في الشيب زجر له لو كان ينزجر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة في الشيب زجر له لو كان ينزجر لـ البحتري

اقتباس من قصيدة في الشيب زجر له لو كان ينزجر لـ البحتري

في الشَيبِ زَجرٌ لَهُ لَو كانَ يَنزَجِرُ

وَواعِظٌ مِنهُ لَولا أَنَّهُ حَجَرُ

اِبيَضَّ ما اِسوَدَّ مِن فَودَيهِ وَاِرتَجَعَت

جَلِيَّةُ الصُبحِ ما قَد أَغفَلَ السَحَرُ

وَلِلفَتى مُهلَةٌ في الحُبِّ واسِعَةٌ

ما لَم يَمُت في نَواحي رَأسِهِ الشَعرُ

قالَت مَشيبٌ وَعِشقٌ دُحتَ بَينَهُما

وَذاكَ في ذاكَ ذَنبٌ لَيسَ يُغتَفَرُ

وَعَيَّرَتني سِجالَ العُدمِ جاهِلَةً

وَالنَبعُ عُريانُ ما في فَرعِهِ ثَمَرُ

وَما الفَقيرُ الَّذي عَيَّرتِ آوِنَةً

بَلِ الزَمانُ إِلى الأَحرارِ مُفتَقِرُ

عَزّى عَنِ الحَظِّ أَنَّ العَجزَ يُدرِكُهُ

وَهَوَّنَ العُسرَ عِلمي في مَنِ اليُسُرُ

لَم يَبقَ مِن جُلِّ هَذا الناسِ باقِيَةً

يَنالُها الوَهمُ إِلّا هَذِهِ الصُوَرُ

بُخلٌ وَجَهلٌ وَحَسبُ المَرءِ واحِدَةٌ

مِن تينِ حَتّى يُعَفّى خَلفَهُ الأَثَرُ

إِذا مَحاسِنِيَ اللاتي أُدِلُّ بِها

كانَت ذُنوبي فَقُل لي كَيفَ أَعتَذِرُ

أَهُزُّ بِالشِعرِ أَقواماً ذَوي وَسَنٍ

في الجَهلِ لَو ضُرِبوا بِالسَيفِ ما شَعَروا

عَلَيَّ نَحتُ القَوافي مِن مَقاطِعِها

وَما عَلَيَّ لَهُم أَن تَفهَمَ البَقَرُ

لَأَرحَلَنَّ وَآمالي مُطَرَّحَةٌ

بِسُرَّ مَن راءَ مُستَبطاً لَها القَدَرُ

أَبَعدَ عِشرينَ شَهراً لا جَدىً فَيُرى

بِهِ اِنصِرافٌ وَلا وَعدٌ فَيُنتَظَرُ

لَولا عَلِيُّ بنَ مُرٍّ لَاِستَمَرَّ بِنا

خِلفٌ مِنَ العَيشِ فيهِ الصابُ وَالصَبِرُ

عُذنا بِأَروَعَ أَقصى نَيلِهِ كَثَبٌ

عَلى العُفاةِ وَأَدنى سَعيِهِ سَفَرُ

أَلَحَّ جوداً وَلَم تَضرُر سَحائِبُهُ

وَرُبَّما ضَرَّ في إِلحاحِهِ المَطَرُ

لا يُتعِبُ النائِلُ المَبذولُ هِمَّتَهُ

وَكَيفَ يُتعِبُ عَينَ الناظِرِ النَظَرُ

بَدَت عَلى البَدوِ نُعمى مِنهُ سابِغَةٌ

وَفراءُ يَحضُرُ أُخرى مِثلَها الحَضَرُ

مَواهِبٌ ما تَجَشَّمنا السُؤالَ لَها

إِنَّ الغَمامَ قَليبٌ لَيسَ يُحتَقَرُ

يُهابُ فينا وَما في لَحظِهِ شَرَرٌ

وَسطَ النَدِيِّ وَلا في خَدِّهِ صَعَرُ

بَردُ اَحَشا وَهَجيرُ الرَوعِ مُحتَفِلٌ

وَمَسعَرٌ وَشَهابُ الحَربِ مُستَعِرُ

إِذا اِرتَقى في أَعالي الرَأيِ لاحَ لَهُ

ما في الغُيوبِ الَّتي تَخفى فَتَستَتِرُ

تَوَسَّطَ الدَهرَ أَحوالاً فَلا صِغَرٌ

عَنِ الخُطوبِ الَّتي تَعرو وَلا كِبَرُ

كَالرُمحِ أَذرُعُهُ عَشرٌ وَواحِدَةٌ

فَلَيسَ يُزرى بِهِ طولٌ وَلا قِصَرُ

مُجَرِّبٌ طالَما أَشجَت عَزائِمُهُ

ذَوي الحِجى وَهوَ غِرٌّ بَينَهُم غُمُرُ

آراؤُهُ اليَومَ أَسيافٌ مُهَنَّدَةٌ

وَكانَ كَالسَيفِ إِذ آراؤُهُ زُبَرُ

وَمِصعِدٌ في هِضابِ المَجدِ يَطلَعُها

كَأَنَّهُ لِسِكونِ الجَأشِ مُنحَدِرُ

مازالَ يَسبِقُ حَتّى قالَ حاسِدُهُ

لَهُ طَريقٌ إِلى العَلياءِ مُختَصَرُ

حُلوٌ حَميتٌ مَتى تَجنِ الرَضا خُلُقاً

مِنهُ وَمُرٌّ إِذا أَحفَظتَهُ مَقِرُ

نَهَيتُ حُسّادَهُ عَنهُ وَقُلتُ لَهُم

السَيلُ بِاللَيلِ لا يُبقي وَلا يَذَرُ

كُفّوا وَإِلّا كَفَفتُم مُضمِري أَسَفٍ

إِذا تَنَمَّرَ في إِقدامِهِ النَمِرُ

أَلوى إِذا شابَكَ الأَعداءَ كَدَّهُمُ

حَتّى يَروحُ وَفي أَظفارِهِ الظَفَرُ

وَاللَومُ أَن تَدخُلوا في حَدِّ سَخطَتِهِ

عِلماً بِأَن سَوفَ يَعفو حينَ يَقتَدِرُ

جافي المَضاجِعِ لا يَنفَكُّ في لَجَبٍ

يَكادُ يُقمِرُ مَن لَآلائِهِ القَمَرُ

إِذا خُطامَةُ سارَت فيهِ آخِذَةٌ

خِطامَ نَبهانَ وَهيَ الشَوكُ وَالشَجَرُ

رَأَيتَ مَجداً عِياناً في بَني أُدَدٍ

إِذ مَجدُ كُلِّ قَبيلٍ دونَهُم خَبَرُ

أَحسِن أَبا حَسَنٍ بِالشِعرِ إِذ جَعَلَت

عَلَيكَ أَنجُمُهُ بِالمَدحِ تَنتَثِرُ

فَقَد أَتَتكَ القَوافي غِبَّ فائِدَةٍ

كَما تَفَتَّحُ غِبَّ الوابِلِ الزَهَرُ

فيها العَقائِقُ وَالعِقيانُ إِن لُبِسَت

يَومَ التَباهي وَفيها الوَشيُ وَالحِبَرُ

وَمَن يَكُن فاخِراً بِالشِعرِ يُمدَحُ في

أَضعافِهِ فَبِكَ الأَشعارُ تَفتَخِرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة في الشيب زجر له لو كان ينزجر

قصيدة في الشيب زجر له لو كان ينزجر لـ البحتري وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي