كيف يسلو من كان للحب دارا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كيف يسلو من كان للحب دارا لـ التلمساني المنداسي

اقتباس من قصيدة كيف يسلو من كان للحب دارا لـ التلمساني المنداسي

كَيفَ يَسلو من كانَ للحب دارا

وَتسربل أَنينه حيث دارا

أَول الأمر كان للحب جارا

فاِستَوى الحب بعد ذاك فخارا

وادعى أولا من الوجد قربا

وَتأخر لَم يجد إنكارا

فَعليه من السقام شهود

تَقتَضي عَن أموره الإقرارا

أَفي شرع الهَوى يعذب قلب

أَبدا بالديار يَبكي الديارا

يا قضاة الهَوى علمتم بأمري

إن لي منه رقة واِصفرارا

ما اِقتَضى حكمهم عَلي فإني

في سَبيل الهدى أَموت مرارا

إن لي آية من العشق كبرى

لَو وجدت من الزَمان اختيارا

آية الصدق مني إنني إِذا مت

تُ عليه فَعاد لي أَنوارا

كَم أَواري وكم تبدت أُموري

وَدموعي سكبتها مدرارا

نصبي وَصبابَتي نصب عيني

يضرمان بموضع القلب نارا

كَم علوت منابر العشق حبا

فاِكتَسبت سكنية ووقارا

أَنا فرد الزَمان وَالعشق فرد

فاِبتل أَمرنا تر الإكبارا

ما الفَتى للأمور إلا إناء

وَفي رشح الأنا ترى الأسرارا

كَم رمتني بنات دَهري بعكس

فرأيت نجم لَيلي نهارا

هَكَذا من يكون حلف غَرام

ذهبت عزماته تذكارا

من يَروم معاهدا مقفرات

لا تزده الرسوم إلا بوارا

مرحبا بالغَرام أَهلا وَسَهلا

لَولا أَنَّه في البَواطِن نارا

هوَ سؤلي وَموئلي واختياري

منه بين الوَرى لبست إزارا

قل لِقَلبي اصبر عَلى كل هول

وَلِعَيني تساعد الأقدارا

إن لي في الديار مقعد صدق

فحملت من الهَوى أَوقارا

فشيات السقام من كل نوع

فاقع اللون سربلتني جهارا

حلتي من بَديع نسج اصفرار

واتخذت لِوَجهي منها خمارا

أَبدا واردات فكري ترعني

فذعرت من الهَوى إذعارا

تيمتني منه مخايل تلفي

بالحَشى قَد تكورت أمرارا

أَيُّها العاذِلون خلوا سَبيلي

إنَّني بالبكا اِشتهرت اِشتهارا

لَو رأَيتم من الهَوى ذات لهب

طرحت في الفؤاد منه جمارا

أَو رأَيتم ما حل بي من عَذاب

لست أَخلو من العَذاب نهارا

لأشفقتم لمهجتي وَعذرتم

وَحللتم من المتيم دارا

فَلَيالي خيرهنَّ اللواتي

كتمت سرنا وَنحن سكارى

وَالرَقيب بمعزل عَن أمور

بَيننا لَو رآها منا لغارا

والتَقيت مع الأحبة لَيلا

وَظلام الدجى رخا الأستارا

وَسكنت منا العيون عيونا

قد جَرَت في خدودنا أَنهارا

لا تلمنا إن شربنا

إن في السكر واللقا أَسرارا

واكتم الأمر وانتظرنا بخير

إن نار الغَرام لا تَتوارى

إن للحب في الدجى قوم فتك

هجروا النوم واِستَباحوا العقارا

فمن الرشد للفَتى إن تَراءى

لمعان الكؤوس يبدي وقارا

در كؤوس المدام إنك ميت

واحذر القوم إن للعذل جارا

فَنفوس الكرام تدنو لشرب

وَنفوس اللئام تَبدو نفارا

حسن الظن إن رأيت المَعالي

نشرت بِمغاني قوم حيارى

إنَّما نعمة من اللَه أَبدَت

واِستَنارَت بها القلوب جهارا

شرح ومعاني كلمات قصيدة كيف يسلو من كان للحب دارا

قصيدة كيف يسلو من كان للحب دارا لـ التلمساني المنداسي وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن التلمساني المنداسي

سعيد بن عبد الله التلمساني المنداسي أبو عثمان. أديب وشاعر وأحد أعيان القرن الحادي عشر الهجري المنداسي الأصل التلمساني الدار والمنشأ درس اللغة وآدابها وعلم الكلام وأصول الشريعة في تلمسان وقد غادرها في عهد عثمان باشا 1060هـ‍ عقب مذبحة عنيفة شهدها هناك قام خلالها الأتراك بالهجوم على بعض الأعيان فقتلوهم وهدموا ديارهم وسبوا نساءهم فهجا الأتراك وحليفهم ابن زاغو مفتي تلمسان. واتصل بالمغرب بالرشيد العلوي وعاش تحت كنفه بسجلماسة ونال الحظوة لدى السلطان مولاي إسماعيل بعد توليه الملك سنة 1082هـ‍.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي