قفا بي على الرسم القصي وسلما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قفا بي على الرسم القصي وسلما لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة قفا بي على الرسم القصي وسلما لـ حسن حسني الطويراني

قِفا بي عَلى الرَسم القصيّ وَسلِّما

وَعوجا لنقضي البانَ من بانة الحِمى

وَهِيما مَعي حَتّى تَنوح حَمائمٌ

عَلَينا وَنستبكي الركامَ الغمائما

وَلا تَمهُلا بالعيس في السير وَالسُرى

وَحُثَّا المَطايا وَاستحثّا وَيمِّما

وَلا ترهبا من وَحشة الدوّ مظلماً

وَلا تَخشيا من حادث الدَهر ظالما

فَإِن أَنتُما بُلِّغتما جانب الحمى

وَلاحَت مغانيهم فقرّا فخيِّما

فَإِن تَشتَكي العيسُ الدياجيرَ فاجعلا

لها الشوق أَو فالدمع إن تشتكي الظَما

وَشقَّا بنا من مهمهِ البيد خضرماً

خضمّاً وَردّا من لَظى القيظ ضارما

فننزل في سهلٍ فنطوي بساطَه

وَنعلو ذرى طورٍ فندهى الدَواهما

فَكم مثلَها فيفاءَ جابت رواحلي

فدستُ عريناً ثم رعتُ الضراغما

أَرى الزائرَ المقدامَ في بطن غابه

يحار لأنسي بالصدى حين دمدما

وَتعجب أَرباب الزهازج في الفَضا

للطف حنينٍ حيث تؤنسُني الدُمَى

يرقّ لحالي حالكُ الليل وَالسُرى

فَيسودّ من حزني فيخشى التبسما

وَيقصدني من حادث الدَهر صادمٌ

عَلى طول ما يَلقى مِن العَزم صادما

وَكَم ليلة دافعت دَهريَ مُفرداً

وَقَد جَرَت الويلاتُ جَيشاً عَرَمرما

أَيزعم أَني أَتقي البأس لَو عدت

عَواديه أَو أَخشى الظُبَى وَاللهاذما

شللت يميني باليسار إِذا انثنت

عَن الخَصم ما لم تسقه الشهد علقما

علَيهِ العفا ما ثمّ إِلا شهامة

ستدفعه رغماً وَتَرميه إِن رَمى

وَمازال يَلقاني وأَلقى خطوبه

وَيَهدِرُ فيما بَينَنا الباتِكُ الدما

فَلا أَنا أَدعوه لسلمٍ ضراعةً

وَلا هوَ يَلقاني رؤوفاً مسالما

وَمازالت الغارات بيني وَبينه

يراقب كلُّ من مُعانيه مغنما

فلا تذكرا لي دُون قَصدي مخاوفاً

فَمن عُوِّدَ الأَهوالَ يَلقى الدمادما

وَلا تجزعا إِن غالني غائلُ الردى

فَكَم تغمد الأَيدي الصفاحَ الصَوارما

وَلا تَعجبا إِن صُلتُ وَالدَهر طالبٌ

كِفاحي وَلَكن حدِّثا ما رَأَيتما

فَيا طالما أَسرجتُ للصبح أَشقراً

وَيا طالما أَلجمت للَّيل أَدهما

وَيا كَم شَكاني في الكَريهة سَهلبٌ

تَلفَّتَ مزْوَرّاً وَأَنّ وَحَمْحما

وَكَم معطب فرّقتُ بهرةَ جَمعِه

وَعدتُ عَزيزاً وَالمهيمنُ سَلَّما

وَما عادتي هَذرُ الكَلام وَإِنَّما

مَتى أَحوج الحالُ اللسان تَكلَّما

رَضيت اقتحام الهَولِ وَالنَفسُ لا تَرى

وَلَكن أَبَت أَن يُصبح الهين قيّما

وَما لِلفَتى إِلا المَخاطر مَركبٌ

إِذا لَم يَكُن إِلا المَخاطر عاصِما

وَقَد يَنهَل المرَّ الأَجاجَ عَلى ظَمى

مَتى خانَهُ عَذبُ المَراشفِ وَاللمى

لَقَد أَوحشتَني الآنساتُ وَروّعت

فَآنستُ بالشمِّ الشماخ القشاعما

فَرُوما بِنا بِتلك المَعاهدَ عَلّني

أَبلِّغُ نَفسي ما وَعدتُ العَزائما

وَلا تَزجرا طَيري فَما تِلكَ عادَتي

وَلَكن ذَراني وَالكُميتَ المُطَهَّما

إِذا لَم يَخني صارمٌ ضارم الظُّبى

وَأَملدُ مَأمونٌ كَعوبٌ تقوّما

وَإِن لَم يَكلني الهيكلُ الفَردُ للعِدا

دَفعتُ بِصَدري مِن عَنا الخَطب ضَيغما

وَما ضرّني بُعد الدِيار عَلى النَوى

وَما ساءَني أَن أَصبَح الجَمعُ ناقِما

إِذا كانَ بدءُ الأَمر يحسن غايةً

وَأَوّله يُسدى بخير الخَواتما

فَإِنّ معاناة الرِجال إِذا اقتضت

لَكَ الفَوز عقباها أَفادَت تكرُّما

وَلا يَرتَضي الإِذلال من حادثاتُهُ

إِذا أَخّرت حرّ الرِجال تقدّما

وَمِن عَزمه وَالحَزم كِفْلا اعتزازِه

حَرِيٌّ بِأَن يَلقى الكَريهةَ باسِما

أَميرٌ رَسى طوداً وَسار غمامةً

وَصال حساماً وَاستقامَ وقوّما

إِذا ما بَدا أَبدى مِن البِشر جَنّةً

تَروق وَإِن عادى هوَ اللَيث دمدما

أَبيّ كَما تَبغى المَعالي جَلالُهُ

عَظيم يُعاني الداهِمات العَظائِما

لَهُ حكمةٌ تَهديهِ للرشد وَالهُدى

فَما يَنظر الأَشياء ظَنّاً مُرَجَّما

ولا غادرته همةٌ أَو عَزيمةٌ

وَلا غادر الرشد اليَقين المدعَّما

فَكم حرّم السهلَ الحَلالَ عَلى العِدا

وَكَم حلَّل الصَعبَ المَنيعَ المحرّما

بِهِ اِزدانَ صَدرٌ للعلا وَسمى بِهِ

مَنار سمى بالمكرمات كَما سمى

فَلما تَعامى الدَهرُ عَن شَمسِ مَجده

تَعالى فَلم يَختر سِوى كَبدِ السَما

فَزَجَّ رِكاباً يَحمدُ الجدُّ زَجَّها

وَنصَّ السُرى للويل وَالليل راغِما

وَما في اِنتِقال الشَمس إِلا مَعزّةٌ

وَلَيسَ يَضير الغَيثَ إِن سارَ لَو هَمى

فَيا مَن هوَ العليا هوَ المَجد كُلُّه

وَيا عزة الأحكام أنَّى تحكَّما

إِلى كَم وَديجورُ العَنا يَحجبُ المُنى

وَحَتّامَ يَرمي الدَهرُ بِالكَيد أَسهُما

أَما آن للآيام تَعرف ذَنبَها

إِليك فَتستعفيك عَن ذَنبِها أَما

وَحقك لَولا جَهلها ما تَطاوَلَت

وَلَولا سفاه الدَهر لَم يَك أَجرما

وَلَكن أَرى أن اللَيالي تَأَسّفَت

عَلى ما جَرى وَالدَهر أَبدى التَندما

وَمثلك مَن يَعفو وَيصفح لِلذي

يُرَجَّى وَيولي الفَضلَ من ذلّ فَاِحتَمى

فَبَشِّر فَهَذا الصَفوُ أَبدى عَلائِماً

وَأَيّدَ للجاه الرَفيع الدَعائما

وَهذا الهَنا وافى يُحَيّي نَدامَه

وَهَذا الصَفا صَفَّى الكُميتَ المُفَدّما

وَلم تَبق إِلا وَثبةٌ هَيصميّةٌ

تُصادم مِن عقبى النَجاح الهَياصما

فَجرِّد لعزم الأَمر عَزماً مجرّداً

يُحيل عَلى الأَعدا صَفا الماء عَندَما

فَحكمتُك القُصوى تدبِّر ما تَشا

وَهمَّتُك العليا سَتكفيك ظُلَّما

فَمَن شأنُهُ الإِقدامُ لا يَتّقي الوَغا

وَمَن شَأنُهُ الإِدراكُ يُدرِكُ مُبهَما

وَإِنَّ فَتى الفتيان مَن أَسرَج الدَّها

إِذا المكر بين القَوم للشرّ أَلجَما

لعل الَّذي أَمضى التفرُّقَ بَيننا

وَروّع قَلباً وَاستطار وَهَيَّما

يردُّك ردَّ البَدر في لَيل تمِّه

فَتشقى بِكَ الأَعدا وَيَزهى مَن اِنتمى

وَربك مرجُوُّ النَوال وَناصرٌ

مَتى شاء نَصراً بِالعِناية تَمَّما

شرح ومعاني كلمات قصيدة قفا بي على الرسم القصي وسلما

قصيدة قفا بي على الرسم القصي وسلما لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها ستة و ستون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي