قضى نحبه الصوم بعد المطال

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قضى نحبه الصوم بعد المطال لـ القاضي الفاضل

اقتباس من قصيدة قضى نحبه الصوم بعد المطال لـ القاضي الفاضل

قَضى نَحبَهُ الصَومُ بَعدَ المِطالِ

وَأُطلِقَ مِن قَيدِ فَترِ الهِلالِ

وَرَوَّحتُ كاتِبَ جَنبي اليَمينِ

وَأَتعَبتُ كاتِبَ جَنبي الشِمالِ

فَدَع ضيقَةً مِثلَ شَدِّ الإِسارِ

إِلى فُرجَةٍ مِثلِ حَلِّ العِقالِ

وَقُم هاتِها مِثلَ ثَوبِ النُضارِ

وَمَوجِ البِحارِ وَطَعمِ الزُلالِ

جَزى اللَهُ عَنّي عَروسَ الدَوالي

وَلا أَخطَأَتها كُئوسُ العَزالي

بِما أَطعَمَت مِن لَذيذِ الثِمارِ

وَما أَلبَسَت مِن نَسيجِ الظِلالِ

وَما سَلسَلَت مِن مُذابِ السُرورِ

وَما خَفَّضَت مِن جِماحِ التَقالي

فَكَم زَخرَفَت جَنَّةً لِلعَذابِ

وَكَم رَفَعَت قَبَساً لِلضَلالِ

أُغالِطُ بِالكَأسِ حُكمَ الزَمانِ

فَيَومٌ عَلَيَّ وَيَومٌ بِها لي

وَجاءَت بِما في عُيونِ النِساءِ

وَمَرَّت بِما في رُءوسِ الرِجالِ

وَأَسلو الغزالَ بِها إِذ أَرى

بِكاساتِها دَمَ ذاكَ الغَزالِ

بِعَيشِكَ عُج بي إِلى مَعرَكٍ

يَقومُ بهِ أَيُّ حَربٍ سِجالِ

إِذا مَزَجَ الماءُ مِنها الكُئوس

مَزَجنا أَسِنَّتَها بِالنِصالِ

وَإِنِّيَ فارِسُ صَفِّ النِدامِ

فَكُن أَنتَ فارِسَ صَفِّ القِتالِ

تَجَلَّت عَنِ الناسِ صَرعى الضِرابِ

وَعَنّي وَلَكِن صَريعَ الدَلالِ

وَسَكرانَ كَرَّرَ مِن سُكرِهِ

زَمانٌ عَلى كُلِّ عَقلِ مُمالي

فَسُكرُ الشَبابِ وَسُكرُ الشَرابِ

وَسُكرُ الصُدودِ وَسُكرُ الوِصالِ

فَلا تَذكُرَنَّ عُهودَ الوِصالِ

فَعَهدي بِها وَاللَيالي لَيالِ

وَلَم أَبكِ عَهداً رَجاءَ الرُجوعِ

وَلَكِن أُحادِثُهُ بِالصِقالِ

بَعَثنَ اللَيالي ببأسٍ شَديدٍ

عَلَيَّ قَديماً فَجاسَت خِلالي

فَما جاءَ عَن مِعطَفي ذَمُّ جانٍ

وَلا جاءَ عَن جَوهَري ذَمُّ حالي

وَلَم أَستَغِث تَحتَ ظِلِّ الخُطو

بِ جَرجَرَةَ البُزلِ تَحتَ الرِحالِ

فَزاحِم عَنِ الجَلَلِ المُتَّقى

تُزاحِم بِمَنكِبِ عَودٍ جُلالِ

خَشُنتَ لِحالٍ كَشَوكِ القَتادِ

وَلِنتُ لِأُخرى كَشَوكِ السِيالِ

وَلَستُ لِساناً لِذُلِّ السُؤالِ

وَما زِلتُ صَدراً لِعِزِّ السُؤالِ

حَديثٌ يُنجّي فُروعَ السَحابِ

وَأَصلٌ يُناطي أُصولَ الجِبالِ

وَلي قَلَمٌ مِنهُ عَينُ الكَلا

مِ تَجري فَتَنظُرُ عَينَ الكَمالِ

يَراعٌ تَظَلُّ رِياضُ الطُرو

سِ مِنها مُوَشَّحَةً بِالظِلالِ

كَمِثلِ الوَقيعَةِ فيها الزُلالُ

يُسيغُ الوَقيعَةَ لي في الزُلالِ

وَكُتبٌ يَفيضُ بِأَرجائِها

يَمينُ الجَدا وَلِسانُ الجِدالِ

تَقَدَّمَها الشَكلُ مِن فَوقِها

كَمِثلِ السِهامِ أَمامَ النِضالِ

وَكَم تُرِّبَت وَاِنبَرَت لِلعَدُوِّ

كَوَثبِ الشَرارِ وَهَدَّ الجِبالِ

فَيَأطِرنَهُ مِثلَ أَطرِ القِسِيِّ

وَيَبرينَهُ مِثلَ بَريِ النِبالِ

بما في بَراثِنِ أُسدِ الغِياضِ

وَما في جُفونِ ظِباءِ الرِمالِ

وَكَم قد كَسَونَ عَواري ظُباً

وَكَم قد سَلَبنَ عَواري عَوالي

تَبسَّمُ عَن مُطمِعٍ مُؤيِسٍ

بَدِيِّ المَنارِ صَفِيِّ المَنالِ

عِنانٌ تَناوَلَ ما رامَهُ

بِشَدِّ الحِضارِ وَحَلِّ العِقالِ

تُكَلِّلُ أَفلاكَ قِرطاسِها

شُموسٌ شَوامِسُ عِندَ الزَوالِ

فَلا أَقصَرَ النَومُ غَيرَ الطِوالِ

وَلا حَسَمَ الداءَ غَيرَ العُضالِ

وَرَفِّه عَلَيكَ فَأَدنى السُؤا

لِ يَأخُذُ مِنِّيَ أَعلى النَوالِ

وَأَمّا عَدُوّي فَلا نِمتُ إِن

تَسَرّاهُ في النَومِ طَيفُ الخَيالِ

وَما راعَ سَمعي رُغاءُ الفُحولِ

فَكَيفَ يَروعُ ثُغاءُ السِخالِ

حَديثٌ كَما طَنَّ خافي الذُبابِ

وَقَدرٌ كَما طارَ عافي الذُبالِ

وَإِنَّ القَماءَةَ أَخفَتهُمُ

فَخَفّوا فَما خَطَروا لي بِبالِ

وَلا غَروَ لَو ضَلَّ مَن قَد هَدَيتَ

ضَلالُ الدَليلِ دَليلُ الضَلالِ

سَيَكفي عَلى الرَسمِ في مِثلِهِ

أَواخِرَكُم مَن كَفاني الأَوالي

وَما رِبحُ أَحسَنتُ إِلّا لِمَن

غَدا يَشتَري القَولَ مِن رَأسِ مالِ

وَكَم قيلَ عَن قائِلٍ إِنَّهُ

وَإِنَّ وَإِنَّ وزادَ التَغالي

فَجِئتُ إِلى مائِهِ غَيرَ آلٍ

فَلَم أَرَ في قَفرِهِ غَيرَ آلِ

رَجاءٌ يُشيرُ بِشَدِّ المَطِيِّ

وَيَأسٌ يُشيرُ بِحَطِّ الرِحالِ

وَحالٌ لَها حِليَةٌ بِالحَديثِ

تَغُرُّ وَمَحصولُها غَيرُ حالِ

وَصَدِّيَ عَنك صُدودُ العِتابِ

وَصَدُّكَ عَنّي صُدودُ المَلالِ

إِذا كُنتَ مالي الَّذي في يَدي

فَإِنِّيَ مالٍ إِلى غَيرِ مالِ

نَبا سَمعُ صَبري عَلى وَعدِهِم

فَلا تَختَدِعهُ بِقيلٍ وَقالِ

وَلَجتُ مِنَ اللُطفِ سَمَّ الخِياطِ

وَأَشكو مِنَ الحَظِّ ضيقَ المَجالِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قضى نحبه الصوم بعد المطال

قصيدة قضى نحبه الصوم بعد المطال لـ القاضي الفاضل وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن القاضي الفاضل

عبد الرحيم بن علي بن محمد بن الحسن اللخمي. أديب وشاعر وكاتب ولد في عسقلان وقدم القاهرة في الخامسة عشرة من عمره في أيام الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله وعمل كاتباً في دواوين الدولة ولما ولي صلاح الدين أمر مصر فوض إليه الوزارة وديوان الإنشاء وأصبح لسانه إلى الخلفاء والملوك والمسجل لحوادث الدولة وأحداث تلك الحقبة من الزمان ولما مات السلطان سنة 589 هـ‍ أثر اعتزال السياسة إلى أن مات في السابع من ربيع الآخر سنة 596هـ‍. له رسائل ديوانية في شؤون الدولة، ورسائل إخوانية في الشوق والشكر، وديوان في الشعر، وله مجموعات شعرية في كتب متفرقة من كتب التراث.[١]

تعريف القاضي الفاضل في ويكيبيديا

عبد الرحيم البيساني، المعروف بالقاضي الفاضل (526هـ - 596هـ) أحد الأئمة الكتَّاب، ووزير السلطان صلاح الدين الأيوبي حيث قال فيه صلاح الدين (لا تظنوا أني فتحت البلاد بالعساكر إنما فتحتها بقلم القاضي الفاضل) وفي رواية لا تظنّوا أني ملكت البلاد بسيوفكم بل بقلم القاضي الفاضل.ولد القاضي الفاضل بمدينة «عسقلان» شمال غزة في فلسطين سنة (526هـ). وانتقل إلى الإسكندرية، ثم إلى القاهرة. كان يعمل كاتبا في دواوين الدولة ووزيرًا ومستشارًا للسلطان صلاح الدين لبلاغته وفصاحته، وقد برز القاضى الفاضل في صناعة الإنشاء، وفاق المتقدمين، وله فيه الغرائب مع الإكثار. قال عنه العماد الأصفهانى: «رَبُ القلم والبيان واللسن اللسان، والقريحة الوقادة، والبصيرة النقادة، والبديهة المعجزة».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. القاضي الفاضل - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي