كسا الروض آثار الديار النواحل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كسا الروض آثار الديار النواحل لـ ابن نباتة السعدي

اقتباس من قصيدة كسا الروض آثار الديار النواحل لـ ابن نباتة السعدي

كَسا الروضُ آثارَ الدِّيارِ النّواحِلِ

وجادَ علَيْها كلُّ طَلٍّ ووابِلِ

ولا زالَ فيضُ الدّمْعِ من كلِّ عاشقٍ

حبيساً على أطلالِها والمَنازِلِ

تَصِحُّ إذا فارَ الهجيرُ بِها الصَّبا

وتَمرضُ فيها بالضُحى والأصائِلِ

فإني لَيَثْنيني عَواطِفُ حبِّها

على مثلِ صدرِ السّمْهَريّ المَغاوِلِ

وما زالَ داعي الشّوقِ حتى أجَبْتَهُ

بمطروفةٍ تُدْمي نَواصي الأنامِلِ

وهبّتْ بمجرى نَفحَةٌ جاسِميّةٌ

تذكرُ منسي الهَوى كلَّ ذاهِلِ

خَليلي قد هاجَ الغَرامُ وجَدَّدَتْ

ليَ السوق أنفاسُ الرّياحِ العَلائِلِ

ونُفْرَةُ جُرحِ الحُبِّ بعدَ اندمالِهِ

عليَّ وعطفاتُ الهُمومِ الأوائِلِ

وخَبرتُما أنّ الحياةَ حبيبةٌ

على البُرْءِ منها والسقامِ المُطاوِلِ

فما لي وقد ودَّعْتُ أهلَ قُباقُبٍ

أرى كلَّ عيشٍ بَعدَهم غيرَ طائِلِ

نظرتُ إلى الأظْعانِ نظرةَ مُقصِدِ

يُنازعُ سَهْماً نَصلُهُ في المَقاتِلِ

سَبَقْتُ بها وفْدَ الدّموعِ وربّما

سَبَقتُ إلى اللّذّاتِ عَذْلَ العَواذِلِ

ألا هلْ أرى قَوسَ الفِراقِ حَنيّةً

وقد مرقتْ منها صدورُ الرّواحِلِ

وهل أُبصِرُ الأعلامَ من مَرجِ دابِقٍ

بعينِ خَليٍّ مطمئِنِ البَلابِلِ

أنِفْتُ لسعدٍ من مضاجعةِ المُنى

وقلتُ له شمِّر فضولَ الذّلاذِلِ

ولا تكُ كالمظْلومِ يَخذلُ عَزمهُ

ويَجعَلُ فيهِ الدّهْرُ أولَ خاذِلِ

فإنّا على خُبْثِ الزّمانِ وغدرهِ

لنشرعُ في أحداثِهِ والزّلازِلِ

رمتْ خلفَها نجْداً ومرت بجوْشَنٍ

تُراجِمُ صَيّاح الحَصى بالجَنادِلِ

وخولتِ الفرسانَ عنها قلائِصٌ

بقيةُ أذوادِ القِرى والمَعاقِلِ

كأنّ أكفَّ الرّكْبِ حولَ رِقابِها

تهزُّ أنابيبَ الرِّماح الذّوابِلِ

أُنيخَتْ بأبوابِ الوزيرِ محمدٍ

فلم تَرعَ إلاّ في سَماحٍ ونائِلِ

ونبئتُ أنّ الملكَ شُدَّتْ مُتونُهُ

بأروَعَ ميمونِ النّقيّةِ كامِلِ

فتىً يستكينُ المجدُ في حركاتِهِ

ويُخْلَقُ من أخْلاقِهِ والشّمائِلِ

بعيدُ المدى حتى تَفَجّرَ غارةً

تُغيّر ألوانَ الظّبا والعَوامِلِ

لَعَمْري لقد أهدَى النصيحةَ مرةً

لأهل عُمانٍ خيرُ حافٍ وناعِلِ

وناشدَهُم باللهِ حتى تقطّعتْ

عُرى القولِ وانحلّتْ عُقودُ الوسائِلِ

فلمّا رآهُم لا تَثوبُ حلُومُهم

رماهُم بأمثالِ القِسيّ العَواطِلِ

فركّبَ أغضانَ المنيّة فيهمُ

رِواءَ الأعالي ظامئاتِ الأسافِلِ

أرقتمْ صُباباتِ الكَرى من جُفونِكم

وعرّضْتُمُ أعضاءَكم للأفاكِلِ

فلا يأمنُ الأعداءُ كيدَكَ بعدَما

سلكتَ فلم تتركْ مَقالاً لِقائِلِ

سَرَيتَ لهم ليلاً تَحولُ نجومُهُ

وهمُّكَ في إعجازِهِ غيرُ حائِلِ

كأنّكَ إذْ جرّدْتَ رأيكَ فيهم

طَلَعْتَ عليهم في القَنا والقَنابِلِ

دَنا الحقُّ حتّى نالَه كلُّ طالِبٍ

وكانَ بعيداً من يَدِ المتَناوِلِ

وأصبحَ شَملُ الناسِ بعدَ تبدُّدٍ

يُنظَّمُ في سلكِ من الحكم عادِلِ

تبسّمْتَ فيهم عن وَميضِ غَمامةٍ

نقلِّم أظْفارَ السنينَ المواحِلِ

وعمّا قَليلٍ يصرعُ الغَيُّ مفسداً

يُراصِدُ مَنْ يَنْتاشُهُ بالغَوائِلِ

أتَهْوي الدّواهي حولَهُ وهو سالِمٌ

لقد نامَ عنها الدهرُ نومةَ غافِلِ

ولكنّما زانَ الوِزارَةَ ماجِدٌ

تَقَبَّلَ أخلاق الغُيوثِ الهَواطِلِ

تَرى فعلَه يحدو طليعةَ قولِهِ

وكم فيهمُ من قائِلٍ غير فاعِلِ

هَلمّوا فإنّ الحقَّ عادَ لأهلِهِ

ألا وكَفَى بالشّكِّ جَهْلاً لِعاقِلِ

فإنّ بني العَباسِ هامةُ فارسٍ

علوا تُربَها قَبلَ الهِضابِ الأطاوِلِ

كِرامٌ على أوراقِهم ونُضارِهم

لِئامٌ على أعراضِهم والطّوائِلِ

تحرّقُ أيديهم إذا ما تسربَلوا

بُرودَ العَوالي وارتَدّوا بالمَناصِلِ

وألسنةُ الأقلامِ تَنطِقُ عنْهُمُ

إذا سكتوا في كلِّ حقٍّ وباطِلِ

رأيتُ سُيوفاً لا تقومُ صُدورُها

فهلْ لكَ في سيفٍ طويلِ الحَمائِلِ

يَسركَ أنْ ولّيتَهُ غيرَ مِفصَلِ

ويُرضيكَ إنْ جربتَه في المَفاصِلِ

فإنّي لأرجو من عطائِكَ دولةً

تؤملني فيها شُعوبُ القَبائِلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة كسا الروض آثار الديار النواحل

قصيدة كسا الروض آثار الديار النواحل لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن ابن نباتة السعدي

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]

تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا

ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي