قالوا صبرت على المكروه من نفر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة قالوا صبرت على المكروه من نفر لـ الطغرائي

اقتباس من قصيدة قالوا صبرت على المكروه من نفر لـ الطغرائي

قالوا صبرتَ على المكروهِ من نَفَرٍ

لو شئتَ حكَّمْتَ فيهمْ كفَّ مُنتَصِرِ

تعدو عليكَ رجالٌ لو هممتَ بهِمْ

صاروا فرائسَ بين النابِ والظُّفُرِ

تُغْضِي إِلى أنْ يقالَ العجزُ ألزَمهُ

ذُلّاً وتصبرُ حتى لاتَ مصطَبرِ

حتامَ تحلِم منهم غيرَ منتقِمٍ

والحِلْمُ ينزعُ أحياناً إِلى الخَوَرِ

وهَبْهُمُ الماءَ موّاراً على حَجَرٍ

والماءُ ينقرُ في صَلْدٍ من الحجرِ

فقلتُ إنَّهُمُ عندي وكيدُهُمُ

كالكلبِ إذْ باتَ يعوي صفحةَ القمرِ

إنِّي أبَتْ ليَ أخلاقٌ مهذَّبةٌ

أنْ أُسْلِمَ الحلْمَ بينَ الحِقْدِ والضَّجَرِ

بالرِفقِ أبلُغُ ما أهواهُ من أَرَبٍ

وصاحبُ الخُرْقِ محمولٌ على خَطَرِ

والسمُّ يبلغ في رِفْقٍ مكيدَتهُ

ما ليس يبلغُ كيدَا الصابِ والصَّبرِ

والحِقْدُ كالنارِ في الزندين إنْ تُرِكا

تكمُن وإن أغرِيا بالقَدْحِ تستَعِرِ

وربما ائتَلفَ الضِّدانِ فاعتدَلا

والماءُ والنارُ في نَضْرٍ من الشَّجَرِ

وأكثرُ الناس من يُشقَى بصحبتِه

ومصطَلِي النارِ لا يخلو من الشَّررِ

تشابهٌ في طِباعِ الشَّرِّ بينهمُ

على اختلافٍ من الأهواءِ والصُّوَرِ

يمضي السِّنانُ على مِقدارِ مُنَّتِه

في الطعنِ والوخز أقصَى منه بالإبرِ

إنْ يضطهدْنِيَ مَنْ دونِي فلا عَجَبٌ

هو الزمانُ يصيدُ الصقرَ بالنغرِ

تباركَ اللّهُ عدلاً في قضيّتِهِ

بحكمهِ راعَ ظبياً صولةُ النَّمِرِ

فلا ترومَنَّ إنصافاً وقد شَهِدَتْ

مخالبُ الليثِ أن الظلمَ في الفِطَرِ

قد يُحْرَمُ المرءُ نصراً من أقاربِهِ

حتَّى من السمعِ فيما نابَ والبصَرِ

ويرزقُ النصرَ ممَّن لا يُناسِبُهُ

كما يؤيَّدُ أزرُ القوسِ بالوَتَرِ

ولا يغرَّنْكَ نَورٌ راقَ منظرُهُ

إذا تفتَّقَ عن مُرٍّ من الثَّمَرِ

قد يُدرِكُ الغايةَ القُصْوَى على مَهَلٍ

أخو الهوينا وقد ينبتُّ ذو الخُصُرِ

فاقْنَعْ بميسورِ ما جادَ الزمانُ بهِ

وطالما رَضِيَ المكفوفُ بالعَوَرِ

وربما كان فضلُ المرءِ متلَفَةً

وإنما تلفُ الأصدافِ بالدُّرَرِ

والمرءُ يحسِبُ ما يأتيهِ من حَسَنٍ

منه وينسُبُ ما يجني إِلى القَدَرِ

رُزْنَا الأمورَ فلم نعرفْ حقائِقَها

من بعد فكرٍ فصار الخُبْرُ كالخَبَرِ

فارشحْ بخيرٍ وإن أعيتْكَ مقدرةٌ

فالغُصنُ يُحْطَبُ إن لم يعطِ بالثَّمرِ

والعيشُ كالماء قد يصفو لِشاربِهِ

حيناً ويُشربُ أحياناً على كَدَرِ

حُمْنا عليهِ فلما حانَ مورِدُنا

أقامنا الخوفُ بين الوِرْدِ والصَّدَرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة قالوا صبرت على المكروه من نفر

قصيدة قالوا صبرت على المكروه من نفر لـ الطغرائي وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن الطغرائي

الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد أبو إسماعيل مؤيد الدين الأصبهاني الطغرائي. شاعر، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ، ولد بأصبهان، اتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب الموصل) فولاه وزارته. ثم اقتتل السلطان مسعود وأخ له اسمه السلطان محمود فظفر محمود وقبض على رجال مسعود وفي جملتهم الطغرائي، فأراد قتله ثم خاف عاقبة النقمة عليه، لما كان الطغرائي مشهوراً به من العلم والفضل، فأوعز إلى من أشاع اتهامه بالإلحاد والزندقة فتناقل الناس ذلك، فاتخذ السطان محمود حجة فقتله. ونسبة الطغرائي إلى كتابة الطغراء. وللمؤرخين ثناء عليه كثير. له (ديوان شعر - ط) ، وأشهر شعره (لامية العجم) ومطلعها. أصالة الرأي صانتني من الخطل. وله كتب منها (الإرشاد للأولاد - خ) ، مختصرة في الإكسير.[١]

تعريف الطغرائي في ويكيبيديا

العميد فخر الكتاب مؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الدؤلي الكناني المعروف بالطغرائي (455 - 513 هـ/ 1061 - 1121م) شاعر، وأديب، ووزير، وكيميائي، من أشهر قصائدة لامية العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الطغرائي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي