قف نحو أطلال درسن خواليا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قف نحو أطلال درسن خواليا لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة قف نحو أطلال درسن خواليا لـ حسن حسني الطويراني

قف نحو أطلالٍ درسنَ خواليا

واندب زماناً مرَّ قلبك خاليا

واذكر لنا عهد الصبابة والصبا

ولذيذَ أُنس كنت تغنم صابيا

أو جرَّ أذيالِ الخلاعة رافلاً

أو جيد عمر بالمسرة حاليا

وانظر إلى الدُنيا وكيف تقلبت

ومحت رسوم أحبة ومغانيا

من كان يأمنها ويأمن مكرَهاً

نبّهه أن يلقى الَّذي لاقانيا

نُثرت ثريّاها وغاب منيرُها

وخلت سماها فاندهينَ لما بيا

فاستقص فيضَ الدمع بعدهما فما

تبغي من الدنيا وتخضع راجيا

واجرِ العيونَ على جنانِ معاهدٍ

فيها عهدتَ القربَ كأساً صافيا

واحرق فؤاداً كان منزلَ ودِّهم

كي لا تراه لغير ذلك آويا

واذا استغاث تجاهلا مما جرى

قل مات ربُّك عاد ربعُك فانيا

يا قلب أين أحبةٌ آويتَهم

حفظوا العهود ولم يزلن غواليا

يا قلب أين البدر آنَ محاقُه

أم بات في الترب الدوارس خافيا

يا قلب أَين ذوو البشاشة والبها

والحسن والإحسان مات وداديا

يا قلب جدد لي عهودَ تشوقٍ

كانت لهم واليوم تلك كما هيا

يا قلب لم يبقى صديقٌ مخلصٌ

ترجو وفاه ولا يُجيب مناديا

أَسفي عَلى حسن تكنّفه الردى

حتى هوى في الترب فرداً ثاويا

أَسفي عَلىغُصن تمايل لا صبا

تهفو ولا ماء البشاشة جاريا

أَسفي عَلى تلك المحاسن شأنها

أَسفٌ عَلى من عاش عنها راويا

يا خيرَ حافظةِ الوداد فديتُها

من نازلٍ أوجَ النعيم وراقيا

أَبكي عَلى كيد الزمان وما عسى

يجدي البكاء وما يحير ثباتيا

أتموت قبلي في المقابر فانيا

وأعيش بعدك في المحافل باقيا

أَشكو إِلى اللَه زَماني والنَوى

ما كانَ أعظمه ظلوماً باغيا

من للخلاعة والتنادم بعدها

من للبشاشة إذ تشرّف ناديا

من للستائر والقصور وقد نرى

حكم الخفاء على المعالن باديا

فليبكها نوءُ السماء عَلى الثَرى

وليرعَها طرفُ الثوابت ساهيا

وليضرم النيرانَ قلبٌ كان في

ما قد مضى مغرى الجمال ولاهيا

بانت كبانٍ رنّحته صبا النَوى

لو يَدْرِ حامل نعشها لنعانيا

يا روضَ حسنٍ أينعت أزهارُه

جفت مناهلُه فجُدن مآقيا

يا شمسَ حسنٍ كنتِ أصبحَ ما أَرى

لا كان أَصبح يَومَ حان فراقيا

يا موت مالك قد عبثتَ بمهجتي

وسلبتَ أنسي واستبيت رشاديا

غادرتَني عنها وكانت جنتي

فتركتَ ماءَ العين نهراً جاريا

قد كنتُ شهماً في العظائم قبلها

واليوم أَين تجلُّدي وعزائيا

يوم عليّ ضياءُ ثغرِ صباحِهِ

أدهى وأحلكُ من ظلامةِ حاليا

والصبر قد زلزلتَه فتركتَه

هبأً وكان الصبر طوداً راسيا

يا عين جودي بعدَهم بمدامعٍ

تسقي الثَرى لنرى العُيون سواقيا

يا عينُ من بعد الحَبيب ترينه

حُسناً ومن يدعي سواك مواليا

يا عين غضي بعدها عن كل ذي

تيهٍ ودلٍّ في الجمال تناهيا

يا عين قد غابت بواعثُ نورنا

فبأي نور تنظرين الفانيا

يا عين هذا يومُ صبِّ مدامعٍ

تدع الفيافي كالبحور طوافيا

يا عين هذا يومُ أولِّ حسرةٍ

تبقى لآخر موعدٍ بلقائيا

يا عين مَن مِن بعدَها تبكينه

أو من عليه بعدَها قد تبكيا

يا عين فابكي ثم فابكِهمُ فمن

تبكيهمُ عني ومن تتواليا

يا عين إن لم تسعديني بالبكا

فمن الَّذي يُدعى سوانا باكيا

يا عين ودعنا الأحبة والَهوى

يا عين أَودعت السهادَ مناميا

يا عين لا تنسي الجمالَ وإن مضى

فالقلب ليس مدى الأداهر ساليا

كم مرَّ من عيشٍ بهن غنمتُه

وظلال هاتيك الغواية ضافيا

والدهر يضحك والمعالم تزدهي

والقرب دانٍ والتناءي نائيا

واليوم وجهٌ ضاحكٌ مستبشرٌ

والليل ساترُه لشملي واقيا

فإذا غدوت غدوت ظاهر غبطة

أو رحتُ كان مع السرور رواحيا

والعمر نورٌ والشبيبةُ نضرةٌ

يا حسن ذا ناد وذلك زاهيا

سلك الهوى ما بيننا في مهجتَيْ

ذي خلةٍ عَلَما الهوى فتصافيا

في مهد ودٍّ قد ربينا صحبةً

وعلى كذا مضت السنون تهاديا

ولكَم ظننا الودّ يسعدُه البقا

واحسرتا ماتت وعشت بما بيا

فبأي عزمٍ لي يسوغُ تستري

وبأي حزمٍ أستزيل عنائيا

وبأي صبر أستطيع فراقها

وبأي ماء تنطفي نيرانيا

فعزاءَ يا نعم الخيلة لا عزا

وتأسيا حاشا وليس تأسيا

فلئن محت كفُّ التراب محاسناً

فلقد محت صور الصفا عن باليا

والقلب مني لم يزل لك منزلاً

والطرف منتظراً لقاك وهاميا

والود مني دائمٌ لا تنتهي

آناؤه حتى أجوب حياتيا

حكم الاله بأن يفرق جمعنا

فأماد من مغنى الحبور مبانيا

أبكي عليها حسرة وتلهفاً

لو أنها تدريهما لبكت ليا

يا عزمَ قلبٍ كنت فيه على النوى

ما كان أقاساه ولم يك قاسيا

يا ويح صبٍّ بان عنه حبُّه

وتناهيت منه الفؤاد دواعيا

إن أنَّ قالوا أين من تبكيهمُ

وإذا بكى قالوا نراك مرائيا

يشتاق أحباباً له لو أنهم

طلبوا الفداء لكان عنهم فاديا

وكذا زمان السوء يفعل بالورى

كم جار في قوم وخان موافيا

ولوَ انَّني خُيِّرتُ كانت بغيتي

أني أَرى ما بألاحبة ما بيا

لكنها حكمٌ بأيدي قاهرٍ

قهر العباد بعزة وبكبرِيا

ولقد قضى أن كلُّ شيء هالكٌ

فَانٍ ويصبح للفناء موافيا

وهو الَّذي يبقى فجل جلاله ال

فرد المهيمن غاليا متعاليا

كم مر من هذا الطريق معاشرٌ

وترى الَّذي يمضي يصافح آنيا

ملكوا الدنا وتبوأوا من رحبها

ملكاً وجالوا في الغَرام مجاليا

سل شمسها كم أبصرت من غادة

وسل الأهلة كم صحبن مباهيا

بادوا جميعاً وانقضت أيامُهم

فكأنهم كانوا سحاباً غاديا

وسل التراب فكم طوى من عادل

جوراً وكم أخفى منيراً هاديا

وفرائدٍ صار الترابُ مراقداً

فيها ارتضين العيش صعباً جافيا

ألفَت تفردها عَلى حكم القضا

وتناست المفنى العزيز تناسيا

ولو انَّها الدنيا صفت لمعاشرٍ

ما فرّقت جمعَ الكرام الأنبيا

فعلام أرجو البرءَ من داء نما

وبلاء أيوبٍ أَراه شفائيا

عدم الرسوم وصوله ما بيننا

فمن المجيب إذا يطول ندائيا

يا حاملي نعش الحبيب فديتُكم

سيروا رُويداً وانصتوا لوداعيا

وتمهلوا في سيركم لا تعجلوا

ما تلك إلا ساعة أولى بيا

وقفوا بنا نعطي الوداع حقوقَه

فنذيع مكتوماً ونُظهر خافيا

يا رحمة المولى على ذات البها

يا فضله بالصبر ثبت راثيا

وسقاه من جدثٍ يضمُّ قوامَها

كالغصن ميَّل عطفَه خمرُ الحيا

لا تحسبوا أن الهوى بعد النَوى

يحلو مذاقاً أو يمر بباليا

لعداك عيش مثل عيشي آسفاً

إني ذكرتُ على الزَمان تدانيا

يا مستريحاً في الثَرى أتعبتني

يا غافياً فيه أطلتَ سُهاديا

لقّاك مولاك النعيمَ فدم به

وليرض عذّالي عليك شقائيا

فكفى محبك حسرةً من قوله

قف نحو أطلال درسنَ خواليا

شرح ومعاني كلمات قصيدة قف نحو أطلال درسن خواليا

قصيدة قف نحو أطلال درسن خواليا لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها تسعون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي