قل لقاضي الفسوق والإدبار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قل لقاضي الفسوق والإدبار لـ ابن دانيال الموصلي

اقتباس من قصيدة قل لقاضي الفسوق والإدبار لـ ابن دانيال الموصلي

قُل لِقاضي الفُسوقِ والإدبارِ

عَضُدِ البُلهِ عُمْدَةِ الفُجّارِ

والذي قد غَدا سَفينةَ جَهْلٍ

وَلَهُ مِن قُرونهِ كالصّواري

لكَ أشكو من زَوْجة صَيَرتني

غائباً بَيْنَ سائرِ الحُضّارِ

غَيّبتني عَلَيَّ ما أطمَعَتني

فأنا اليومَ مُفْكِرٌ في انتظاري

غِبتُ حتّى لو أنّهم صَفَعوني

قلتُ كفّوا باللهِ عن صَفْعِ جاري

فَنَهاري منَ البّلادةِ ليلٌ

في التساوي الليلُ مثلُ النّهارِ

دارَ رأسي عن بابِ داري فبالل

هِ اخبِروني يا سادتي أينَ داري

مَلَكتني عيارةً وعياراً

حينَ زادَتْ بالدردَبيسِ عياري

أينَ مُخُّ الجمالِ من طبعِ مُخِّي

في التّساوي وأينَ مُخُّ الحمارِ

غَفَرَ الله رُبّما رُحتُ للبح

رِ منَ البردِ أصطّلي بالنّارِ

وَتَجرَّدت للسبَّاحةِ في الآ

ل لِظَنّي بهِ الزُّلالَ الجاري

ولكم قد عَصَبْتُ رجلي لرؤيا

أوطأتني حُلماً على مِسْمارِ

وَلَكم رُمتُ قَلعَ ضِرْسٍ ضَروب

بعدما ضَرَّ غاية الأضرار

فإذا بي قَلَعْتُ بعدَ عَنائي

وأجتهاديِ القويَّ من أزراري

وَرَحىً جُزتُها لِطَحنٍ فما زِلْ

تُ ضَلالا أدورُ حولَ المدارِ

وأُنادي وَقَدْ سَئِمتُ منَ الرَّك

ضِ تُرى أَينَ مُنْتَهى مِضْمارِي

أنا أَختارُ لو قَعَدْتُ منَ الجَه

د ولكن أَمشي بِغَيْرِ اختياري

أنا أنسى أَنّي نَسيتُ فلا يَخْ

شى مُسِري أذاعةَ الأَسرارِ

أنا سَطلُ الشّرايِحيِّ بِما أو

دعتُ من عجّةٍ ومن إنزارِ

وَلَكَمْ قد رأيتُ في الماءِ شيخاً

وهو جاثٍ في الحبِّ كالعبارِ

شيخُ سوءٍ كالثلج ذَقناً ولكن

وَجهُهُ في سوادِهِ كالقار

أشبَهُ النّاسِ بي وَقَد يشبه التّي

سُ أخاهُ في حَومةِ الجزّارِ

صاحَ مِثلي أذْ صِحتُ مِنه عِناداً

بأنتِهارٍ يا صاح مثلَ انتهارِ

فأعتَراني رُعْبٌ وَناديتُ ما كُنْ

تُ إخالُ اللصوصَ في الأَزيارِ

لَمْ يَغِظني مِنهُ سوى أنّهُ عَبَّ

سَ مثلي وافتَرَّ مثلَ افتراري

أينَ تُرسي وأين دِرعي الحقيني

أمَّ عمروٍ بِصارمي البتّارِ

إنْ أَمُتْ كُنْتُ في الغزاةِ شهيداً

أو أعشْ كُنتُ أشطرَ الشطّار

ثُمَّ أَثخَنْتُ ذلكَ الزّيرَ ضَرْباً

بحُسامي حتّى هوى لانكسارِ

فَجَرى الماءُ فأختَشَيْتُ وإلاّ

كُنْتُ أقفو الآثارَ في التيار

أنا كالبانِ في قوامِيْ وإنْ أف

ردْتَني كُنْتُ في التّهارش ضَاري

أنا مثلُ الخَروف قُرناً وإنْ أس

قَطْتَ فائي أُعَدُّ في الأَقذار

أنا تيسيرُ ما يقادُ بحذف ال

ياءِ والرَاءِ حالة الإعسارِ

أنا لو رُمتُ للعلاجِ طَبيباً

ما تَعَدَّيتُ دكّةَ البيطارِ

بعدَما كُنْتُ منْ ذَكائِي أَدري

أنَّ بَابي من صَنْعَةِ النّجارِ

أحزِرُ البيضَ قبلَ أنْ يكسروهُ

أنَّ فيهِ البياضَ فوقَ الصّفَار

وَبِعَيْني نَظَرتُ كوزَ زُجاجٍ

كانَ عِندي أو هي منَ الفخّارِ

وكثيرٌ مِنّي على شيبِ رأسي

حِفظُ هذي الأشياءِ مثلَ الصِّغارِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قل لقاضي الفسوق والإدبار

قصيدة قل لقاضي الفسوق والإدبار لـ ابن دانيال الموصلي وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن ابن دانيال الموصلي

الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال. شاعر ولد في الموصل وتربى بها وتلقى مبادئ العلوم، حيث كانت زاخرة بالعلوم والعلماء وبعد دخول المغول إلى الموصل سنة 660هـ تركها إلى مصر حيث اتخذ حرفة الكحالة التي لقب بها. ودرس الأدب على الشيخ معين الدين القهري، فصار شاعراً بارعاً فاق أقرانه واشتهر دونهم في نظمه ونثره. وقد كان حاد الطبع عصبي المزاج، سليط اللسان. له (ديوان - ط) .[١]

تعريف ابن دانيال الموصلي في ويكيبيديا

شمس الدين محمد بن دانيال بن يوسف بن معتوق الخزاعي الموصلي، لقب بـ الشيخ والحكيم (أم الربيعين، الموصل، 647 هـ / 1249م - القاهرة، 18 جمادي الآخرة 710 هـ / 1311م)، طبيب رمدي (كحال) وشاعر وفنان عاش في العصر المملوكي وبرع في تأليف تمثليات خيال الظل وتصوير حياة الصناع والعمال واللهجات الخاصة بهم وحاكى بطريقة مضحكة لهجات الجاليات التي كانت تعيش في مصر في زمنه. من أشهر تمثلياته التي لا تزال مخطوطاتها موجودة «طيف الخيال»، و«عجيب غريب» و«المتيم وضائع اليتيم». تعتبر أعماله تصوير حي لعصره. وصفه المؤرخ المقريزى بأنه كان كثير المجون والشعر البديع، وأن كتابه طيف الخيال لم يصنف مثله في معناه.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي