كذا من شام بارقة الثنايا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كذا من شام بارقة الثنايا لـ بديع الزمان الهمذاني

اقتباس من قصيدة كذا من شام بارقة الثنايا لـ بديع الزمان الهمذاني

كذا مَن شام بارقة الثنايا

وغر بما تمنيه الصبايا

فأدنى ما يعنُّ له الدواهي

وأيسر ما يلم به الرزايا

أظاعنة ولما أحظَ منها

لتغزيني من الوجد السرايا

أجاعلة الموَاعد لي نقوداً

وتاركة الوفاء بها سنايا

وعدتِ زيارة وقعدتِ عنها

وأوسَعت المنى ليّاً ولايا

قِفي لا بِرَّ أيْسر من سلام

أتدَّخرينني حتى التحايا

بروج شاخصات أم حدوج

وأفلاك طوالع أم مطايا

وراقته الملاح فلم يبيت

رويَّة حازم فيصيب رَايا

وقد أتبعتها نظراً غليظاً

إلى أن جزت أسنمة السبايا

فلا سُقِيت نَداً تلك الثنايا

ولا وقيت ردى تلك النجايا

وَرَين جوانحاً فأرين نكراً

أليس بكل مخزية خزايا

وفي الأظعان لو رحموا أسارى

تفديها وأفئدة سبايا

غدت بشعوبهم نفسي شعاعاً

وقلبي في تشطيهم شظايا

إذا ما عُددت بُكر الغدايا

عليّ وأُحصيت حمر المشايا

فلا يوم كيومك حين بانوا

ولا ليل كليلة جرجرايا

نزلت عن الأسرة والحشايا

وقلت وقد تلاحقت المطايا

لك الخيرات إن حاولت دَلاً

ولي الويلات إن أزمعت نايا

وما أحظى من الحسناء إلا

بما يحظى الشجي من الخلايا

وإن يك حظه منهن حظّاً

على المرباع منا والصفايا

تَطَيَّر أن رأت رأسي خضيباً

وتحت غلائل الخطر البلايا

عذيري من عذارى في ليال

وأيام فرين بها الفرايا

وقالت ما خضبت الشيب لكن

لففت به بلايا في ولايا

وتعجب لاختياري أن رأتني

أرى بحراً وأمتاح الركايا

سأنتاب الوزير فإن أتيحت

زيارته وساعدت القضايا

أنَلْ ما شئت من كرم لديه

وأحظ بما أردت من العطايا

أُعاود وِرده والعود خير

وأرجع إن للرجعى مزايا

عسى الأيام تعتب في ذراه

وتوصي الدهر بي خير الوصايا

ندى كافي الكفاة إليك أشكو

زماناً غير مرضيّ السجايا

زممت إليك آمالي عجافاً

وهمي بعد بدنتها رزايا

ضمنَّ ليَ الغنى بمسير شهر

لتعزم عنك أخلاق الرضايا

عجمت مكاسراً طابت نضاراً

وزدت مكارماً كرمت زكايا

أإسماعيل من راع زعيم

إذا ما نام لم تنم الرعايا

أعرني فضل عارفة وفضلاً

ترى ابن جلا وطلاع الثنايا

يَشيم العز في نوء الدواهي

ويرعى المجد في أرض المنايا

شرح ومعاني كلمات قصيدة كذا من شام بارقة الثنايا

قصيدة كذا من شام بارقة الثنايا لـ بديع الزمان الهمذاني وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن بديع الزمان الهمذاني

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ‍ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ‍ ولم تكن قد ذاعت شهرته. فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه. وفاته في هراة مسموماً. وله (ديوان شعر -ط) صغير و (رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و (مقامات -ط)[١]

تعريف بديع الزمان الهمذاني في ويكيبيديا

أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون). لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة. ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي