قد أهدي الإثراء في الإيفاض لي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قد أهدي الإثراء في الإيفاض لي لـ عماد الدين الأصبهاني

اقتباس من قصيدة قد أهدي الإثراء في الإيفاض لي لـ عماد الدين الأصبهاني

قد أُهدِيَ الإثراءُ في الإيفاضِ لي

مذ فاضَ لي بالرَّحبِ بحرُ الفاضلِ

قد عاضَ لي ملقاهُ من فقري غنىً

ما زالَ صَرْفُ الدَّهرِ منه عاضلي

كم من مُنىً ظَلَّتْ وعاودتِ الهدى

بلقائهِ حتى غلبتُ مناضلي

عاينتُ طَوْدَ سكينةٍ ورأيتُ شم

س فضيلةٍ ووردتُ بحرَ فواضلِ

ولقيتُ سَحْبانَ البلاغةِ ساحباً

ببيانهِ ثوبَ الفخارِ لوائلِ

أَبصرتُ قُساً في الفصاحةِ معجزاً

فعرفتُ أَنيّ في فَهاهةِ باقِلِ

حلفُ الفصاحةِ والحصافةِ والسّما

حةِ والحماسةِ والتُّقى والنائلِ

بحرٌ من الفضلِ الغزيرِ خِضَمُّهُ

طامي العُبابِ ومالهُ من ساحلِ

وجميع ما في الأرض سبعة أَبحر

وبحوره تُسمْى بعشر أَنامل

في كفِّهِ قلمٌ يُعجِّلُ جريُهُ

ما كان من أجلٍ ورزقٍ آجلِ

يجري ولا جَرْيَ الحسام إذا مضى

حدّاهُ بل جَرْيَ القضاء النازلِ

نابتْ كتابتُهُ منابَ كتيبةٍ

كُفِلَتْ بهزمِ كتائبٍ وجحافلِ

كم جادَ إسعافاً لعافيهِ وكم

أَملى التجاحَ على رجايَ الآملِ

بيراعهِ أَبداً يُراعى عالمٌ

في سِرْبهِ ويُراعُ سربُ الجاهلِ

فعدُّوهُ في عَدْوهِ ووليُّهُ

في عَدْلهِ يا حُسْنَ عادٍ عادلِ

ريّانُ من ماءِ التُّقى صاد إلى

كَسْبِ المحامدِ وهي خيرُ مناهلِ

غَطّتْ فضيلتُهُ نقيضةَ دهرِنا

عنّا وأَذهبَ حَقُّهُ بالباطلِ

كفلتْ كفايتُه بكلِّ فضيلةٍ

أَكرمْ بكافٍ للفضائلِ كافلِ

أَكرمْ به من خِدْنِ إفضال وذي

فَضْلٍ لأهل الشام شافٍ شاملِ

ما حلَّ في بلدٍ فكانَ مَحَلُّهُ

إلاّ محلَّ حياً بروضٍ ماحلِ

ففداءُ حزمِكَ كلُّ غاشٍ غاشمٍ

وفداءُ فضلكَ كلُّ غافٍ غافلِ

يا أَوحدَ العصرِ الذي بزَّ الورى

فضلاً بغيرِ مشاكهٍ ومشاكلِ

يا أفضلَ الفصحاءِ بل يا أَفصحَ ال

بلغاءِ منفرداً بغيرِ مساجلِ

يا حالياً بالفضلِ حلِّ تفضلاً

منِّي بجدِّك جيدَ خطٍّ عاطلِ

كم ناقصٍ إدبارهُ قد ردَّني

لكنّما إقبالُ فضلكَ قابلي

قد كان هذا الشّامُ لولا أنتمُ

روعَ المقيمِ بهِ وروحَ الرَّاحلِ

كيف السّبيلُ إلى نجاحِ مقاصدي

ومحاسني وهي العيوب وسائلي

ما لي وجاه الجاهلين فأغنني

عنهم كفيتَهُمُ وجُدْ بالجاهِ لي

جُدْ لي بمنّتكَ الضعيفة مُنّتي

عنها وأَثقلْ من جميلك كاهلي

أَرجوك معتنياً لدى السُّلطان بي

كرماً فمثلُكَ يَعتني بأَماثلي

تُوفي وليّكَ دَيْنَ مَجْدٍ عاقَهُ

ليُّ الوعودِ من الزَّمانِ الماطلِ

قرِّرْ ليَ الشُّغلَ المبجّلَ مخلياً

بالي من الهمِّ المقيم الشّاغلِ

لا زلتَ غيثَ مكارمٍ وبقيتَ غَوْ

ثَ أَكارمٍ وسلمتَ كهفَ أَفاضلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قد أهدي الإثراء في الإيفاض لي

قصيدة قد أهدي الإثراء في الإيفاض لي لـ عماد الدين الأصبهاني وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن عماد الدين الأصبهاني

محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد بن أله أبو عبد الله عماد الدين الأصبهاني. مؤرخ عالم بالأدب، من أكابر الكتاب، ولد في أصبهان، وقدم بغداد حدثاً، فتأدب وتفقه. واتصل بالوزير عون الدين "ابن هبيرة" فولاه نظر البصرة ثم نظر واسط، ومات الوزير، فضعف أمره، فرحل إلى دمشق. فاستخدم عند السلطان "نور الدين" في ديوان الإنشاء، وبعثه نور الدين رسولاً إلى بغداد أيام المستنجد ثم لحق بصلاح الدين بعد موت نور الدين. وكان معه في مكانة "وكيل وزارة" إذا انقطع (الفاضل) بمصر لمصالح صلاح الدين قام العماد مكانه. لما ماتَ صلاح الدين استوطن العماد دمشق ولزم مدرسته المعروفة بالعمادية وتوفي بها. له كتب كثيرة منها (خريدة القصر - ط) وغيره، وله (ديوان شعر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي