لا تبك إن جد بعض القوم في السفر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا تبك إن جد بعض القوم في السفر لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة لا تبك إن جد بعض القوم في السفر لـ ناصيف اليازجي

لا تَبكِ إن جَدَّ بعضُ القومِ في السَفَرِ

إذا تَيقَّنتَ أنَّ الكلَّ في الأثَرِ

واعجَلْ إذا قُمتَ للتوديعِ في غَلَسٍ

فرُبما فاتَكَ التوديعُ في السَحَرِ

تَعدوُُ المنايا على الأرواحِ خاطفةً

منَ الأجِنَّةِ حتى الشيخِ في الكِبَرِ

تُرَى أيَذهبُ يَومٌ لا يُقالُ بهِ

قد ماتَ زيدٌ وماتتْ هِنْدُ في الخَبَرِ

يا يومَ يوسُفَ في الأيامِ نَحسَبهُ

نَظيرَ صاحِبهِ المشهورِ في البَشَرِ

يومٌ بهِ الناسُ قد شَحَّتْ قُلوبُهمُ

بالصَبرِ إذْ جادتِ الأجفانُ بالدُرَرِ

يومٌ تزَعزَعَ رُكنُ المَكرُماتِ بهِ

واكمَدَّتِ الشمسُ من حُزنٍ على القَمرِ

يومٌ بهِ العُجْمُ قبلَ العُرْبِ نادِبةٌ

تقولُ أينَ كريمُ البَدْوِ والحَضَرِ

أينَ الذي كانَ يُستَسقَى الغمامُ بهِ

يوماً إذا ضَنَّتِ الأنواءُ بالمَطَرِ

أينَ الذي كانَ يَقضِي حَقَّ خالقِهِ

في حالةِ الصفوِ أو في حالةِ الكَدَرِ

أينَ الذي كانَ غَوْثَ العائِذينَ بهِ

وعِصمةَ الجارِ عِندَ الضَنْكِ والضَرَرِ

أمسى وليسَ لهُ سَمْعٌ ولا بَصَرٌ

مَنْ كانَ في الناسِ ملءَ السَمْعِ والبَصَرِ

مَنْ لم تَسَعْهُ القُصورُ الشُمُّ باذخةً

قد باتَ منحصِراً في أضيقِ الحُفَرِ

قد كانَ يَصدَعُ ريحُ الطِّيبِ مَفرِقهُ

وكانَ يُؤْذي يديهِ ناعمُ الحِبَرِ

مُبارَكُ الوَجهِ محمودُ الخِصالِ لهُ

قلبٌ سليمٌ من الأدرانِ والوَضرِ

قد عاشَ فينا سعيداً بالغاً وَطراً

وماتَ عنَّا سعيداً بالغَ الوَطَرِ

سارَتْ لَدَى نَعشِهِ الأشرَافُ ماشيةً

تحتَ السَناجقِ ذاتَ الوَشْيِ والصُوَرِ

يبكي عليهِ بدَمعٍ فاضَ مُنسجماً

من ليسَ يبكي لوَقْعِ الصارِم الذَكرِ

ويلاهُ من فَتْكِ دُنيانا الغَرُورِ بنا

وَهيَ الحبيبةُ نَهواها من الصِغَرِ

شِبْنا وشابَتْ وما شابَتْ صبَابَتُنا

بِها ولا انتَبهَتْ عينٌ إلى السَهرِ

هذا الطَريقُ إلى دارِ البَقاءِ لنا

فلا تَفاوُتَ بينَ الطُولِ والقِصَرِ

وهو السَقامُ الذي عزَّ الدَواءُ لهُ

وليسَ تَنفَعُ منهُ شِدَّةُ الحَذَرِ

يا غافلينَ استفيقوا اليومَ واعتَبِروا

بما تلاقونَ في الدُنيا منَ العِبَرِ

الموتُ أعظَمُ شيءٍ عندَنا خَطَراً

والموتُ أيسرُ من عُقباهُ في الخَطَرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا تبك إن جد بعض القوم في السفر

قصيدة لا تبك إن جد بعض القوم في السفر لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها أربعة و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي