِمْ

أَيُرْدَى كُهُولٌ أَوْ يُعَاجِلُ وِلَدانُ

وَيَزْدَحِمُوا مُسْتِبْسِلِينَ وَيَصْطَلُوا

عَلَى الكَرِّ نِيرَاناً تَلِيهِنَّ نِيرَانُ

فَفِي جَوِّ الاِسْتِشْهَادِ وَالمَوْتُ فَاتِكٌ

وَلِليَأْسِ إِزْرَاءٌ عَلَيْهِ وَطُغْيَانُ

تَوَلَّى عَنِ الجُلَّى مُعِدُّ رِجَالِهَا

فَإِمَّا غَفَتْ عَيْنَاهُ فَالقَلْبُ يَقْظَانُ

وَإِنْ لَمْ يَرَ النَّصْرَ العَزيزَ فَرُوحُهُ

مِنَ المَوْطِنِ الأَعْلَى بِهِ اليَوْمَ جَذْلانُ

وَمَا هَمُّهُ إِنْ لَمْ يُوَّفُوهُ حَقَّهُ

إِذَا رُدَّ حَقُّ القَوْمِ وَالبَغْيُ خَزْيَانُ

سَلامٌ عَلَى حِفْنِيُّ إِنَّ بِلادَهُ

ترَدِّدُ ذِكْرَاهُ وَفِي النَّفْسِ تَحْيَانُ

إِذَا هُوَ لَمْ يُكُرَمْ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِ

فَمَا البُطْءُ إِجْحَافٌ وَمَا الصَّبْرُ سُلْوَانُ

أَمَا كَانَ حُكْمُ الدَّهْرِ فِي النَّاسِ وَاحِداً

وَلَمْ تَخْتَلِفْ فِيهِ شُعُوبٌ وَبُلْدَانُ

فَقَدِّمَ مَجْدُوداً وَأَخِّرَ غَيْرَهُ

تَحَكُّمَ نَجْمٍ وَالفَرِيقَانِ أَقْرَانُ

وَلَكِنَّ عُقْبَى السُّوءِ سُوءٌ مُحَتَّمٌ

وَمَا كَانَ إِحْسَاناً فَعُقْبَاهُ إِحْسَانِ

بِلادُكَ يَا أَوْفَى بَنِيهَا وَفِيَّةٌ

مَشِيئَتُهَا تُقْضَى وَإِنْ عَاقَ حِدْثَانُ

سَيَبْقَى عَلَى الأَيَّامِ مَجْدُكَ كَامِلاً

بِرَغْمِ العَوَادِي لَيْسَ يَعْزَوهُ نُقْصَانُ

وَإِنْ تُنْسَ أَعْمَالٌ رَهَائِنَ وَقْتِهَا

فَلَيْسَ لِمَا خَلَّدْتَ فِي مِصْرَ نِسْيَانُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لذكراك يا حفني في النفس أشجان

قصيدة لذكراك يا حفني في النفس أشجان لـ خليل مطران وعدد أبياتها تسعة و خمسون.

عن خليل مطران

خليل بن عبده بن يوسف مطران. شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين. ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين. وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.[١]

تعريف خليل مطران في ويكيبيديا

خليل مُطران «شاعر القطرين» (1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949) شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي. عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب «شاعر القطرين» ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب «شاعر الأقطار العربية». دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل مطران - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي