لدن هجرته زحزحته عن الصبر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لدن هجرته زحزحته عن الصبر لـ البحتري

اقتباس من قصيدة لدن هجرته زحزحته عن الصبر لـ البحتري

لَدُن هَجَرَتهُ زَحزَحَتهُ عَنِ الصَبرِ

سَواءٌ عَلَيهِ المَوتُ أَو لَوعَةُ الهَجرِ

إِلَيكَ عَنِ الصَبِّ الَّذي بَرَّحَت بِهِ

صُروفُ هَوىً لَو كُنَّ في الماءِ لَم يَجرِ

وَقائِلَةٍ وَالدَمعُ يَصبُغُ خَدَّها

رُوَيدَكَ يَا بنَ السِتِّ عَشرَةَ كَم تَسري

فَقُلتُ أَحَقُّ الناسِ بِالعَزمِ وَالسُرى

طِلابُ المَعالي صاحِبُ السِتِّ وَالعَرِ

مُقامُ الفَتى في الحَيِّ حَيّاً مُسَلَّماً

مَعافاً مُقامُ ذِلَّةٍ بِالفَتى يُزري

مَتى يُمسِكِ العَجزُ الزَمانَ وَتُمتَطى

مَطايا الهَوى وَاللَيلِ تَنسَ شَبا العُسرِ

وَمَهما تَنَم في ظِلِّ بَيتِكَ عاجِزاً

تُصِبكَ خُطوبُ الدَهرِ مِن حَيثَ لا تَدري

وَما الحَزمُ إِلّا العَزمُ في كُلِّ مَوطِنٍ

وَما المالُ إِلّا مَعدِنُ الجودِ وَالوَفرِ

وَما المَرءُ إِلّا قَلبُهُ وَلِسانُهُ

فَإِن قَصَّرا عَنهُ فَلا خَيرَ في المَرِّ

سَأَخبِطُ وَجهَ الدَهرِ وَاللَيلِ أَو أَرى

تَمَزُّقَ ثَوبِ اللَيلِ في وَضَحِ الفَجرِ

وَأوثِرُ عَنسي في المَهامِهِ وَالفَلا

عَلى قُربِ عِرسي في السَواجيرِ أَو أُثري

تُحَمِّلُني الأَيّامُ ما لا أُطيقُهُ

وَتَحمِلُني مِنها عَلى مَركَبٍ وَعرِ

أَأَن كانَ قَومي قَوَّموا بِفِعالِهِم

شَديدَ اِعوِجاجِ الدَهرِ في سالِفِ العَصرِ

وَجاروا عَلى الأَموالِ بِالجودِ جَورَهُم

عَلى مَعشَرِ الأَعداءِ بِالقَتلِ وَالأَسرِ

أَيَقتَصُّ مِنّي آخِرُ الدَهرِ ظالِماً

جَرائِرَ أَجدادي عَلى أَوَّلِ الدَهرِ

بَنو بُحتُرٍ قَومي وَمَن يَكُ بُحتُرٌ

أَباهُ يَكُن في مُنتَهى المَجدِ وَالفَخرِ

أَنا البُحتُرِيُّ اِبنُ البَحاتِرَةِ الأُلى

هُمُ غَمَروا الأَيّامِ بِالنائِلِ الغَمرِ

وَهُم أَقطَعوا كُلَّ العُفاةِ بِجودِهِم

وَبَأسِهِمُ مالَ الأَعادي عَلى قَسرِ

وَما نَحنُ إِلّا كَالقَضاءِ فَإِنَّنا

ضَرَبنا جَميعَ الناسِ بِالخَيرِ وَالشَرِّ

تَضيقُ ذُروعُ المَجدِ عَن رُحبِ فَضلِنا

إِذا اِتَّسَعَت في فَضلِنا الإِنسُ بِالذِكرِ

لَقَد عَلِمَت قَحطانُ أَنّا سَراتُها

وَأَشرافُها الساداتُ في البَدوِ وَالحَضرِ

وَأَنّا لُيوثٌ حينَ تَشتَجِرُ القَنا

غُيوثٌ إِذا ضَنَّ السَحائِبُ بِالقَطرِ

وَإِنّا لَمَشّاؤونَ تَحتَ سُيوفُنا

إِلى المَوتِ مَعروفونَ بِالبَأسِ وَالنَصرِ

فَنُدرِكُ بِالإِقدامِ بُغيَتَنا الَّتي

نُطالِبُها لا بِالمَكيدَةِ وَالمَكرِ

أَبَدنا جُموعَ الرومِ حينَ تَنازَعَت

فَوارِسُنا الهَيجاءَ في وَقعَةِ الجِسرِ

غَدَت بيضُنا مِثلَ اللُجَينِ اِبيِضادُها

وَراحَت مِنَ التَضرابِ كَالذَهَبِ التِبرِ

وَخَلَّوا لَنا عَن مَنبِجٍ وَذَواتِها

مَخافَةَ صَدِّ البيضِ وَالأَسَلِ السُمرِ

سَمَونا لَهُم في عُصبَةٍ بُحتُرِيَّةٍ

يَكُرّونَ لَيسوا يَعرِفونَ سِوى الكَرِّ

قَليلينَ إِلّا أَنَّ حُسنَ بَلائِهِم

كَثيرٌ إِذا قَلَّ الحِفاظُ لَدى الفَرِّ

أَشِدّاءَ ما شَدّوا كَأَنَّ قُلوبَهُم

وَآراءَهُم في الحَربِ يُنحَتنَ مِن صَخرِ

إِذا وُتِروا خَلَّوا جُفونَ سُيوفِهِم

خَلاءً وَلا يُغضونَ جَفناً عَلى وَترِ

وَأَفلَتَ مِنّا عامِرٌ كَبشُ عامِرٍ

كَحَبَّةِ بُرٍّ مِن دُقاقِ رَحى البُرِّ

فَقَأنا وَقَد أَصغى إِلى الكَرِّ عَينَهُ

وَفَرَّ فَرَدَّتهُ الرِماحُ إِلى عَقرِ

وَيَومَ القَرينَينِ اِنتَصَرنا وَلَم نَخَف

بِكُلِّ طَويلِ الباعِ مُنفَسِحِ الصَدرِ

كَأَنَّهُمُ تَحتَ السُيوفِ غَرائِبٌ

مِنَ البُدنِ سيقَت يَومَ عيدٍ إِلى نَحرِ

كَأَنَّهُمُ إِذ أَسلَموا بِنتَ شَيخِهِم

سَحابٌ تَجَلّى عَن سَنا قَمَرٍ بَدرِ

فَلَولا عَفافُ البُحتُرِيِّ وَمَنُّهُ

عَلَيهِم لَما آبَت بِعَوفٍ وَلا فِهرِ

وَمَرَّ طَريداً لِلقَنا السُمرِ بَعدَما

نَكَحناهُ بِالخَطِّيَّةِ السُمرِ في الدُبرِ

وَأَسلَمَ مَولاهُ وَخَلَّفَ بَينَهُ

وَنَجّاهُ خِنذيذٌ كَخافِيَةِ النَسرِ

هُناكَ يَقولُ وَهوَ يَعذِلُ نَفسَهُ

وَيَشكو تَمادي الحَربِ في مُحكَمِ الشِعرِ

لَحا اللَهُ قَيساً حينَ وَلَّت حُماتُها

عَنِ الأَشعَثِ المَقتولِ وَالكاعِبِ البِكرِ

وَلَم تَكُ مِنّي نَبوَةٌ غَيرَ هَذهِ

فِراري وَتَركي صاحِبِيَّ وَرا ظَهري

وَفي يَومِ صِفّينَ اِقتَسَمنا ذُرى العُلا

وَقَد جَعَلَ الخَطِّيُّ يَعثُرُ بِالكَسرِ

لَنا حَسَبٌ لَو كانَ لِلشَمسِ لَم تَغِب

وَلِلبَدرِ ما اِستَولى المَحاقُ عَلى البَدرِ

فَأَبخَلُنا بِالمالِ نِدٌّ لِحاتِمٍ

وَأَجبَنُنا في الرَوعِ أَشجَعُ مِن عَمروِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لدن هجرته زحزحته عن الصبر

قصيدة لدن هجرته زحزحته عن الصبر لـ البحتري وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي