في مثلها يتغنى البدو والحضر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة في مثلها يتغنى البدو والحضر لـ عبد المحسن الكاظمي

اقتباس من قصيدة في مثلها يتغنى البدو والحضر لـ عبد المحسن الكاظمي

في مثلِها يتغنّى البدو وَالحَضَر

وَدونها تقف الأَلباب وَالفكرُ

سُبحان مبدعها مِن لَيلَة زهرت

فَعادَ من حاسديها الأَنجم الزهرُ

كَأَنَّنا في نَواديها عَلى ثغب

يَشفي غَليل الحَشا سلساله الحضرُ

راقَت فَلا نطق من عائِب سمج

فيها وَلا نظر من غاضِب شزرُ

كَلَيلة القَدرِ إِلّا أَنَّها قصرت

وَكلّ ليل وصال شأنه القصرُ

توحي إِلَيكَ منَ الأَشعار أَفضلها

وَتلك توحي بِها الآيات وَالسورُ

يَستَنبِط الفكر مِنها كلّ قافية

يَعرو الفصيح لَدَيها العيّ وَالحصرُ

وَالقول يحمد في العليا وَأَحمده

لمثلها في عياب الفكر يدّخرُ

أَصاخ كلّ أَخي شوق بها طربا

وَجاذب الورق في أَلحانه الوترُ

تَحنو عَلى الصبّ بالبشرى تعهّده

كَما تَعهد ظَمآن الربى المطرُ

تَطوي وَتنشر من لَهوٍ وَمن طرق

ما تَنطَوي عنده الدنيا وَتَنتَشِرُ

يَبدو وَيظهَر في بادي مَحاسنها

ما كانَ يخفى من الحسنى وَيستَترُ

حلا لكلّ مشوق طيب سامرها

وَطابَ للصحب في حافاتها السمرُ

يَروح في جذل منها وَفي عبق

مِمّا تبثّ مروط الغيد وَالأزرُ

يَطوف بالكاس فيها كلّ ذي هيف

يَكاد من رقّةٍ في الكأس ينهمرِ

مُهفهف القدّ عاطي الجيد أتلفه

يَكاد من نسمات الروض ينأطرُ

كأَنَّه ملك في زيّ كاعبة

تني خطاها حياء ثمّ تبتدرُ

فتّانة اللّحظِ لَو مرّت بِناظِرها

عَلى النَواسِك من أَلحاظها سكروا

تَوهّمت اِحمرار الطرف شائنها

قَد زانَ طرفك يا فتانة الحورُ

أغضي فيلفت مِن قَلبي تلفّتها

كأمّ خشف لوى من جيدها الذعرُ

يا قَلب حسبكُ ما أَضناكَ من كلفٍ

فَلا تزدكَ جوى تلك المها العفرُ

مَن كان تأسر أَسدَ الغاب سطوتُه

قَد عادَ تَأسره الأَجياد وَالطررُ

كَأَنَّما السلم حربٌ غير أَنَّ بها

عين الظباء عَلى الآساد تنتصرُ

يا حَبَّذا ليلة في مصر زاهيَة

لَها عَلى العُصُرِ الأَوضاح وَالغررُ

تُمحى رسوم اللَيالي مولية

جَلالُها في اللَيالي لَيسَ يندثرُ

وَلَم تَجِد أُول الأَيّام مولية

أَسمى التَهاني كَما جادَت بِها الأخرُ

أَصخ إِلى القبّة العَلياء عَن كثب

هناك تلقَ المَعالي كَيفَ تبتَكرُ

وَاِشهَد بِعَينيك آيات سمعت بها

يأتي العيانُ بما لَم يأته الخبرُ

وَاِنظر بفكرك تدرك من بدائعها

ما قَد تخاوص عَن إِدراكه النظرُ

في كُلِّ مسرح طرف روضة أنف

يَضفو عَلى كلّ أفق بردها العطرُ

تدبّ فيها أَمانيُّ المشوق كَما

تَنساب في ظلّها الأَنهار وَالغُدرُ

بِعابدين وَما أَدراك ما نظموا

بَعابدين وَما أَدراك ما نثروا

في كُلِّ مَنظومِ عقد من فرائدها

أَشعّة من شموس الحسن تنتثرُ

في كُلِّ موضعِ كفّ من حجارتها

يَنابع من ضروبِ الخير تَنفجرُ

خَمائِل المَجدِ تندى في خَمائلها

وَوابِل الجودِ من أَعطافها همرُ

يَزهو بِمختلفِ الأَنوار زخرفها

كَما تلون في خدّ الضُحى الزهرُ

في صفحةِ البدرِ منها منظرٌ بهجٌ

وَفي جَبين الضُحى من حسنها أثرُ

جاؤوا فرادى وَأَزواجاً وَلا عجب

مثل الحَجيج زرافات لَها نَفَروا

مَشوا وَأَكبدهم تَمشي أَمامَهم

لَم يَثنها صغر عنها وَلا كِبَرُ

ضاقَت بِهِم رحبات الأَرض واِزدَحَمَت

ذرى المَنازِل وَالساحات وَالحجرُ

صَفا الزَمان وَراقَ الورد وَالصَدر

وأقبل الدهر يولينا وَيعتَذِرُ

في لَيلَة بلغت منّا عشيّتها

ما لَيسَ تبلغه الآصال وَالبكرُ

جاءَت تريك عَلى مهل مآثرها

وَجاءَ يَركض في آثارِها السحرُ

تُريك أَقصى الأَماني كَيفَ تنشدها

وَكَيفَ يَنجاب عنك الهمّ وَالكَدرُ

تُريكَ كَيفَ يزفّ المجد ربته

وَكَيفَ تقرن فيها الشمس وَالقَمَرُ

وَكَيفَ تنتظم الدنيا بِطلعَتِها

وَكَيفَ تنتثر الأَزهار وَالبَدرُ

كَذا ليفترّ ثغر الدهرِ عَن عرس

لِمثله حسنات الدهر تفتقرُ

إِلَيكَ يا صاحِب القطرين تهنئةً

لَم يلمح السمع شرواها وَلا البَصرُ

قَد هنّأتك المَعالي وَهيَ حالية

بدرّة أَرخصت من دونها الدررُ

تعزى إِلَيكَ فَيَسمو قدرها شرفاً

وَربّ ذي شرفٍ يعزى فَينحَدِرُ

إِن فاخرت بك لَم تترك لدى أَحدٍ

فَخراً به في سَماء المَجد يَفتَخِرُ

عَزيز مصر وَما مصر ببالغة

نضارة العيش لَولا عهدك النضرُ

أَنتَ المَليك الَّذي من دون أَخمصه

سمت عروش العلا واِزدانَتِ السررُ

أَنتَ المَليك الَّذي أَربى عَلى ملك

سالَت بأنعمه الوديان وَالجزرُ

أعيذُ ملكك أَن تنتابه نوبٌ

وَأَن يحيق به من طامع خطرُ

لِتغف عَيناه وَلتأمن حشاشته

مِمّا يروع فَأَنتَ الساهِر الحذرُ

خٌذ مِن زَمانك ما يَحلو وَدَع فئة

نَصيبها في الزَمان الصاب وَالصَبرُ

وَسِر بعزمك فيما أَنت آمله

فَالحزمُ مُكتمل وَالرأي مختمرُ

لَو كانَ عندهمُ في كلّ نازِلةٍ

ما كانَ عندك ما ضيموا وَلا قهروا

حميّة ترمض الآفاق جمرتها

وَغيرة تَتوارى عندها الغيرُ

وَعَزمة يفزع الأَفلاك مضربها

إِذا اِنتَضاها أَخوها الصارِم الذكرُ

وَنخوة تنزلُ الدنيا بِساحتها

وَهمّة يَنطَوي في نشرها البشرُ

وَوَثبة تستفزّ الكون سيرتها

إِذا تَداوَلَت الأَذكار وَالسيرُ

هَذي شَمائِل عبّاس فَلا عجبٌ

إِذا تَعالى أَبوها الضيغم الهصرُ

شَمائِل تَنجَلي عَن كلّ مكرمةٍ

إِذا أَتاها أَخو الآمال يختبرُ

يرتدّ رائدها بين الوَرى ثملاً

كَأَنَّها من قطاف الكرم تعتصرُ

لجا المَروعُ لعبّاس فكانَ لَهُ

منجاة وَالهُوَّة العَمياء تَحتَفِرُ

أوَوا إِلى جبل آواهُم زَمَناً

وَلَم يَكُن لهم من دونه وزرُ

كَم عقدةٍ حلّها وَالخطب معترض

وَغلّة بلّها وَالقَلب مستعرُ

كأنّ عبّاس في ماضي عَزيمته

أَبو تُراب وَفي تدبيره عمرُ

هَذا المَليك الَّذي أَضحَت مآثره

مثل النُجوم وَلكن لَيسَ تنحصرُ

كَذا لتبق لَياليك الحسان لنا

وَهَكَذا فلتدم آياتك الغررُ

وَليحي عرشُك وَلتعل الحياة به

وَعرش شانيك في الأَيام يحتضرِ

لا زالَ مُلكك مَحموداً بِمالِكِهِ

وَعصر حكمك تَعنو دونه العصرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة في مثلها يتغنى البدو والحضر

قصيدة في مثلها يتغنى البدو والحضر لـ عبد المحسن الكاظمي وعدد أبياتها أربعة و سبعون.

عن عبد المحسن الكاظمي

عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم. من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد. ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً. ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان. قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.[١]

تعريف عبد المحسن الكاظمي في ويكيبيديا

عبد المحسن بن محمد بن علي الكاظمي (20 أبريل 1871 - 1 مايو 1935) (30 محرم 1288 - 28 محرم 1354) عالم مسلم وشاعر عراقي عاش معظم حياته في مصر. ولد في محلة دهنة في بغداد ونشأ في الكاظمية وإليها ينسب. كان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف. حاول والده أن يدخله التجارة لكنّه لم يَمِل إليها، فتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، واستهواه الأدب فنهل من علومه وحفظ كثيرًا. اتصل بالجمال الدين الأفغاني حين مرّ بالعراق، فطارده العهد الحميدي ففر إلى إيران ومنها إلى عشائر العراق وإمارات الخليج، وللهند ثم إلى مصر، فلاذ بالإمام محمد عبده الذي رحّب به، وأغدق عليه فأقام في مصر في كنفه، ولمّا توفي الإمام، ضافت به الأحوال وأصيب بمرض يقال أذهب بعض بصره، فانزوى في منزله في مصر الجديدة في القاهرة حتى توفّي. تميّز بخصب قريحته وسرعة بديهته وذوق رفيع سليم وألفاظ عذبة رنّانة، وكان يقول الشعر ارتجلاً وتبلغ مرتجلاته الخمسين بيتًا وحتى المئة أحيانًا. يلقب بـأبو المكارم و شاعر العرب ويعد من فحول الشعراء العرب في العصر الحديث. ضاع كثير من مؤلفاته وأشعاره أثناء فراره من مؤلفاته ديوان الكاظمي في جزآن صدرته ابنته رباب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي