كفى صدودا فما أبقى تجافينا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كفى صدودا فما أبقى تجافينا لـ مصطفى صادق الرافعي

اقتباس من قصيدة كفى صدودا فما أبقى تجافينا لـ مصطفى صادق الرافعي

كفى صدوداً فما أبقى تجافينا

منا ولا الدمعُ أبقى من مآقينا

تطيرُ نفسي من ذكراكَ خافقةً

على ليالٍ توافينا وتسبينا

إذ الزمانُ طليقُ الوجهِ مبتسمٌ

خضرَ الجوانبِ تسقيها أمانينا

كانتْ بها نسماتُ العتبِ راقصةٌ

تهزُّ من حبِّنا فيها رياحينا

لا يمددُ الدهرُ بعدَ اليومِ لي يدَهُ

فما سوى الهمِّ أمسى بينَ أيدينا

وأدمعٍ في زمامِ الحبِّ جارية

ما كنَّ لم يرضَها الحبُ يجرينا

صيرتَ هذي الدراري من عواذِلِنا

ومطلعُ الشمسِ فيها من أعادينا

مرَّ الزمانُ الذي كانتْ فجائِعهُ

تُخطى وهذا زمانٌ ليسَ يخطينا

وفرقَ الدهرُ شملاً كانَ يجمعُنا

فما لذا الدهرِ مُغرىً بالمحبينا

من مبلغُ الفجرَ إذ قامتْ نواديهُ

أنَّا بجنحِ الدجى ينعاهُ ناعينا

كانتْ ليالي الهوى تفترُّ ضاحكةً

عنهُ فبِتْنَ عليَّ اليومَ يبكينا

وكانَ فيهِ جمالٌ من نضارتِنا

وفي محياهُ صفوٌ من تصافينا

أيامَ لم ندرِ أن البدرَ حاسدُنا

على الهوى وضياءُ الفجرِ واشينا

تدورُ في كأسنا صرفٌ مشعشعةٌ

من وردةِ الخدِّ حينا واللُّمى حينا

والنجمُ في نشوةٍ مما ينادمنا

والحليُ في طربٍ مما يُغنينا

يا حاجةَ النفسِ لا تصغي لذي حسدٍ

فما لقينا من الأيامِ يكفينا

كأنها لم تصنَّا في جوانحها

ولم تكنْ بسوادِ القلبِ تُفدينا

ولم نبتْ ليلةً كالروضِ حاليةٍ

نجني بها من صنوفِ اللهوِ ماشينا

والبينُ ظمآنٌ لم تحسبْ عواذلنا

إن الدموعَ سترويهِ وتظمينا

فيا ليالٍ ذكرناها وأكبُدنا

مقطعاتٌ عليها في حوانينا

قد سالَ بعدكِ ما كنا نُكَفْكِفُهُ

وجاذبتنا النوى من كانَ يُسلينا

لا في الأسى راحةٌ مما نغالبهُ

من البعادِ ولا يغني تأسينا

إذا نسيمُ الصبا رقتْ جوانبهُ

على متونِ الروابي راحَ يصبينا

تهيجُ رياهُ من ذكرى الديارِ هوىً

وربما ذكروا بالمسكِ دارينا

ما فيهِ إلا تحايا العاشقينَ إلى

الغيدِ الأوانسِ والعتبى أفانينا

وكم ينم بأنفاسٍ تحملَها

فيها الحياةُ ولكن ليسَ يحيينا

سلي الظلامَ إذا شابتْ ذوائبهُ

من هولِ ما بتُّ ألقى من تنائينا

ألاحتِ الشمسُ تغرِي العاذلينَ بنا

كليلةُ الطرفِ أم راحتْ تحيينا

لقد عدتنا عوادينا وكيفَ بنا

إذا عدتنا عن اللقيا عوادينا

نبيتُ والهجرُ في الآفاقِ ينشرنا

كأننا لم نبتْ والوصلُ يطوينا

قالتْ رأيتكَ مجنوناً فقلتُ لها

لولا هواكِ لما كنا مجانينا

يا طلعةَ الشمسِ غابتْ بعدما طلعتْ

وظبيةُ القاعِ لم ترجعْ لوادينا

هل شاغلتكِ عواد ما تشاغلنا

وباتَ يلهيكَ أنسٌ ليسَ يلهينا

إن كان سهلاً على اللهِ تفرقنا

فليسَ صعباً عليهِ أن يلاقينا

شرح ومعاني كلمات قصيدة كفى صدودا فما أبقى تجافينا

قصيدة كفى صدودا فما أبقى تجافينا لـ مصطفى صادق الرافعي وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن مصطفى صادق الرافعي

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر. أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به. شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول. وله رسائل في الأدب والسياسة. له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و (تاريخ آداب العرب -ط) ، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط) ، (حديث القمر -ط) ، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها[١]

تعريف مصطفى صادق الرافعي في ويكيبيديا

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي العمري (1298 هـ- 1356 هـ الموافق 1 يناير 1880 - 10 مايو 1937 م) ولد في بيت جده لأمه في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية في أول وعاش حياته في طنطا. ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي لقب بمعجزة الأدب العربي. تولى والده منصب القضاء الشرعي في كثير من أقاليم مصر، وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية. أما والدة الرافعي فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، وأصله من حلب، وكانت إقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي