قسي المنايا ما لاسهمها رد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قسي المنايا ما لاسهمها رد لـ أمين الجندي

اقتباس من قصيدة قسي المنايا ما لاسهمها رد لـ أمين الجندي

قسيُّ المَنايا ما لاسهمها رَدُّ

فَما حَيلَتي وَالصَبر قَد دَكَهُ البُعدُ

دَهيت برزء لا يُطاق عَناؤه

وَكرب وَحُزن ما لِغايَتِهِ حَدُّ

غَرامٌ وَحُزنٌ وَاِحتِراقٌ وَلَوعَة

وَتِذكارُ عَهدٍ يَستَفز بِهِ الوَجد

وَشَوق إِذا ما الدَهر أَطفَأَ حَرُهُ

تَزايد ما بَينَ الضُلوع بِهِ الوَقد

وَنَفسٌ لِفَقد الأَلف أَمسَت جَزوعةً

إِذا ما نَحاها البين أَتلَفَها الصَد

وَقَلبٌ عَلى جَمر الأَسا مُتَقلِبٌ

وَطَرفٌ كَليل مَلَّه الدَمع وَالسُهدُ

حمام الحِمى هَل أَنتَ بِالنَوح مُسعِفي

فَإِني لِفَقد الأَلف أَشدو كَما تَشدو

لَقَد كانَ شَملي كَالثُرَيا فَأَسرَعت

بِتَشتيته الأَيام وَاِنتَثَر العقد

أَخلايَ صَرف الحادِثات أَراعَنا

فَعادَت عَلَينا عادِيات الأَسا تَعدو

اِنَطمَع في دار سَريع زَوالِها

وَكاس المَنايا مِنهُ لَيسَ لَنا بُد

فَيا عَينٌ لا تَبقى مِن الدَمع طارِفاً

وَلا تالِداً وَأَبكي وَإِن مسك الجُهد

وَيا نَفس لا تَبغي الإِقامة بَعدَما

تَرحَل عَن أَوجِ العُلا العلم الفَرد

هُوَ اِبن رَسول اللَهِ وَالعِلم الَّذي

لِسُؤدُدِهِ السامي اِنتَمى الفَخر وَالمَجدُ

هُوَ البَحر إِلّا أَنَّ تَيار لَجه

يَفيض فَيهدي دُره الجزر وَالمَد

هُوَ الرَوض انساً وَالنَسيم لَطافةً

هُوَ الطَود حِلماً وَبِهِ اِعتَصَمت اسد

هُوَ السَيف لا تَحفى مَقاتله عَلى

خَبير وَلا يَنبو لَقائِمِهِ حَد

إِمامٌ يُحاكي لَيلة القَدر فَضله

بِبُرهان صدق لا مَراء وَلا جَحد

هَمام لقطبانية العَصر حائِرٌ

وَفي المَنصب الأَعلى لَهُ الحَل وَالعِقد

فَتىً لِلنَبي الصَديق أَضحى خَليفَةً

إِلى الحَق يَدعونا وَنَحنُ لَهُ جُندُ

نَشا بِحجور الخَلوتية راضِعاً

لِبان المَعالي وَالكَمال لَهُ مهد

إِلى أَن كَساه اللَه أَفخَر خلعة

تَجسم فيها العلم وَالحلم وَالزُهد

هَدانا لِوَرد المنهل العَذب مِنةً

فَيا حَبذاك المنهل العَذب وَالوَرد

فَطِبنا بِذكر اللَهِ في حالِ سَيرِنا

مُحَيِراً وَحادي الشَوق ما بَينِنا يَحدو

وَهِمنا بِدعد ثُمَ هند وَزَينَب

وَسَلمى وَلا هِندٌ لَدَينا وَلا دَعد

تَعاظم عَن بَث المَقال مَقامُهُ

فَحَسبي لَدَيهِ الذكر وَالشُكر وَالحَمدُ

لَئن خَتَمت فيهِ وِلاية عَصرِنا

فَإِن خِتام المُرسَلين لَهُ جد

وَإِنغابَ عَنهُ الجسم عَنا فَسَرَّه

مَدى الدَهر فينا أَن نَروح وَمُذ نَغدو

فيهِ لِمَن عَزى يُقال لَكَ البَقا

قَضى العارف اليافيُّ وَالجَوهَر الفَرد

أَقامَ عَلى نَهج الطَريقة وَهُوَ في

الحَقيقة عَن نَهج الشَريعة لَم يَعد

وَماتَ شَهيداً وَهُوَ حَي بِما لَنا

بِناه مِن المَجد الَّذي مالَهُ حَد

وَهَل ماتَ مَن أَلقى عَلَينا كَواكِباً

مِن الهَدي يَزهو في مَطالِعِها السَعد

فَقُل لِجَهول راح يُنكر فَضلُهُ

ثَكلتك فَالجملان يَقتله الوَرد

أَيُبصر خَفاش الضِلال الضِيا وَهَل

تَرى الشَمس إِذ لاحَت عُيون الوَرى الرمدُ

فَيا بَحر فَضل كَيفَ وَارتكَ حُفرَةٌ

وَيا بَدر هَديٍ كَيفَ غَيبَّك اللَحدُ

لَقَد ثلم الإِسلام بَعدك ثَلمةً

مَدى الدَهر وَالأَعوام لَيسَ لَها سَدُّ

رَعى اللَهُ أَمراً كانَ بِالأَمسِ صادِراً

عَن السَيد البكري لَم يَحكِهِ عَهدُ

وَعزّ بِشارات أَتَت مِنهُ لي عَلى

لِسانَك تَتلوها العِناية وَالرَفدُ

وَلي مِنكَ وَعدٌ أَخرَويٌ مُقَرَرٌ

بِحَضرة سَيف اللَهِ ما فَوقَهُ عَهدُ

يَكادُ لَهُ الإِنجاز يَسبُق بِالوَفا

نعم هُوَ آس في الحَقيقةِ لا وَرد

أَمَولاي هِب إِني عُبَيدٌ مُقَصر

وَإِن ذُنوبي لَيسَ يَحصرها العَدُّ

أَما عَنكُم أَخذي وَأَنتُم وَسيلَتي

إِلى اللَهِ وَهُوَ الغَوثُ في كُلِ ما يَبدو

وَكيفَ وَلا أَرجو بُلوغ مَقاصِدي

وَراجي نَداكُم لا يَخيب لَهُ قَصدُ

دَنَوتُ فَأَقصاني النَوى عَن ظِلالَكُم

نَأَيت فَأَدناني التَحَبُب وَالوِد

جَعَلتُم ليَ الإِطلاق قَيداً بِحُبِكُم

فَذُلي بِكُم عِزٌّ وَغَبي بِكُم رُشد

وَإِني وَإِن إِدَعى عَلى سر سركم

أَميناً وَلَكِني لِعَبدِكُمُ عَبدُ

فَلا زالَ هتان الرِضا هامياً عَلى

ضَريح بِهِ الفَيض الأَلهيُّ يَمتَدُ

وَأَرواح غُفرانِ وَعَفوٍ وَرَأفَةٍ

بِروّحه مِن نَشرِهِ المِسك وَالنِد

لِمَن كانَ في العَشر اِصطَفاهُ مُؤرِخاً

بِبآمبها حُسن الخِتام بِهِ يَبدو

وَصلِ بِتَسليم عَلى الرَحمة الَّتي

بِها في التَنادي يرحم القبل وَالبُعد

مَع الآل وَالأَصحاب مَن في سَما العُلا

مَناقيهم بِالفَضل لَم يحصِها العَدُّ

مَدى الدَهرُ فَالجُنديُّ صاحَ مِن الأَسا

قسيُّ المَنايا ما لِأَسهُمِها رَدُّ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قسي المنايا ما لاسهمها رد

قصيدة قسي المنايا ما لاسهمها رد لـ أمين الجندي وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن أمين الجندي

أمين بن خالد بن محمد بن أحمد الجندي. شاعر، من أعيان مدينة حمص، مولده ووفاته فيها، تردد كثيراً إلى دمشق فأخذ عن علمائها وعاشر أدباءها، ولما كانت سنة 1246 هـ قدم حمص عامل من قبل السلطان محمود العثماني فوشى إليه بعض أعوانه بأن أمين الجندي هجاه، فأمر بنفيه، وعلم الشيخ أمين بالأمر ففر إلى حماة، فأدركه أعوان العامل، فأمر بحبسه في إصطبل الدواب وحبس عنه الطعام والشراب إلا ما يسد به الرمق، فأقام أربعة أيام، وأغار على حمص بمئتي فارس فقتلوا العامل، وأفرج عن الشيخ أمين. له (ديوان شعر - ط) وفي شعره كثير من الموشحات وتواريخ الوفيات الشائعة في أيامه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي