قرت لحاظ بالمشنف مسمعي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قرت لحاظ بالمشنف مسمعي لـ المطران جرمانوس

اقتباس من قصيدة قرت لحاظ بالمشنف مسمعي لـ المطران جرمانوس

قرَّت لحاظٌ بِالمشنّفِ مَسمعي

وَبَدَت بدورٌ مِن سماهُ بِمطلَعِ

فَالنَفسُ سكرى مِن رَحيقِ وِصالِهِ

وَالعَينُ شكرى مِن حَريق تودعِ

لَم يخلُ ذوبالٍ مِن السَلوى فَقَد

عمَّ السُرورُ أَباعِداً وَاقارِبا

بِاللَهِ خلي خلني في حبّهم

احيا وَلا اقضي بلوعة مطمعي

ما مَطمعي إِلّا الثَناءُ لفضلهم

مستنجد الراوين كَي يَثنوا مَعي

وَنزين نظما ضمَّ درَّ صفاتهم

احسن بنظمٍ بالمديح مرصعِ

وَنجودُ بالتَقريظ يَوماً لِلَّذي

يَقعُ امتداحي فيهِ احسن مَوقع

اعني بِهِ لمَولى الامين المرتقي

اوج المَعالي الحبر يوسف جعجع

حبرٌ ذكيٌ بِالمعارف وَالتُقى

وَلَهُ السيادة بالمَقامِ الأَرفَعِ

سُقيَ البَرارة وَاللبان بِمهدِهِ

فَغَدا لِكنزِ الطَهر افضل مهيعِ

وَصَبا لخشية ربهِ مُنذ الصبا

اكرم بِهِ مِن خاشِعٍ مُتَخَشِعِ

فَالجهَّةُ الفُضلى كَساها جبَّةَ ال

تَقوى بحسنِ تنسكٍ وَتوُّرعِ

وَلآلهِ الشُرَفاءِ صاغَ لآلئاً

مِن درِّ بَحر علومِهِ المتجمعِ

وَبقسمة الأهلين انصبةَ الهَنا

لَم تلفِ مَحجوباً وَلم نرَ حاجِبا

أَحيا لَهُم ذكراً يَدوم مخلّداً

كَالمسكِ يَسري في الربى وَالأَربع

ان شئتَ تعلم ما بِهِ يَزدان مِن

حُسنِ المَكارم وَالمَحامد فاسمعِ

يمم دمشق وَلج وَنوّه باسمهِ

وَالتذَّ ثُمَّ بعرفِهِ المُتَضوعِ

ثُمَّ اسألنها كَيفَ كانَ دُخولُه

يَوماً حماكِ وَكَيفَ يَوم المودعِ

فَثجببك الشام النَضيرة أَنَّهُ

قَد كانَ شامة وَجنتيَّ وَمنبعِ

وَدَعتُ طيب العَيش يَوم وَداعِهِ

لا كانَ يَومٌ سارَ فيهِ مودّعي

يُمناهُ مِنهااليَمن كانَ مؤمني

يسراهُ مِنها اليسرُ سارَ فيهِ مودّعي

ورايتُ مِن مَسراهُ سرّاً غامضاً

وَسمعتُ مِن بُشراهُ ما لَم تسَمعِ

ما قامَ يَوماً بِالمَنابر خاطباً

إِلّا وَاعطى كُلَّ نَفسٍ ما تَعي

ما كُنتِ تسمع غير قرع السنِّ مِن

ندمٍ وَتبصر غَير هطلِ الأدمعِ

عادَ النَهارُ بَعدَ شَمس دابِها

بثُّ الشُعاع مَشارِقاً وَمَغارِبا

ان شئت تَشبيهاً لَهُ في وَعظِهِ

قُل مثل موسى يَوم وَضعِ البرقعِ

حاكاهُ في نَفس البَهاء نَظير ما

ضاهاهُ في هَذي الصفات الأَربع

وَهِي الوَداعةُ وَالبَشاشَةُ وَالتُقى

وَالغيرة الكُبرى عَلى المُتَفّجعِ

فغنمتُ مِن بَركاتِه وَعظاتِهِ

وَحَويت كُل ترفهٍ وَترفعِ

قَد صانَ مَن سَلب العَدوِّ ذَخائِري

لَيلاً وَحِقّك عَينهُ لَم تهجعِ

وَمذ امتَطى متن البعاد خسرتها

فلذا حصلت بذلِ فقرٍ مدقعِ

لا تَجزَعي يا بنتَ قبرس فابشري

وَقع التنازع بَيننا لا تَجزعي

فَالحَق للثاني وَقاضي امرنا

ناحٍ وَعَن حقِّ الوَفا لَم يَرجعِ

فلكِ الهَناءُ بنور مصباحٍ سَما

قَومي استنيري مِن ضياءِ مشعشعِ

قَومي اِخلَعي ثوبَ التواتي وَارفعي

صَوت المَثاني وَارتعي ثُم اسجعي

وَإِذا عَن الأَبصار حجبّها النَوى

تَعطي الضبا للبَدرِ عَنها نائِبا

ما رَوضةٌ غناءُ تسجعُ وَرقها

يَوماً باطرب مِن حَديثٍ جَعجَعي

فَإِذا استهلت يَوم عيدٍ خطبةٌ

مَن فيهِ كانَت كَالهِلالِ بمسطعِ

وَإِذا تخلَّص مِن مَعانٍ أمها

لاحَ الخلاص مِن الهَلاكِ المفزعِ

فَتَرى جُيوش الاثم مِن غاراتِهِ

مَهزومَةً بتفجعٍ وَبوجعِ

بَل قل دَنا مِنها التَلاشي وَامَّحت

مَحوَ السجل وَمالها مِن مَوضعِ

وَتَرى القُلوب تَذوبُ عِندَ خِطابِهِ

فَتاوب بَينَ تَمزقٍ وَتَصدعِ

وَلرقةِ المَعنى تَعودُ رَقيقةً

فَتَبيتُ بَينَ تولهٍ وَتولُّعِ

وَكَذا النُفوس باسرها في اسرهِ

يا حَبَذا اسرٌ بيسر المرتعِ

مِنهُ اغتذت اثمار برٍّ فاغتدت

تَنمو كَغَرسٍ تَحتَ مَجرى المَنبعِ

يا منبعَ الخَيرات بَل يا ماحق ال

ظلمات بَل يا شافيَ المُتوجعِ

ما تلك إِلّا نعمة اللَه الَّذي

يولي العِبادَ كَما يشاءُ مواهبا

يا مبعدَ الاحزان بَل يا مبدعَ ال

آحسان بَل يا مترع المستترعِ

شرَّفتَ قبرص بازديارك اهلها

يَوم التقتك ببهجةٍ وَتشيعِ

وَحللتها مُذ قَد حللت سُهولَها

وَحزونها مِن أَسرِها المتشنعِ

وَانلتها ما لَم تنلهُ قَبلَها

مصرق بيوسفها الجَميل الأَروعِ

أَعزز بِكُم حبراً حَباها انعماً

فَتَمَتعت بالعزِّ خَيرِ تَمتعِ

فاسلم وَدم فَخراً لَنا ما غرَّدت

وَرقاءُ ذات تعزّزٍ وَتمنعِ

بِشَفاعة العَذراء خير ختامنا

امِّ الحلاص شَفيعة المستشفعِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قرت لحاظ بالمشنف مسمعي

قصيدة قرت لحاظ بالمشنف مسمعي لـ المطران جرمانوس وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن المطران جرمانوس

المطران جرمانوس

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي