لأية حال أعلن الوجد كاتمه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لأية حال أعلن الوجد كاتمه لـ البحتري

اقتباس من قصيدة لأية حال أعلن الوجد كاتمه لـ البحتري

لِأَيَّةِ حالٍ أَعلَنَ الوَجدَ كاتِمُه

وَأَقصَرَ عَن داعي الصَبابَةِ لائِمُه

تَوَلّى سَحابُ الجودِ تَرقا سُجومُهُ

وَجاءَ سَحابُ الدَمعِ تَدمى سَواجِمُه

أَرى خَصماً يا وَهبُ أَصبَحَ حاكِماً

عَلَينا فَما نَدري إِلى مَن نُحاكِمُه

إِذا طِبتُ نَفساً بِالسَلامَةِ رَدَّني

إِلى الحُزنِ دَهرٌ لَيسَ يَسلَمُ سالِمُه

مُعافاتُهُ طَوراً وَطَوراً بَلاؤُهُ

كَما بَردُهُ مَرّاً وَمَرّاً سَمائِمُه

وَما صِرتُ حَربَ الدَهرِ حَتّى أَضاءَ لَي

تَحامُلُهُ الأَوفى عَلى مَن يُسالِمُه

أَيا ناشِدِ الإِحسانِ أَقوَت نُجودُهُ

وَيا ناشِدَ الإِسلامِ أَقوَت تَهائِمُه

وَيا ناعِيَ المَعروفِ أَسمَعتَ طالِباً

فَأَكدى وَمَطلوباً فَأُسلِمَ جارِمُه

رُزِئنا النَدى الرِبعِيَّ حينَ تَهَلَّلَت

بَوارِقُهُ وَجادَنا مُتَراكِمُه

خَليجٌ مِنَ البَحرِ اِنبَرى فَاِنبَرى لَهُ

قَضاءٌ أَبى أَن تَستَبِلَّ حَوائِمُه

وَغُصنُ رَسولِ اللَهِ دَوحَتُهُ الَّتي

لَها حُسنُهُ لَو دامَ في الأَرضِ دائِمُه

وَما يَومُهُ يَومٌ وَلَكِن مَنِيَّةٌ

تَوافى حَصيدُ الدَهرِ فيها وَقائِمُه

فَلَم تَستَطِع دَفعَ المَنونِ حُماتُهُ

وَلَم تَستَطِع دَفعَ الحِمامِ تَمائِمُه

لَهانَ عَلَيهِ المَوتُ لَو كانَ عَسكَراً

يُلاقيهِ أَوخَصماً أَلَدَّ يُخاصِمُه

فَعادَ النَهارُ الجَونُ جَوناً كَأَنَّما

تَجَلَّلَهُ مِن مُصمَتِ اللَيلِ فاحِمُه

مُصابٌ كَأَنَّ الجَوَّ يُعنى بِبَعضِهِ

فَما يَنجَلي في ناظِرِ العَينِ قاتِمُه

وَثُكلٌ لَوَ اَنَّ الشَمسَ تُمنى بِحَرِّهِ

لَأَحرَقَها في جانِبِ الأُفقِ جاحِمُه

وَدَمعٌ مَتى أَسكُبهُ لا أَخشَ لائِماً

وَلَو أَنَّني مِمّا تُفيضُ هَزائِمُه

وَقَبرٌ حَماهُ الجودُ أَن تَنسُجَ الصَبا

عَلَيهِ وَأَن تَعفو عَلَيها مَعالِمُه

سَقَتهُ يَدا ثاوِيهِ حَتّى تَواصَلَت

بِنُوّارِها كُثبانُهُ وَصَرائِمُه

كَذَبناهُ لَم نَجزَع عَلَيهِ وَلَم نُقَم

مَآتِمُنا لَمّا أُقيمَت مَآتِمُه

عَجِبتُ لِأَيدٍ أَحدَرَتهُ وَلَم تَعُد

رَمائِمُ في حَيثُ اِستَقَرَّت رَمائِمُه

أَما وَأَبي النَعشِ الخَفيفِ لَقَد حَوَت

مَآخيرُهُ ثِقلَ العُلا وَمَقادِمُه

بَنى صالِحٌ سوراً عَلى آلِ صالِحٍ

تَحَيَّفَ مِن عِزِّ الخِلافَةِ هادِمُه

لَئِن بانَ مِنّا جودُهُ وَسَماحُهُ

لَقَد بانَ مِنهُم مَجدُهُ وَمَكارِمُه

أَبا حَسَنٍ وَالصَبرُ مَنكِبُ مَن غَدا

عَلى سَنَنٍ وَالحادِثاتُ تُزاحِمُه

وَلَولا اِلتُقى لَم يَردُدِ الدَمعَ رَبُّهُ

وَلَولا الحِجى لَم يَكظِمِ الغَيظَ كاظِمُه

تَعَزَّ فَإِنَّ السَيفَ يَمضي وَإِن وَهَت

حَمائِلُهُ عَنهو وَخَلّاهُ قائِمُه

هُوَ الدَهرُ يَستَدعي الفَناءَ بَقاؤُهُ

عَلَينا وَتَأتي بِالعَظيمِ عَظائِمُه

تَعَثَّرَ في عادٍ وَكانَ طَريقُهُ

عَلى لُبَدٍ إِذ لَم تُطِعهُ قَوادِمُه

وَغادَرَ إيوانَ المَدائِنِ غَدرُهُ

بِكِسرى بنِ ساسانٍ تَرِنُّ حَمائِمُه

وَمِن إِرثِكُم أَعطَت صَفِيَّةُ مُصعَباً

جَميلَ الأَسى لِما اِستُحِلَّت مَحارِمُه

وَثُكلُ اِبنِهِ موفٍ عَلى ثُكلِ نَفسِهِ

فَما كانَ إِلّا صَبرُهُ وَعَزائِمُه

وَعُروَةُ إِذ لا رِجلُهُ اِنصَرَفَت بِهِ

وَقَد خَرَمَت عَنهُ بَنيهِ خَوارِمُه

بَكى أَقرَبوهُ شَجوَهُ وَهوَ ضاحِكٌ

يُعَزّيهِمِ حَتّى تَحَيَّرَ ذائِمُه

وَمَن جَهِلَ الأَمرَ الَّذي هُوَ غايَةٌ

لَمَبدَإِنا هَذا فَإِنَّكَ عالِمُه

وَيَظلِمُكَ المَوتُ الغَشومُ فَتَرتَدي

بِعِزِّ الأُسى حَتّى كَأَنَّكَ ظالِمُه

كَبيرٌ لَدى الرُزءِ الكَبيرِ وَإِنَّما

عَلى قَدرِ جِرمِ الفيلِ تُبنى قَوائِمُه

إِذا شِئتَ أَن تَستَصغِرَ الخَطبَ فَاِلتَفِت

إِلى سَلَفٍ بِالقاعِ أُهمِلَ نائِمُه

وَفيهِ النَبِيُّ المُصطَفى وَعَلِيُّهُ

وَعَبّاسُهُ وَجَعفَراهُ وَقاسِمُه

وَإِن يَكُ أَضحى لِلمَنِيَّةِ هاشِمٌ

فَأَسوَتُهُ فيها وَفي المَجدِ هاشِمُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة لأية حال أعلن الوجد كاتمه

قصيدة لأية حال أعلن الوجد كاتمه لـ البحتري وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي