قفا بين الثنية والمصلى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قفا بين الثنية والمصلى لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة قفا بين الثنية والمصلى لـ ناصيف اليازجي

قِفا بينَ الثَنّيةِ والمُصَلَّى

على جَبَلٍ دَنا حتَّى تَدَلَّى

وإن أبصَرتُما ناراً فَقُولا

تُرَى أيُّ القُلوبِ عليكِ يُصلَى

منَ العَرَبِ الكِرامِ كُماةُ حَربٍ

تُناظِرُهُم كرَائِمُ لَسْنَ غُزْلا

إذا ما أرهَفوا نَصلاً لِقتلٍ

فهُنَّ أشَدُّ بالأجفانِ قَتْلا

رجالٌ يَنحَرونَ البُزْلَ جُوداً

وغِيدٌ تَنحَرُ العُشَّاقَ بُخْلا

تَرى نارَ القِرَى في الحيِّ تَعلُو

ونِيرانُ الهَوَى أعلَى وأغلَى

على ذاكَ الكَثيبِ لنا سَلامٌ

يُكاثِرُ في الكَثيِبِ الفَرْدِ رَمْلا

كَثِيبٌ قامَ فيهِ رَشِيقُ عِطْفٍ

نُشبِّهُهُ بِغُصنِ البانِ جَهْلا

رَشاً في الحيِّ تَغزلُ مُقلَتاهُ

تُرَى مَنْ علَّمَ الغِزلانَ غَزْلا

إذا أتْحَفتَ عَينيهِ بِكُحلٍ

يقولُ أراكَ تُهدي الكُحْلَ كُحْلا

رُويدَكَ أيُّها الجاني بطَرْفٍ

فكم جَنَتِ الليالي السُودُ قبلا

أدُورُ على رِضاكَ ولا أراهُ

كأنِّي طالبٌ لِسعِيدَ مِثْلا

عزيزٌ قد تَوَلَّى تختَ مصرٍ

فعَزَّ بمجدِ وَطْأتِهِ وجَلاّ

تُشِيدُ بحمدِهِ مِصرٌ ويدعو

لهُ مَنْ صامَ في مِصرٍ وصَلَّى

فَتىً لو كانَ ماءُ النيلِ مالاً

لَفرَّقَهُ على السُؤَّالِ بَذْلا

ولو كانَ المُقطَّمُ مِنْ عِداهُ

لشاهدتَ المُقطَّمَ صارَ سَهْلا

لقد جَمَعتْ بهِ النيلَينِ مِصرٌ

ولكنْ أشرَفُ النيلَينِ أحلَى

هُما النيلانِ من ذَهبٍ وماءٍ

قَدِ اجتَمعَا فَلْيسَ تَخافُ مَحْلا

يمينٌ تَملأُ الآفاقَ جُوداً

وقَلبٌ يَملأُ الأقطارَ عَدْلا

وحِلمٌ مَدَّ فوقَ الرِّيفِ رِيفاً

وحَزْمٌ قامَ فوقَ النَخلِ نَخلا

سليمٌ مُخلِصٌ سِرّاً وجَهراً

كريمٌ مُحسِنٌ قَوْلاً وفِعْلا

يَرَى من صالحِ الأعمالِ فَرْضاً

عليهِ ما تَراهُ النَّاسُ نَفْلا

إذا صَلَدت زنادُ الرأيِ أورى

وإن عقدتْ أيادي الدَّهر حلّا

يلاقي ما يفرُّ الليث منه

ويحمل ما يدكُّ الطَّود ثِقلا

نرى خيرَ الكِرامِ أباً وأُمّاً

تَولَّى عَهدَ خيرِ النَّاسِ نَجْلا

أتَتْ مِصرَ الخِلافةُ ذاتَ خِدرٍ

فكانتْ لا تُرِيدُ سِواهُ بَعْلا

أعزُّ بني العُلَى أصلاً وفَرْعاً

وأكرَمُ رَهْطِها وَضعْاً وحَمْلا

نُجِلُّ أباهُ أنْ نَدعُوهُ لَيثاً

وأنْ يُدعَى لِذاكَ اللَّيْثِ شِبْلا

لَعَمرُكُ إنَّ خيرَ الناسِ طُرَّاً

على خَيرِ المَمالكِ قد تَولَّى

دَعَوناها الكِنانةَ إذْ رَأينا

لهُ في أكْبُدِ الحُسَّادِ نَبْلا

كريمٌ ليسَ يَرضَى الفَضلَ حَتَّى

يكُون الفضلُ بينَ الفضلِ فضلا

إذا مَلأتْ يَداهُ سِجالَ رِفْدٍ

نَراها بالغِنَى كَتَبتْ سِجِّلا

قدِ اشتَمَلَتْ مَكَارِمُهُ فَمنْ لم

يصادفْ وابِلاً منها فطلاّ

فلا ثَلَّتْ لهُ الأقدارُ عَرْشاً

ولا نَسَخَتْ لهُ الأيَّامُ ظِلاّ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قفا بين الثنية والمصلى

قصيدة قفا بين الثنية والمصلى لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي