كشف الغطاء فأوقدي أو أخمدي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كشف الغطاء فأوقدي أو أخمدي لـ أبو تمام

اقتباس من قصيدة كشف الغطاء فأوقدي أو أخمدي لـ أبو تمام

كُشِفَ الغِطاءُ فَأَوقِدي أَو أَخمِدي

لَم تَكمَدي فَظَنَنتِ أَن لَم يَكمَدِ

يَكفيكَهُ شَوقٌ يُطيلُ ظَماءَهُ

فَإِذا سَقاهُ سَقاهُ سَمَّ الأَسوَدِ

عَذَلَت غُروبُ دُموعِهِ عُذّالَهُ

بِسَواكِبٍ فَنَّدنَ كُلَّ مُفَنِّدِ

أَتَتِ النَوى دونَ الهَوى فَأَتى الأَسى

دونَ الأُسى بِحَرارَةٍ لَم تَبرُدِ

جارى إِلَيهِ البَينُ وَصلَ خَريدَةٍ

ماشَت إِلَيهِ المَطلَ مَشيَ الأَكبَدِ

عَبِثَ الفِراقُ بِدَمعِهِ وَبِقَلبِهِ

عَبَثاً يَروحُ الجِدُّ فيهِ وَيَغتَدي

يا يَومَ شَرَّدَ يَومَ لَهوي لَهوُهُ

بِصَبابَتي وَأَذَلَّ عِزَّ تَجَلُّدي

ما كانَ أَحسَنَ لَو غَبَرتَ فَلَم نَقُل

ما كانَ أَقبَحَ يَومَ بُرقَةِ مُنشِدِ

يَومٌ أَفاضَ جَوىً أَغاضَ تَعَزِّياً

خاضَ الهَوى بَحرَي حِجاهُ المُزبِدِ

عَطَفوا الخُدورَ عَلى البُدورِ وَوَكَّلوا

ظُلَمَ السُتورِ بِحورِ عينٍ نُهَّدِ

وَثَنَوا عَلى وَشيِ الخُدودِ صِيانَةً

وَشيَ البُرودِ بِمُسجَفٍ وَمُمَهَّدِ

أَهلاً وَسَهلاً بِالإِمامِ وَمَرحَباً

سَهُلَت حُزونَةُ كُلِّ أَمرٍ قَردَدِ

غَلَّ المَرَوراةَ الصَحاصِحَ عَزمُهُ

بِالعيسِ إِن قَصَدَت وَإِن لَم تَقصِدِ

مُتَجَرِّدٌ ثَبتُ المَواطِىءِ حَزمُهُ

مُتَجَرِّدٌ لِلحادِثِ المُتَجَرِّدِ

فَاِنتاشَ مِصرَ مِنَ اللُتَيّا وَالَّتي

بِتَجاوُزٍ وَتَعَطُّفٍ وَتَغَمُّدِ

في دَولَةٍ لَحَظَ الزَمانُ شُعاعَها

فَاِرتَدَّ مُنقَلِباً بِعَينَي أَرمَدِ

مَن كانَ مَولِدُهُ تَقَدَّمَ قَبلَها

أَو بَعدَها فَكَأَنَّهُ لَم يولَدِ

اللَهُ يَشهَدُ أَنَّ هَديَكَ لِلرِضا

فينا وَيَلعَنُ كُلَّ مَن لَم يَشهَدِ

أَوَلِيَّ أُمَّةِ أَحمَدٍ ما أَحمَدٌ

بِمُضيعِ ما أَولَيتَ أُمَّةَ أَحمَدِ

أَمّا الهُدى فَقَدِ اِقتَدَحتَ بِزَندِهِ

في العالَمينَ فَوَيلُ مَن لَم يَهتَدِ

نَحنُ الفِداءُ مِنَ الرَدى لِخَليفَةٍ

بِرِضاهُ مِن سُخطِ اللَيالي نَفتَدي

مَلِكٌ إِذا ما ذيقَ مُرُّ المُبتَلي

عِندَ الكَريهَةِ عَذبُ ماءِ المَحتِدِ

هَدَمَت مَساعيهِ المَساعي وَاِبتَنَت

خِطَطَ المَكارِمِ في عِراضِ الفَرقَدِ

سَبَقَت خُطا الأَيّامُ عُمرَيّاتُها

وَمَضَت فَصارَت مُسنَداً لِلمُسنَدِ

مازالَ يَمتَحِنُ العُلى وَيَروضُها

حَتّى اِتَّقَتهُ بِكيمِياءِ السُؤدُدِ

وَكَأَنَّما ظَفِرَت يَداهُ بِالمُنى

أَسراً إِذا طَفِرَت يَداهُ بِمُجتَدي

سَخِطَت لَهاهُ عَلى جَداهُ سَخطَةً

فَاِستَرفَدَت أَقصى رِضا المُستَرفِدِ

صَدَمَت مَواهِبُهُ النَوائِبَ صَدمَةً

شَغَبَت عَلى شَغَبِ الزَمانِ الأَنكَدِ

وَطِئَت حُزونَ الأَرضِ حَتّى خِلتَها

فَجَرَت عُيوناً في مُتونِ الجَلمَدِ

وَأَرى الأُمورَ المُشكِلاتِ تَمَزَّقَت

ظُلُماتُها عَن رَأيِكَ المُتَوَقِّدِ

عَن مِثلِ نَصلِ السَيفِ إِلّا أَنَّهُ

مُذ سُلَّ أَوَّلَ سَلَّةٍ لَم يُغمَدِ

فَبَسَطتَ أَزهَرَها بِوَجهٍ أَزهَرٍ

وَقَبَضتَ أَربَدَها بِوَجهٍ أَربَدِ

مازِلتَ تَرغَبُ في العُلى حَتّى بَدَت

لِلراغِبينَ زَهادَةٌ في العَسجَدِ

لَو يَعلَمُ العافونَ كَم لَكَ في النَدى

مِن لَذَّةٍ وَقَريحَةٍ لَم تُحمَدِ

وَكَأَنَّما نافَستَ قَدرَكَ حَظَّهُ

وَحَسَدتَ نَفسَكَ حينَ أَن لَم تُحسَدِ

فَإِذا بَنَيتَ بِجودِ يَومِكَ مَفخَراً

عَصَفَت بِهِ أَرواحُ جودِكَ في غَدِ

وَبَلَغتَ مَجهودَ الخَلائِقِ آخِذاً

فيها بِشَأوِ خَلائِقٍ لَم تُجهَدِ

فَلَوَيتَ بِالمَوعودِ أَعناقَ الوَرى

وَحَطَمتَ بِالإِنجازِ ظَهرَ المَوعِدِ

خابَ اِمرُؤٌ نَحِسَ الزَمانُ بِسَعيِهِ

فَأَقامَ عَنكَ وَأَنتَ سَعدُ الأَسعَدِ

ذاكَ الَّذي قَرِحَت بُطونُ جُفونِهِ

مَرَهاً وَتُربَةُ أَرضِهِ مِن إِثمِدِ

هَذا أَمينَ اللَهِ آخِرُ مَصدَرٍ

شَجِيَ الظَماءُ بِهِ وَأَوَّلُ مَورِدِ

وَوَسيلَتي فيها إِلَيكَ طَريفَةٌ

شامٍ يَدينُ بِحُبِّ آلِ مُحَمَّدِ

نيطَت قَلائِدُ عَزمِهِ بِمُحَبِّرٍ

مُتَكَوِّفٍ مُتَدَمشِقٍ مُتَبَغدِدِ

حَتّى لَقَد ظَنَّ الغُواةُ وَباطِلٌ

أَن قَد تَجَسّمَ فِيَّ روحُ السَيِّدِ

وَمُزَحزَحاتي عَن ذَراكِ عَوائِقٌ

أَصحَرنَ بي لِلعَنقَفيرِ المُؤيِدِ

وَمَتى يُخَيِّم في اللِقاءِ عَناؤُها

فَعَناؤُها يَطوي المَراحِلَ في اليَدِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة كشف الغطاء فأوقدي أو أخمدي

قصيدة كشف الغطاء فأوقدي أو أخمدي لـ أبو تمام وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن أبو تمام

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني. وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية. وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.[١]

تعريف أبو تمام في ويكيبيديا

أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 803-845م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، ولد بمدينة جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. وفي أخبار أبي تمام للصولي: «أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء». في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أَبو تَمّام - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي