فقدتك دهرا كنت أفزع فقده

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فقدتك دهرا كنت أفزع فقده لـ ابن نباتة السعدي

اقتباس من قصيدة فقدتك دهرا كنت أفزع فقده لـ ابن نباتة السعدي

فقَدتُكَ دَهراً كنتُ أفزَعُ فقدَهُ

يُكلّفُني من كلِّ صَعبٍ أشَدَّهُ

أطعتُكَ في جِسْمٍ يُعرِّضُ جَنبَهُ

لكلِّ مَهزٍ يَسلُبُ السيفَ حَدَّهُ

وإنْ كانَ عبداً ليس يُغضبُ ربَّهُ

فإنّكَ مولى ليسَ يَرحَمُ عَبْدَهُ

ألا يا نَديمي من تميمِ بنِ خِندِفٍ

من الناسِ من لا يكتُم الدمعُ وجدَهُ

يَعزُّ على من لمتُهُ لو علمتُهُ

تَبدُّدُ دُرٍّ طالما صانَ عِقدَهُ

أدِرْ لي كؤوساً من دُموعي وغَنني

على حَرِّ صدرٍ كنتُ أحقِرُ بَردَهُ

وبدرُ تمامٍ بِتُّ ألثُمُ رِجلَهُ

وأُكْبِرُهُ عن أنْ أُقَبِّلَ خَدَّهُ

تَعَشَّقْتُ فيه كلَّ شيءٍ يَودهُ

من الجورِ حتى بتُّ أعشَقُ صدَّهُ

تَخطى إليَّ الليلُ يدفَعُ صَدرهُ

مِراراً وأحياناً يمزِقُ بُرْدَهُ

عَجِبْتُ لهُ يُخفي سُراه ووَجْهُهُ

به تُشرِقُ الدُنيا وبالشّمسِ بَعْدَهُ

ولابدّ لي من جَهلَةٍ في وِصالِهِ

فَمن لي بخلٍّ أُودِعُ الحِلْمَ عِنْدَهُ

وما النّاسُ إلاّ باخِلٌ بتُراثِهِ

وأبخَلُ منه منْ تطلّبتَ عَهْدَهُ

منحتكَ ودّي يا عليُّ بنَ تغلِبٍ

وإنْ أنتَ لم تَحْفَظْ لإلفِكَ وُدَّهُ

فكمْ من خليلٍ ما تمنيتُ قُربَهُ

فجربتُهُ حتى تمنيتُ بُعْدَهُ

تُطالبُني نفسي بكلِّ عظيمة

أرُدُّ بها صدرَ الزّمانِ وزَنْدَهُ

وما للفتى في حادثِ الدّهْرِ حيلة

إذا نَحسُهُ في الشيءِ قابلَ سَعْدَهُ

أرى هِمَمَ المرءِ اكتئاباً وحسرةً

عليه إذا لم يُسْعِدِ اللهُ جدَّهُ

ويَصدُقُني في كلِّ ظنٍ أظُنُّهُ

فُؤادٌ إذا أمطيتُهُ الهمَّ كَدَّهُ

وغَضبانَ من عزمٍ وسيفٍ كلاهُما

أخو ثقةٍ لو مَسّ ثَهلانَ هَدَّهُ

ألا مَن عَذيري من زمانٍ مُغَفَّلٍ

ثعالبُهُ بالجَدِّ تَقهَرَ أُسْدَهُ

أأشرَبُ فيه الصّابَ صرفاً وأهلُهُ

دِماؤهُم عندي تُعادِلُ شُهْدَهُ

وقد زعموا أنّي حنِقْتُ عليهِمُ

وما حَنَقي إلاّ على الدّهْرِ وحْدَهُ

فدتْ صاعداً يومَ الوَغى كل صَعْدَةٍ

وكلُّ سِنانٍ يجعَلُ القَلبَ وكدَهُ

فلستُ أخافُ الدّهرَ بعد تشَبُّثي

بأثوابِهِ فليبلغ الدّهْرُ جَهْدَهُ

رميتُ به في نحرِهِ وكأنّهُ

حُسامٌ غداةَ الرّوعِ فارق غِمْدَهُ

وحكّمني حتى لو أني سألته

شَبابي وقد ولّى به الشيبُ رَدَّهُ

فمَنْ حاتِمٌ في الجودِ لو أنّ حاتِماً

رآه غَدا في النّاسِ يَطلُبُ رِفدَهُ

وذاكَ جوادٌ يَسبِقُ الوعدُ فعلَهُ

وهذا جوادٌ يسبِقُ الفِعْلُ وعدَهُ

ولولا قصورُ الشعرِ عن كنهِ وصفِه

لكنتُ أظنُّ الشعرَ يَعشَقُ مَجْدَهُ

أطاعَتُه في مدحهِ مستعيدَة

وغضباتُهُ في غيرهِ مُسْتَعدَّهُ

فَيا مَنْ إذا أفردْتُهُ من جُنودِهِ

رأيتُ المَعالي والمَحامِدَ جُنْدَهُ

لهجت بهذا الغيثِ حتى فَضحتَهُ

وبنيتَ في فعلِ المكارمِ زُهْدَهُ

فإنْ كنتَ قد أنضجتَ بالغيظِ صَدرَهُ

فكم سيداً أتعبتَ بالهزلِ جَدَّهُ

ومسترضعٍ في الحربِ شُدَّ قِماطُهُ

فحُلَّ ولما يَنقضِ الرُّعبُ شَدَّهُ

يَظنُّ الذي يَجري من الدّمِ دَرَّهُ

ويحسَبُ أكنافَ السّوابقِ مَهْدَهُ

ضربتَ بنصلِ السيفِ قِمةَ رأسِه

وصيرتَ في شتّى من الطيرِ لَحْدَهُ

وأشجعُ منه قد تَفرّجَ قلبُهُ

لخوفكَ حتى رمتَ بالرمحِ سَدَّهُ

أَنل هِمَمي يا ابن المهلَّبِ غايةً

أبذّ بها قبَّ الرّهانِ وجُرْدَهُ

ودعْ عنكَ ما طنّ الذّبابُ بمثلِه

من الشِّعرِ واقصِدْ مالكَ الشّعرِ قَصْدَهُ

متى يمتَدِحْ حُسناً وحاشاهُ مَدحُهُ

فما الحُسْنُ مذموماً وقد جازَ حَمْدَهُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة فقدتك دهرا كنت أفزع فقده

قصيدة فقدتك دهرا كنت أفزع فقده لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها أربعون.

عن ابن نباتة السعدي

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]

تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا

ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي