لا عين تثبت في الدنيا ولا أثر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا عين تثبت في الدنيا ولا أثر لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة لا عين تثبت في الدنيا ولا أثر لـ ناصيف اليازجي

لا عينَ تَثبُتُ في الدُنيا ولا أثَرُ

ما دامَ يَطلُعُ فيها الشَمسُ والقَمَرُ

يُبِقي لنا الخُبْرُ فيها بعدَهُ خَبَراً

إلى زَمانٍ فيمضي ذلكَ الخَبَرُ

يا طالمَا طالَ حِرصُ الناسِ في حَذَرٍ

على الحَياةِ فَضاعَ الحِرصُ والحَذَرُ

قد غَرَّهم زُخرفُ الدُنيا وبَهجتُها

نِعمَ الغُصونُ ولكنْ بِئسَما الثَمَرُ

معشوقةٌ في هَواها باتَ كلُّ فتىً

يَهيمُ والشيخُ عنها ليسَ يزدجِرُ

هيهاتِ لا يَنتهي عن جَهلِهِ أبداً

مَن لم يكن قد نَهاهُ الشَيبُ والكِبَرُ

مضى الزَّمانُ على هذا الغُرُورِ فلم

يفطَنْ لهُ بَشَرٌ مذ قامتِ البَشَرُ

ما زالَ يَدفِنُ هذا الحَيُّ مَيِّتَهُ

ويَدفِنُ الذِكرَ معهُ حيثُ يَحتَفِرُ

الناسُ في جِنحِ لَيلٍ يخَبِطونَ بهِ

جهلاً ويا وَيلَهم إذ يَطلُعُ السَحَرُ

لا تَنقضي ساعَةٌ حتى تَقولَ لهم

يا أيُّها القومُ هُبُّوا قد دَنا السَّفَرُ

ماذا نُرَجِّي منَ الدُنيا التي طُبِعَتْ

على الدَّمارِ فلا تُبقي ولا تَذرُ

تُبدِي لنا كلَّ يومٍ في الوَرَى عِبَراً

لكن بلا يَقظةٍ لا تَنفَعُ العِبَرُ

هيهاتِ لا صاحبٌ في الدَهرِ وا أسفَا

يَبقى ولا عاشقٌ يُقضَى لهُ وَطَرُ

قد ماتَ عبد الحميدِ اليومَ منقطعاً

عنا كما شاءَ حكُمُ اللهِ والقَدَرُ

مَضَى الشقيقُ لرُوحي فَهْيَ موحشَةٌ

وبانَ شَطرُ فُؤَادي فَهْوَ منفطِرُ

قد كنتُ انتظرُ البُشرَى برُؤْيتهِ

فجاءَني غيرُ ما قد كنتُ انتظرُ

إن كانَ قد فاتَ شَهدُ الوَصلِ منهُ فقد

رضيتُ بالصَّبرِ لكنْ كيفَ اصطبرُ

أحَبُّ شيءٍ لعيني حينَ أذكُرُهُ

دَمعٌ وأطَيبُ شيءٍ عِندَها السَّهَرُ

هذا الصَّديقَ الذي كانت مَوَدَّتُهُ

كالكَوثَرِ العَذْبِ لا يَغتالُها الكَدَرُ

صافي السريرةِ مَحْضُ الوُدِّ لا مَلَقٌ

في لفظهِ لا ولا في قلبهِ وَضَرُ

عَفُّ الإزارِ حَصيفٌ زاهدٌ وَرِعٌ

لا تزدهيهِ بُدُورُ الأُفقِ والبِدَرُ

يَغَشى المَساجِدَ في الأسحارِ مُعتكِفاً

وقد طَوَتْ لَيلَهُ الأورادُ والسُّوَرُ

هوَ الكريمُ الجوادُ ابنُ الجَوادِ لهُ

بالفَضلِ يَشهَدُ بَدْوُ الأرضِ والحَضَرُ

يبكيهِ نظمُ القَوافي والصَحائفُ وال

أقلامُ والخُطَبُ الغرَّاءُ والسَمَرُ

لا غَرْوَ إنْ أحزَنَ الزَوراءَ مَصرَعُهُ

فخُزُنهُ فوقَ لُبنانٍ لهُ قَدَرُ

وإنْ يكنْ فاتَهُ نهرُ السّلامِ ففي

دارِ السّلامِ لهُ الأنهارُ تَنفجِرُ

مَضَى إلى الله حيّا اللهُ طَلعتَهُ

بالمَكرُماتِ وحيّا تُربَهُ المَطَرُ

لَئِن سَلاهُ فُؤَادي ما بَقِيتُ فقد

رَكِبتُ في الحُبِّ ذَنباً ليسَ يُغتَفرُ

لا أفلحَ البينُ ما أمضَى مَضاربَهُ

كالبرقِ يُخطَفُ من إيماضِهِ البَصَرُ

نَسعَى ونَجمَعُ ما نَجنِي فيَسلُبُهُ

منَّا جُزافاً ويَمضِي وَهْوَ مُفتَقِرُ

إنَّ الحياةَ كظلٍّ مالَ مُنتقِلاً

إلى حَياةٍ بِدارِ الخُلدِ تُنتظَرُ

هي الطريق التي تُفضي إلى خطرٍ

وحَبَّذا السيرُ لولا ذلكَ الخطرُ

نُمسِي ونُصبحُ في خَوفٍ يطولُ بها

فلا يَطيبُ لنا وِرْدٌ ولا صَدَرُ

إذا انجلتْ غَمْرةٌ قامت صَواحِبها

فليسَ تَنفكُّ عن تأريخها الغُمَرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا عين تثبت في الدنيا ولا أثر

قصيدة لا عين تثبت في الدنيا ولا أثر لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي