فيا من يؤمل هذا الجنابا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فيا من يؤمل هذا الجنابا لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة فيا من يؤمل هذا الجنابا لـ لسان الدين بن الخطيب

فَيا مَنْ يؤمِّلُ هذا الجَنابَا

أنَخْتَ بعَقْوَةِ رَعْي العُهودْ

بَلَغْتَ بيوسُفَ مَثْوى الضّيوفِ

وَوِرْدَ النّدى ومُناخَ الوفودْ

ثِمالُ الفَقيرِ ويُسْرُ العَسير

وكَهْفُ الغَريبِ ومأوى الطّريدْ

تَقَيّلَ أخْلاقَ كسْبِ الثّناءِ

فأيّدَ طارفَها بالتّلِيدْ

ولمّا استَتَمّ بناءَ العُلى

وأحْرزَ شأْوَ الَلالِ البَعيدْ

وأيْقَنَ أنْ لمْ يَدَعْ غايَةً

لراجٍ ولا موْضِعا للمَزيدْ

وأنّ الدّيارَ جُسومُ الجُسومِ

تولّى إقامَةَ قصْرٍ مَشيدْ

تخيّرَ أعْظَمَهُ مَرْمَرا

فجاءوا بكُلِّ قويٍّ شَديدْ

لتُحْكَمَ قوّةُ ترْكيبِه

بطَبْعٍ صَحيحٍ وعُمْرٍ مَديدْ

وجاءَتْ تجُرُّ إليْهِ الصّخورَ

عَمالقَةٌ منْ كُفاةِ الحُشودْ

إذا جَذَبوها إليْهِمْ حَنَوْا

ظُهوراً ومَدّوا له كُلَّ جِيدْ

كأنّهُمُ عَبَدوا صَخْرَةً

وذلِكَ هَيْنَمَةٌ بالسّجودْ

كأنّ الأساطينَ مهْما نظَرْتَ

إلَيْها موَسَّدةً فوقَ عُودْ

مُهودٌ توسّدَها توْأَمٌ

مُقَمّطَةٌ منْ بَناتِ الصّلودْ

كأنّ بأفْلاكِ أعْجالِها

سَحاباً بِها قِطَعٌ منْ جَليدْ

سَفائِنُ تَخْرِقُ بحْرَ الفَلا

وتَلْحَقُ نحْوَكَ بِيداً فَبيدْ

كأنّ الصّواري على ظهْرِها

طُرِحْنَ مَخافةَ هوْلٍ شَديدْ

وإمّا أُعِدّتْ فأعْجازُ نَخْلٍ

تفطّرَ عنْ طَلْعِ يُمْنٍ نَضيدْ

تولّى عُطارِدُ إتْقانَها

وقابَلَها منْكَ سَعْدُ السّعودْ

وعُجْمُ مَهاً ماعرَفْنَ الكلامَ

عَذارَى بُنيّاتُ أمٍّ وَلودْ

كَواعِبُ تُخْجِلُ حُورَ الحِجالِ

بِيضُ الجُسومِ طِوالُ القُدودْ

لَبِسْنَ رِداءَ الصّباحِ الجَديدِ

وجَرّرْنَ ذَيْلَ الزّمانِ الجَديدْ

وقُلْنَ بْشِري بلِقاءِ الإمامِ

فجاءَتْ مُيَمِّمةً بالصّعيدْ

أمَوْلايَ عَبْدُكَ ما إنْ لَهُ

مَدى الدّهْرِ عنْ بابِكُم منْ مَحيدْ

أتَتْكَ تُقَرِّرُ عُذْرَ البَديهِ

على أنّها ذاتُ نَهْجٍ سَديْد

ولو أمْهَلَ الوقْتُ تَنْقيحَها

لجاوَزْتُ غايةَ عبْدِ الحَميدْ

فَلا باغَبيِّ ولا بالعَيِيِّ

ولا بالبَطيِّ ولا بالبَليدْ

بَقيتَ لبَذْلِ نَوالٍ وجُودٍ

ونَشْرِ بُنودِ ونَصْرِ جُنودْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة فيا من يؤمل هذا الجنابا

قصيدة فيا من يؤمل هذا الجنابا لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي