قد سمعتم بزلقة الحمام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قد سمعتم بزلقة الحمام لـ ابن دانيال الموصلي

اقتباس من قصيدة قد سمعتم بزلقة الحمام لـ ابن دانيال الموصلي

قَدْ سَمعتُم بزَلقَة الحمام

وَفَهمْتُم حَديثَها في الأنام

كانَ ما كنَ وانقضى غيرَ أنّي

زَلقتي من غرائب الأيام

جُزتُ في خلوةٍ لحمام باب ال

خرق والصبحُ غرَّة في الظلام

ذا خمارٍ من قَهوة العشق صَباً

ثَملاً من صَبَابة وَغرام

فَلَقيتُ المعشوقَ يخطرُ للدَلِّ

كغصن النّقا بلين القَوام

قُلتُ يا سَيّدي إلى هاهنا قا

لَ إلى هاهنا بحُسن ابتسام

وَتَعَرَّى مثلَ الحسام إذا جرَّ

دَهُ القينُ منْ قراب الحُسام

لاحَ في لَيْلَتين من مئزر الشّع

ر وَمنْ شَعْره كبدر التمام

وَعَلاهُ منْ لؤلؤ الرشْح اسما

طُ لآلٍ نَثراً بغير نظام

حينَ نَمّتْ مكتومةُ الخال عنه

خبراً عن عذاره النمّام

أقسَمَ الوردُ أنّ خديهِ أبهى

منه إذْ ظلّهُ رَذاذُ الغمامِ

ثمّ أبدَتْ فَتَائلُ المسكِ من كا

فورٍ كشحيهِ أنمُلُ القوامِ

وتبدّى من سُندُسِ السِّدر في رو

ضة حُسْنٍ وَوَردُ خَدَّيهِ نامي

وَجرى الماءُ فوقَهُ مثلَ صَبٍّ

بل كَدَمعي بأحمرِ العلاَم

كادَ منْ رِقّةٍ يذوبُ مَعَ الماءِ

ويجري من فوقِ ذاكَ الزّحامِ

ثمَّ أهوتْ يدُ المسرِّحِ بالمِشْ

طِ إلى صُبحِ فَرقهِ لانقسامِ

قُلتُ سرّحْ شَعْرَ الحبيبِ باحسا

نٍ وَخَلِّصْ خَبْلي بهذا الغلامِ

ثمَّ ظفّرهُ بالقلوبِ كما شا

ء وُلوعي بُحبّهِ وَهُيامي

وَبَجفني ما شاءَ ماءٌ طهورٌ

وَسَلوا عن صَبابتي الحمّامي

ثمَّ لمّا حَلوا المناشِفَ ضاعَتْ

أرَجاً عندَ نَشْرِها في الزحامِ

فاتّهمنا مُزَيِّنَ ألخال أعني

عَنبراً دونَ سائر الخُدام

أخذوا الماءَ من مَجاريه باللط

ف وَحيِّي مُجيئَهُ بالسّلام

أيهذا الحمّامُ أنتَ نَعيمي

وَجَحيمي وصحَتي وَسَقامي

كل حام بكَ الحلاوةُ فيه

فَيُرى حُسْنهُ سرى اللحّام

هاكَ مستَوقداً منَ الوجد في قل

بي لدَمْعٍ آنٍ بفرط انسجام

كم جَرَتْ أدمعي بمجراكَ لكن

ما درى عُذَّلي ولا لُوَّامي

وَتَوَلّهتُ ثمَّ أني تَوَهّمْتُ

كأنيّ رأيتُه في المنام

وَتَعَثّرتُ خلفَهُ في خُروجي

والأماني تزل بالأَقدام

ورآني مُلقى لديه صريحاً

فَرَقَاني برُقية الأَقسام

فَتَجانَنْتُ منْ غرامي وقبّلْتُ

انتهاباً ما كانَ تحتَ اللثام

يا لَها زَلقةً جَبَرْتُ بها قل

بي وإنْ كَسّرَتْ جميع عظامي

فلِهذا مَشَيتُ لا أملكُ النّه

ضةَ كلاّ وَلا أطيقُ قيامي

فَلِيَ العذرُ في انقطاعي عن الخد

مةِ والمجلسِ الكريم السّامي

فاستمِعها يا ذا الفضائِل منّي

كعقودِ الحبابِ فوق المدامِ

بينَ جِدٍّ من المجونِ وَهَزْلٍ

وحلالٍ من سِحرِها وَحَرامِ

أنتَ عَوني وناصِري وَمَلاذي

وكفيلي بالفَضْلِ يا ابنَ الكرامِ

وَبِرُكنِ الإخاءِ منكَ استلامي

وَبِحبلِ الوفاء منكَ اعتصامي

قاسمُ واسلَم وَسُدْ وَجُدْ وَتَفَضّلْ

وابقَ وافخرْ وَصُلْ وحامِ وسامِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قد سمعتم بزلقة الحمام

قصيدة قد سمعتم بزلقة الحمام لـ ابن دانيال الموصلي وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن ابن دانيال الموصلي

الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال. شاعر ولد في الموصل وتربى بها وتلقى مبادئ العلوم، حيث كانت زاخرة بالعلوم والعلماء وبعد دخول المغول إلى الموصل سنة 660هـ تركها إلى مصر حيث اتخذ حرفة الكحالة التي لقب بها. ودرس الأدب على الشيخ معين الدين القهري، فصار شاعراً بارعاً فاق أقرانه واشتهر دونهم في نظمه ونثره. وقد كان حاد الطبع عصبي المزاج، سليط اللسان. له (ديوان - ط) .[١]

تعريف ابن دانيال الموصلي في ويكيبيديا

شمس الدين محمد بن دانيال بن يوسف بن معتوق الخزاعي الموصلي، لقب بـ الشيخ والحكيم (أم الربيعين، الموصل، 647 هـ / 1249م - القاهرة، 18 جمادي الآخرة 710 هـ / 1311م)، طبيب رمدي (كحال) وشاعر وفنان عاش في العصر المملوكي وبرع في تأليف تمثليات خيال الظل وتصوير حياة الصناع والعمال واللهجات الخاصة بهم وحاكى بطريقة مضحكة لهجات الجاليات التي كانت تعيش في مصر في زمنه. من أشهر تمثلياته التي لا تزال مخطوطاتها موجودة «طيف الخيال»، و«عجيب غريب» و«المتيم وضائع اليتيم». تعتبر أعماله تصوير حي لعصره. وصفه المؤرخ المقريزى بأنه كان كثير المجون والشعر البديع، وأن كتابه طيف الخيال لم يصنف مثله في معناه.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي