فعتيق سابقهم وليس بمنكر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فعتيق سابقهم وليس بمنكر لـ أيدمر المحيوي

اقتباس من قصيدة فعتيق سابقهم وليس بمنكر لـ أيدمر المحيوي

فَعتيقُ سابقُهم وَلَيسَ بِمُنكَرٍ

سَبقُ العَتيقِ وَفَضلُه لا يُجحَدُ

ذاكَ الَّذي نَشَأ الهُدى في حِجره

وَجَفاه فيهِ قَريبُهُ وَالأَبعَدُ

وَدَعا بِهِ الإِسلامُ أَولَ أَمرِهِ

فَأَجاب داعيَهُ وَما يَتَردَّدُ

قُل لي بعلمٍ فيهِ أَيُّ كَريمَةٍ

لَيسَت لَهُ تُروى وَعَنهُ تُورَدُ

مَن شَدَّ بِالتَصديقِ أَزرَ محمَّدٍ

وَاستَقرَب النَبأَ الَّذي يُستَبعَدُ

مَن فَكَّ أَعناقاً تُغلَّلُ خَشيَةً

لا نعمَةٌ تُجزى لَهُنَّ وَلا يَدُ

مَن راشَ ناهِضَةَ الرَسولِ بِمالِهِ

وَحَنا عَلَيهِ يذُبُّ عَنهُ وَيُسعِدُ

أَعطى وَآثر بِالكَثير زَمانَ لا

مُعطٍ يَجودُ وَلا قَليلٌ يُوجَدُ

سَل مُحكَم التَنزيل أَعدلَ شاهِدٍ

عَنهُ وَعَن أَيّامه فَسيشهدُ

وَصَلت يَداه جَناحَ أَحمَد إِذ غَدا

مِن قَومِهِ حَرِداً لِيَثربَ يَقصِدُ

آساه فَهوَ رَفيقُهُ وَكَفاه فَه

وَ معينُهُ وَهداه فَهوَ المرشدُ

وَأَنيسُهُ في الغارِ وَالفادي لَهُ

بِالنَفس حينَ يَجوسُهُ وَيَمهِّدُ

وَأَخوه في الإِسلام إِذ لَم يَتَّخذ

خِلا وَصاحِبُهُ الأَودّ الأَوكدُ

وَإِلَيهِ أَفضى بِالخِلافة بَعدَه

فَمَضى وَقلَّده الَّذي يتَقلَّدُ

فَمَشى عَلى آثاره متتبِّعا

لا قاصِرٌ عَنها وَلا مُتَزيِّدُ

فَقَد النبيّ المُسلمونَ وساسهم

صِدِّيقُهُ فَكَأَنَّهُم لَم يَفقِدوا

وَشَفى صُدورَ المُؤمنين بِخطبَةٍ

جَلَت الشُكوكَ فَنعمَ ذاكَ المَشهدُ

وَبِهَديهِ كُفِيَ الجَماعَةُ فِتنَةً

كادَت تفرِّقُ جَمعَهُم وَتبدّدُ

يَومَ السَقيفَةِ إِذ تَنازع أَهلُها

فَأَتى فَأَطفأَ نارَ شَرٍّ توقَدُ

قرَعَ المَسامعَ وَالقُلوبَ بِمَنطِق

لَو كانَ يَعقلُهُ لذابَ الجَلمَدُ

فَأَقَرَّ نافِرةَ القُلوبِ فَأَصبَحوا

راضين يَجمَعُهم جَميعاً مَسجدُ

وَتَدارك الإِسلامَ إِذ زَلَّت بِه

قَدَماه حينَ قَضى النَبيُّ مُحمَّدُ

عَصَفَت بِأَهل الدين ريحُ بَليَّةٍ

كادَت قناتهُمُ لَها تَتَأَوّدُ

إِذ شَقَّت العربُ العَصا وَتَقَطَّعوا

شيعاً تَضِلُّ عَنِ الهُدى وَتُعرِّدُ

من كاذبٍ وَصَلَ العُقوقَ وَظالِمٍ

مَنَعَ الحُقوقَ وَكافِرٍ لا يَسجُدُ

وَرَأى ذوو الإِسلام أَصوبَ رَأيهم

أَن لا تُمَدَّ إِلى نِزاعِهم يَدُ

حَذراً عَلى سَرح الهُدى مِن ذاعِرٍ

إِن هِيجَ لَم يُؤمَن عَلَيهِ تشرُّدُ

فَأَبت مَتانة عَزمِهِ وَيَقينِهِ

أَن يَستَقيد لِمَن ثَناه تقَيُّدُ

وَرَأَت حميَّتُهُ لِدينِ مُحمَّدٍ

أَن الهَوادَةَ فيهِ لَيسَت تُحمَدُ

فَسَطا بِسَيفِ اللَهِ يَضرِبُهُم بِهِ

ضَرباً يُقَرُّ به الهُدى وَيُوطَّدُ

حَتّى اِستَقاموا مُذعِنين لأَمره

وَبَدا لِجائِرِها الطريقُ الأَقصَدُ

فَقَضى مَآربَ سَيفِهِ حَتّى إِذا

رَشَدَ الغَويُّ وَأَذعنَ المُتَمَرِّدُ

عَطَفَت إِلى الرُوم الأَسِنّةَ شُرَّعا

عَزماتُ أَروعَ زَندُهُ لا يُصلدُ

الفُرسُ أَتحفَ رَبَّها بِهديَّةٍ

ما كانَ يُهدِي مثلَها مُتَوَدِّدُ

خَيلاً حَمَلنَ أسودَ بِيشةَ فَوقَها

بَأساً وَليسَ لَها ببيشة مَولِدُ

فَلَهُ عَلى الإِسلام غَيرَ خفِيَّةٍ

آثارُها مِننٌ بوادٍ عُوّدُ

فرعٌ نمته ذُؤابَةٌ تَيميَّةٌ

كرُمت وَطابَ فُروعُها وَالمحتدُ

تَنشقُّ عَنهُ سُرَّة الوادي الَّذي

ما حَلَّ ناحيتيه إِلا سَيّدُ

المُهتدي الهادي الَّذي اِنتَظَمَت لَهُ

غُرر المَناقب وَالفَعال الأَمجَدُ

وَخِتامُ باهِر فَضلِه اِستِخلافُهُ

عُمَرا عَشيَّة جاءَهُ ما يُوعَدُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة فعتيق سابقهم وليس بمنكر

قصيدة فعتيق سابقهم وليس بمنكر لـ أيدمر المحيوي وعدد أبياتها أربعون.

عن أيدمر المحيوي

أيدمر بن عبد الله التركي علم الدين المحيوي. شاعر له قصائد وموشحات جيدة السبك تركي الأصل من الموالي أعتقه بمصر محي الدين محمد بن محمد بن ندى فنسب إليه. اشتهر في العصر الأيوبي ولقب بالإمارة، وكان من معاصري بهاء الدين زهير وجمال الدين بن مطروح. ونعته ابن شاكر بفخر الترك. بقي من شعره (مختار ديوانه -ط) وكان له اشتغال بالحديث قال الشريف الحسيني كتب بخطه وحدث كثيراً وبقي حتى احتيح إلى ما عنده. وخرج لنفسه أربعين حديثاً من مسموعاته، وله شعر جيد. قال ابن سعيد المغربي فيه في كتاب المشرق: بأي لفظ أصفه لو حشدت جيوش البلاغة لفضله لم أكن لأنصفه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي