كان غيبا عنا فمن ذا أبانه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة كان غيبا عنا فمن ذا أبانه لـ التجاني يوسف بشير

اقتباس من قصيدة كان غيبا عنا فمن ذا أبانه لـ التجاني يوسف بشير

كانَ غَيباً عَنا فَمن ذا أَبانه

أَحرَز الخُلد مَن أَصابَ رِهانَه

إِنَّ مَن نَشَر الزَمان عَلى الكَو

ن بِأَقداره طَواه فَصانَه

لَفَ أَحداثه عَلَيهِ عُصوراً

مُوجِزات بِأَمرِهِ سُبحانه

ثُمَ نادى بِها فَعَجَت وَماجَت

حلما يَجهل الزَمان مَكانَه

يَقع الوَهم دونَ إِغواره السُو

د وَيَقعي فَما يُصيب عَيانه

كُلَّما حَوم الخَيال حَوالي

ه رَأى غَيمَه وَلاقى عَنانه

ثُمَ لَما تَأذن اللَه بِالبَع

ث قَضى أَن يَكون فَجراً فَكانه

شَقَ سر التاريخ مِنهُ فَأَضحى

صُوراً تلهم اليَراع بَيانه

يا لِأَعمارنا القصار إِذا لَم

نَقتَحم بِفكرِنا ميدانه

يا بِنَفسي مُسهداً لَيسَ يَغفو

مُنذُ حينَ مُستكرها أَجفانه

أَثقَلت ظَهره الأَمانة دَهراً

يَعلَم اللَهُ كَيفَ عبء الأَمانة

وَبِنَفسي مَن لا يَرى المَجد إِلّا

نَفسَهُ كاتِباً وَإِلّا سِنانه

يَتَفلى العُصور ما شاءَ تَنقيباً

وَبَحثاً عَن غَيبِها وَاِستبانه

في تَضاعيفها يَروح وَيَغدو

وَعَلى صَدرِها يَعيش زَمانه

قَبس مِن هُدى القُرون مُشعٍ

في بِلاد كَليلة هَيمانه

يَبعَث الآمس القَضية خلصا

مِن كَذاب مربدة عَريانه

وَيَنفي عَنها التَبَهرج وَالزَي

ف وَيَطوي مِن كُل شَيء زَوانه

شَأن مِن يَعبد الحَقيقة بَيضا

ء وَيَعفو مِن الهَوى إِيمانه

يا بن عَبد الرَحيم يا لَفتة الما

ضي الَّذي أَحرَزت يَدك عِنانه

يا رَسول التاريخ في حينَ لَم يَبعَث

اللَهُ نَبياً لَهُ وَلَم يَعل شَأنه

صاغَ مِن فكرك السِنين المَواضي

صُوراً بَعضها لِبَعض بِطانه

نَجتَلي الغَيب الغَوامض مِنها

فَنَصيب التُقى وَنَلقى المَجانه

يا رَفيقاً مِن فطنه وَوَميضاً

مِن ذَكاء وَلَمحة مِن زَكانه

بَينَ جَنبيك يا كَبير الأَماني

هُم شَعبٌ كَفيته أَحزانه

لَم تَبت لَيلة وَلَم تَصح إِلّا

مُلهَب القَلب مِن أَسى غَيرانه

قَلِقا مشفقا عَليهِ الأَراجي

ف إِلى أَن وَهَبتَهُ اِطمئنانه

حَفل الشَعب بِالمَعاش كَأَن قَد

عَلِمَ الشَعب أَنَّ فيهِ صِيانه

لَو دَرى اليَوم ما تَكابد مِن جُهد

لَأَصفاكَ عَطفَهُ وَحَنانَه

أَو دَرى ما اِبتَعَثَت مِن مَجد ماض

يهِ لِعُمري وَما نَسقت جُمانه

لَدَرى كَيفَ يا مُحَمَد تَجزى

وَلأَعطاكَ عَن يَد صَولجانه

أَو لَأَلقى إِلَيكَ مَقوده الآ

بي وَأَولادك يَسره وَليانه

فَنعما أَنتَ الغَداة وَقَد نَشَ

رَت تاريخَهُ وَكَشَفَت رانه

جئت مَصراً فَأَحدقت بِكَ صِيا

بة مَصر وَطَوَقَتك الكَنانَه

هَش أَهرامها وَقامَ أَبو الهَو

ل يَحيي عَلى المَدى سودانه

وَسَرَت رَعشة الحَياة عَلى السَف

ح فَهَزَت مَن فَرحَة أَركانه

أَجمَل البر ما أَفادَ بِهِ شَع

بَك عِزاً وَما تَفادى مَهانَه

قَد عَرَفنا لَكَ الجَميل فَزِدنا

تَستَزد مِن قُلوبِنا عِرفانه

شرح ومعاني كلمات قصيدة كان غيبا عنا فمن ذا أبانه

قصيدة كان غيبا عنا فمن ذا أبانه لـ التجاني يوسف بشير وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن التجاني يوسف بشير

أحمد التجاني بن يوسف بن بشير بن الإمام جزري الكتيابي. شاعر، متصوف من السودان ولد في أم درمان 1910م لقب بالتجاني تيمناً بشيخ المتصوفة الإمام التيجاني، حفظ القرآن والتحق بالمعهد العلمي في أم درمان ودرس الأدب والفلسفة والتصوف. عاش فترة قصيرة إلا أنه لفت الأنظار، فاهتمت به الصحف والمجلات وخاصة مجلة (أبولو) . صدر له ديوان واحد بعد وفاته وهو (إشراقة) الذي يعد نموذجا للشعر الرومانسي. عمل صحفياً وساهم في تحرير صحيفة (ملتقى النهرين) ، ومجلتي (أم درمان، والفجر) . توفي بذات الصدد ودفن بمدينة أم درمان.[١]

تعريف التجاني يوسف بشير في ويكيبيديا

التجاني يوسف بشير شاعر سوداني معروف يلقب بشاعر الجمال والروح والوجدان وهو من رواد شعر الرومانسية الصوفية المتجددة، مات وهو شاب وكتب أروع شعره وهو صغير. ورغم أنه عاش فترة قصيرة إلا أنه لفت الأنظار، فاهتمت به الصحف والمجلات وخاصة مجلة «مجلة أبولو ». وكثيراما تجرى المقارنة بينه وبين الشاعر التونسي المعروف أبو القاسم الشابي حيث انهما عاشا في الفترة نفسها تقريبا وتشابهت تجربتهما إلى حد بعيد.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي