كل صفو مع الحياة يكدر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كل صفو مع الحياة يكدر لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة كل صفو مع الحياة يكدر لـ حسن حسني الطويراني

كل صَفو مع الحياة يُكدَّرْ

والنعيم المَوهوب قدْرٌ يُقدَّرْ

أَي عيش وَوصلةٍ وتدانٍ

لم يَزل حسنُه ولم يتغير

إن هذي الحَياة منزلُ ركبٍ

وَهيَ للموت لو تحققتَ معبر

مجمعٌ يزدَهي وَبينٌ قَريبٌ

وَلقاءٌ مع الخَيال مزوّر

ليس في أُنسها سِوى وَحشات

للهنا وَالسرورُ للحزن مصدر

أَي شيء من الوجود يرجَّى

أَين مَن مَرَّ إن تكن تتفكر

سل هيولى الزَمان حَتّى تَرى كَم

صُورةٍ في المَدى عليهِ تُكرر

وَاسأل الأغبر المشوّه فيها

أَي وَقت صَفا وَكَم ذا تنضّر

صاح ما العَيش من زَمانك إِلا

عَرَضٌ زائلٌ وَدهرُك جَوهر

لَو بَقي من مضى لغصَّ فضاءٌ

وَانتفى بالملا الخلا وَتقرّر

إنما تبلغ الحَياة لِحَدٍّ

بأخيها وَبَعد ذَلِكَ يُقبَر

مَولد المَرء لَو علمت بشيرٌ

بِوَفاة الوَليِّ مهما يبشَّر

ما أَب قد بقي أَبوه وَلا أم

مٌ لها نعمة البَقا تتيسّر

خففِ الحُزنَ فالفناء حقيقٌ

بجديد الوُجود وَالكُل يقهر

واصطبر أَيها العَزيز المفدّى

إن صبر الفَتى مع اليَأس أجدر

وَاذكر السالفين فيمن تَولّى

لترى ما صفى الزَمان لمعشر

وَإِذا لَم يكن من الحُزن بدٌّ

فارسل الدَمعَ فالمحاجر تعذر

وَإِذا لم تجد سِوى اليَأس حدّاً

فتبصّر فربَّ باكٍ تبصّر

كل جَمعٍ مروّعٌ بفراقٍ

كُلُّ نَظم متى تكامَل يُنثَر

فَتثبّت فكلُّ حي لموتٍ

وَتبصّر وَقَلَّ أن تتبصر

وَاحتسب ما أَصاب ذخراً وَهوِّنْ

فَمصابُ الحَزين بالحزن أَكبر

وَتعزّى ففي العَزاء ارتياحٌ

وَتأمل فإِن دَهرك أَغدر

وَاخش من حسرة الفؤاد انصداعاً

فهي من رأَفة بِها تَتَأَثّر

أَي أَمٍّ فقدتها فهي تُهدَى

لنعيم الجِنان تصبى وتحبر

فلها من زَخارف الخلد روحٌ

بين حور مع الحبور وَكَوثر

فَتثبّت لك البَقا يا عَزيزي

هكذا الدَهر صَفوة وَتكدّر

وَادّكر في الزَمان قَولي وَأَرخ

يَمتع اللَه في الفَراديس دِلْبَرْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة كل صفو مع الحياة يكدر

قصيدة كل صفو مع الحياة يكدر لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي