لا عذر للقلب إن لم ينفطر كمدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا عذر للقلب إن لم ينفطر كمدا لـ أحمد الزين

اقتباس من قصيدة لا عذر للقلب إن لم ينفطر كمدا لـ أحمد الزين

لا عُذرَ لِلقَلبِ إِن لَم يَنفَطِر كَمَدا

وَلا الجُفونِ إِذ ما سَيلُها جَمَدا

وَلا أَرى الصَبرَ في مَنعاكَ مَحمَدةً

ذَمَّ الوَفاءُ عَلَيكَ الصَبرَ وَالجَلَدا

بَقِيَّةٌ مِن دُموعي كُنتُ أذخَرُها

حَتّى دَهاني ما يَستَنزِفُ الكَبِدا

يا جَفنُ لا تَدّخِر دَمعاً تُريقُ غَداً

وَيا حُشاشَةُ ذوبي قَد أَمِنتُ غَدا

حُزني وَحُزن صَدِيقي فيكَ مُختَلِفٌ

إِن صاح يا وَاحِدي نادَيتُ وا عَدَدا

فَجائِعُ الدَهرِ تُنسَى غَيرَ فاجِعَةٍ

بِمَن وَفى لَكَ فيما قالَ وَاِعتَقَدا

ما العَيشُ مِن بَعد مَن تَهوى سِوى غُصَصٍ

تشجى بِها النَفسُ حَتّى تَبلغَ الأَمَدا

وَيحَ الليالي أَما تَرثي لأربَعَةٍ

مِن البَناتِ فَقَدنَ الركنَ والسنَدا

شَقَقن فيهِ حِجابَ القَلبِ مِن جَزَعٍ

وَما مَدَدنَ إِلى شَقِّ الحِجابِ يَدا

فَإِن تَمَيَّزنَ في أَعمارِهنَّ فَلَم

يُميِّزِ الخَطبُ في حُزنٍ عَلَيهِ بَدا

وَإِنَّ غايَةَ ما يَملِكنَ في جَلَلٍ

دُموعُهنَّ إِذا لَم يَستَطِعنَ فِدا

دُنيا مِن الفَضلِ يَطوي التُربُ نَضرَتَها

ما غَيَّبُوا في الثَرى إِذ غَيَّبُوا جَسَدا

نُحِسُّ أَنَّ الثَرى مِن خَمرِها ثَمِلٌ

وَيوشِكُ الصَخرُ مِنها أَن يَسيل نَدا

حَوى الثَرى مِنهُ أَخلاقاً لَو انَّ بِها

خُلودَ حَيٍّ عَلى طُولِ المَدى خَلَدا

صَدِيقُهُ الصِدقُ مَهما يُؤذَ قائِلُه

لَو أَنَّه الجَمر له يَرهَبه مُتَّقِدا

وَالصِدقُ إِن يَجِن ذَنباً غَيرُ مُتهَمٍ

وَالمَينُ مُتَّهَمٌ بِالذَنبِ لَو عُبِدا

عافَ التِجارَةَ في سُوقِ الرِياءِ إِذا

كانَ الرِياءُ لما يَرجُوهُ مُعتَمَدا

لَولا الرِياءُ يَمُتُّ الجاهِلونَ بِهِ

ما سادَ في الناسِ ذُو جَهلٍ وَلا مَجدا

هَيهاتَ مِنّا لَدى قَيسُونَ مَجلِسُنا

مَضى الصَفاءُ وَحَلَّ الدَهرُ ما عَقَدا

عَهدٌ قَضَيناه مَن يَشهَد لَيالِيَهُ

كَأَنَّما شَهِدَ الدُنيا بِما شَهِدا

يَرى القَبائِلَ مِن قَحطانَ ماثِلَةً

وَإِن تَيَقَّنَ أَن العَهدَ قَد بَعُدا

مُخَضرَمُونَ وَإِسلاميَّةٌ جُمِعا

في واحِدٍ جامِعٍ في الفَضلِ ما شَرَدا

إِلى جُهَينَةَ يُنمى في ذَوائِبِها

وَالفَرعُ في دَأبِهِ مِن حَيثُ ما وُلِدا

وَاِستَعجَم الشِعرُ في مِصرٍ فَقَوَّمهُ

وَردَّهُ عَرَبِيّاً لُحمَةً وَسدى

بِمُحكَماتٍ كَساها الحَضرُ رِقَّتَه

وَالبَدوُ لَفظاً قَويَّ النَسجِ مُطّرِدا

شعرٌ يَلذُّ عَلى الأَسماعِ موقِعهُ

كَأَنّ في كُلِّ بَيتٍ طائِراً غَرِدا

يُجيدُ ما شاءَ فيهِ غَيرَ مُفتَتِنٍ

وَإِن يُجِد غَيرُه لَم يَحمِلِ الحَسَدا

وَقُوَّةُ النَفسِ حِصنٌ مِن نقائِصِها

تَذودُ عَنها مِن الأَخلاقِ ما فَسَدا

كَم ذادَ عَن حَوزَةِ الفُصحى دُعاةَ هَوىً

تَكادُ فِتنَتُهم تُودي بِها بَدَدا

جيشٌ تَجمَّع يَبغي الهَدمَ مُعتَزِماً

فَإِن طَلَبتَ بِناء لَم تَجد أَحَدا

مِن كُلِّ أَلكَنَ مَعقُودِ اللِسانِ رَأى

أَن يَستُرَ الجَهلَ بِالإِزراءِ فَاِنتَقَدا

يَهيمُ بِالغَربِ لَم يَقرَأ لَهُ أَدَباً

وَيَجحَد العُربَ لا يَدري الَّذي جَحَدا

وَكُلُّ ما عِندَهُ كُتبٌ يُعَدِّدُها

لَم يَدرِ مِمّا حَوَت غَيّاً وَلا رشَدا

وَقِصَّةٌ لَم يَزِد عَن عِلمِ أَوَّلها

وَطارَ يَملأُ إِعجاباً بِها البَلَدا

مقلِّدون سَرَوا في لَيلِ جَهلِهُمُ

تَهوِي الفَيافي بِهم سَعياً لِغَير مَدى

وَمَن أَضاعَ تُراثاً مِن أُبوَّتِهِ

لَم يَستَفِد مِن سِواهُم قَدرَ ما فَقَدا

إِنَّ المُقَلِّد لا يَنفَكُّ مُنتَقِلاً

يَهوى ويُبغِضُ لا يُبقي هَوىً أَبَدا

يَصبُو لِلَيلى زَماناً ثُم يَهجُرُها

قِلىً وَيَصبُو إِلى أُخرى إِذا وَجَدا

حَظُّ الجَديد لَدَيهِ حَظُّ تالِدِه

مَن لا يَفي لِقَديمٍ ضَيَّعَ الجُدُدا

ما يَنفَعُ الناس يَبقى رَغمَ ما حَشَدوا

لِحَربِه وَاللَيالي تُذهِبُ الزَبَدا

ما أَعدَلَ الدَهرَ في هَذا وَأَظلَمَهُ

في حُكمِه أَمسِ أَفنى العدَّ وَالعَدَدا

مَضى الَّذي كانَ جَيشاً في عَزيمَتِه

كَالسَيلِ مُندَفِعاً وَالسَيفِ مُنجَرِدا

رَأى اِرتِداداً عَن الفُصحى وَسُخرِيةً

بِها فَشَمَّرَ كَالصدِّيقِ مُنفَرِدا

وَقامَ لَم يثنِهِ عَمّا يَهُمُّ بِه

في اللَهِ أَلا يَرى مِن قَومِهِ عَضُدا

وَشَدَّ شِدَّةَ جَبّارينَ صادِقَةً

فَمَزَّقَت مِن جُموعِ الزُورِ ما حَشَدا

وَأَوتَرَ القَوسَ يَرمى صَدر باطِلِهم

بِنافِذاتٍ أَصابَت لُبَّ مَن قَصَدا

وَحُجةٍ خَرِسَت مِنها شَقاشِقُهُ

لَولا العِنادُ لما تَأتى بِهِ سَجَدا

وَمَن حَمى لُغَةَ الأَسلافِ مِن عَبَثٍ

وَذادَ عَنها حَمى دِيناً وَمُعتَقَدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا عذر للقلب إن لم ينفطر كمدا

قصيدة لا عذر للقلب إن لم ينفطر كمدا لـ أحمد الزين وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن أحمد الزين

الشيخ أحمد الزين. أديب وشاعر كفيف مصري عرف عنه الحفظ ودقة الملاحظة والقدرة على التصحيح رغم العمى في بصره. تعلم في الأزهر واشتغل محامياً شرعياً ثم عمل في دار الكتب المصرية نحو عشرين سنة قرظ الدكتور أحمد أمين ديوانه بقوله: (عرض علي ديوان المرحوم الشيخ أحمد الزين فرأيت من الخير لمصر والعالم العربي أن ينشر هذا الديوان كان رحمه الله يحمل عني أكبر العبء وكان ذهنه لاحظاً وفاحصاً.. وديوانه يدل على إجادة في الشعر في نواحٍ متعددة عهدت اليه دار الكتب تصحيح نهاية الأرب وديوان الهذليين فأتى فيهما بالعجب..) له: ديوان شعر، القطوف الدانية، قلائد الحكمة.[١]

تعريف أحمد الزين في ويكيبيديا

أحمد الزين ممثل لبناني، ولد في قرية شحور بالقرب من صور في عام 1944. بدأ حياته الفنية في التمثيل بالعديد من المسلسلات مثل (مسحر رمضان عام 1967، مغامرات نادر عام 1969، وفي عام 1975 شارك في الفيلم المصري اللبناني المشترك (سيدتي الجميلة)، وقد اشتهر بأدوار الحركة في الأفلام المُنتجة في بيروت أثناء الحرب الأهلية، إلى جانب مشاركته في العديد من المسلسلات الدرامية في تلك الفترة ومن أبرز تلك الأعمال مسلسل (الغالبون) عام 2011.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الزين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي