فؤادي بريع الظاعنين أسير

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فؤادي بريع الظاعنين أسير لـ مدثر بن إبراهيم بن الحجاز

اقتباس من قصيدة فؤادي بريع الظاعنين أسير لـ مدثر بن إبراهيم بن الحجاز

فؤادي بريع الظاعنين أسير

وحزني على فقد الكرام كبير

وقلبي نأى عني ويمم نحوهم

يقيم على آثارهم ويسير

ودمعي غزير السكب في عرصاتهم

وحالي سقيم والفؤاد كثير

إليك عذولي لا تحاول ملامتي

فكيف اكف الدمع وهو غزير

وان تباريحي بهم وصبا بني

عكوف بقلبي ما لهن عبور

وشوقي وحزني وادكاري وحرقتي

لهن رواح في الحشا وبكور

احن اذا غنت حمائم شعبهم

ويعتادني حر الجوى وزفير

واطرق ان فكرت أوقات وصلهم

وينزع قلبي نحوهم ويطير

واذكر من نجد جواري بأنسهم

وصفو زمان مر وهو سرور

وحالات قرب ما الذ زمانها

فينجد شوقي نحوهم ويغير

فيا ليت شعري عن محاجر حاجر

وساحات وصل حشوهن حبور

وعن هضبات بالحجاز ايانع

وعن اثلاث روضهن نضير

وعن عذبات البان يلعبن بالضحى

عليهن من حسن الملاحة نور

يرنحن السكر من شدة الهوى

عليهن كاسات النسيم تدور

فمن لي بأن أروى من الشعب شربة

بها الصفو يأتي والغموم تسير

ومن لي بأن ألفي لدى الحي برهة

وأنظر تلك الأرض وهي مطير

واسمع من سفح البشام عشية

تغاريد أطيار لهن زمير

فإن أخا الاشواق يطرب قلبه

بكاء حمامات لهن هدير

فيا جيرة الشعب اليماني بحقكم

أغيثوا شديد الحزن فهو أسير

ويا سادة العرب الكرام بعطفكم

صلوا أومر واطيف الخيال يزور

بعدتم ولم يبعد عن القلب حبكم

وتمثالكم دوماً إلى سمير

وبنتم وفي الأحشاء طنب ودكم

وغبتم وأنتم في الفؤاد حضور

أغار عليكم أن تراكم حواسدي

وأبعد عنكم والعدات نزور

ويزعجني ان شمت وصل شوامتي

وأحجب عنكم والمحب غيور

أحيباب قلبي هل سواكم لعلتي

مزيل بكيد النابيات بصير

ويا أهل ودي ما لنا غيركم نعم

طبيب بداء العاشقين خبير

غرستم بقلبي لوعة ثمراتها

غموم بها طرف الكئيب حسير

وأغلب أوقاتي من الضر والعنا

هموم لها حشو الفؤاد سعير

جيوش هواكم كل لمحة ناظر

على دهم صبري بالقتال تسير

وخيل جنود الشوق في كل برهة

على حصن قلبي بالغرام تغير

أعيروا عيوني نظرة من جمالكم

ومن بعدكم للمستجير اجيروا

ومنوا بتقريبي ولو بإعارة

وما كل من يلق الوصال يعير

أقام على قلبي وسمعي وناظري

وكلي مدى الأيام منك خفير

لا زمني في السقم والصحو والكرى

رقيت فما يخفى عليه ضمير

مرادي هواكم والهوان كرامة

لاجلكم والصب فهو صبور

وما مر يحلو والصعيب يهون لي

لحق هواكم والعسير يسير

أعد على ديني ودنياي بركم

وبركم للسائلين بحور

وانظر احسان الجناب وعطفه

فتنقلب الاحزان وهي سرور

وتأخذ قلبي نشوة عند ذكركم

يكاد بها جسمي الضعيف يطير

ويرتاح فكري من سماع حديثكم

كما ارتاح صب خامرته خمور

وإني لمستغن عن الكون دونكم

وان كان لي بالسيئات عثور

لرفد سواكم لا أرى لي تلفتا

وأما اليكم سادتي ففقير

أصوم عن الأغيار قطعا وذكركم

شعاري وأحوالي عليه تدور

وحسن حديث القوم في حسن وصفكم

سحور لصومي في الهوى وفطور

وليلة قدري ليلة بت آنسا

بحيكم والوقت ذاك شكور

وساعاته معمورة بمسرة

بكم ولاقلام القبول صرير

وضحوة عيدي يوم اضحى بقربكم

على بَسط الزمان نضير

منعم عيش في رضاكم وأن اكن

على من اللطف الخفي ستور

فجودوا بوصل فالزمان مفرق

ورقوا لعبد حار فهو ضرير

وعودوا بفضل فالغرام مدله

واكثر عمر العاشقين قصير

ولا تغلقوا الابواب عني لزلتي

فاني لدى الباب الكريم حقير

وأن كان مثلي يمنع الرفد والرضا

فانتم كرام والكريم غفور

وقد اثقلت ظهري الخطايا وانما

مع الذنب ظني في الحليم كبير

ولي سوء حال لا مرا غير انني

رجائي لغفار الذنوب كثير

وجاه رسول اللَه أحمد نصرتي

وعوني ولي فيه رضا وسرور

ولي فيه حسن الظن وهو مؤملي

إذا لم يكن لي في الخطوب نصير

ومدح رسول اللَه فال سعادتي

أنال به الزلفى ويكثر نوري

ويرتاح قلبي من همومي به كذا

افوز به يوم السماء تمور

نبي تقي أريحي مهذب

كثير جدي للّه جل شكور

حيي أمين مستجاب موقر

بشير لكل العالمين نذير

إذا ذكر ارتاحت قلوب لذكره

ودارت علينا بالسرور خمور

خمور كؤس الحب لا خمر عاصر

وطابت قلوب وانشرحن صدور

حرام على الدنيا وجود نظيره

كذا وعلى الأخرى وما ثم زور

ومثل رسول اللَه احمد لم يكن

لقد قل موجود وعز نظير

وكيف يسامي خير من وطئ الثرى

وأخلاقه السبق العظيم تشير

وفي كفه البحر العظيم من الجدا

وفي كل باع عن علاه قصور

وكل شريف عنده متواضع

وكل لبيب بالجمال أسير

وكل رفيع للحبيب موقر

وكل عظيم القريتين حقير

لئن كان في يمناه سبحت الحصا

فقد زاد زاد واستفاد فقير

ومنها كما للكرمات تفجر

فقد فاض ماء للجيوش نمير

وخاطبه ذئب وضب وظبية

وقد كان للجذع الاصم صرير

وقد خاطبته بالوقار حجارة

وعضو خفي سمه وبعير

ودر له الضرع الاجد كرامة

وفي مهده القمر المنير سمير

وردت له شمس النهار فخامة

كما انشق بدر في السماء منير

ومثل حنين الجذع سجدة سرحة

وسجدة فحل والكرام حضور

وتسليم أشجار عليه كما أتى

وانس غزال البر وهي نفور

وباض حمام الايك في اثركما

لاقدامه العليا تلين صخور

وحين دعا الاشجار جاءت كذا وقد بنت

عنكبوت حيث كان يسير

وأن الغمام الهاطلات تظله

كذلك مهما سار معه تسير

تروحه صلى عليه الهنا

بروح نسيم أن الم هجير

ويوم حنين إذ رمى القوم بالحصى

أصابهم بعد العتو ذعور

ومذ جاء نصر اللَه معجزة له

فولوا وهم عمى العيون وعور

وحنذ في بدر ملائكة السما

لتأييد دين الرب وهو قدير

فجاءوا بعزم نصرة لحبيبه

فجبريل تحت الرايتين أمير

ومن قومه في البير سبعون سيدا

قلوبهم كانت عليه تفور

تردوا وصار الكل من قهر ربنا

قتيلا ومثل الهالكين اسير

ومن عزمه تخريب خيبر مثل ما

أدار رحا حرب عليه تدور

وتدمير من ناواه من مكة كذا

قريظة قرض والنضير نظير

وأن رسول اللَه من مكة سرى

إلى القدس ليلا اذ دعاه خبير

وصلى برسل اللَه فيه وقد سما

إلى العرش والروح الامين سمير

فجاز الطباق السبع في بعض ليلة

وكل أهيل السبع مه قرير

وقوبل فيها بالمسرة والهنا

وفكر بعد السبع اين يسير

فلاح له من رفرف النور لائح

وزج بانوار وجاء سرور

وذلك اكرام وحسن عناية

من النور للهادي البشير يشير

وشاهد فوق العرش كل عجيبة

ولا غرو اذ جاه الحبيب كبير

فما ثم إلا مكرم ومكرم

وما ثم إلا زائر ومزور

حبيب تملى بالحبيب فخصه

بتخصيص فضل ما حواه خطير

واكرمه بالوصل والقول واللقا

وشرفه بالقرب وهو جدير

وقال له سلني رضاك فإني

كريم وفضلي والعطاء كثير

وأنت حبيب يا مصفى وانني

على كل شيء في رضاك قدير

فعاد قرير العين في خلع الرضا

بأشرف حال ما إليه نظير

وسرت به الاملاك والسؤل قد حوى

وقد شملته بهجة وحبور

محمد قم بي في الخطوب فان لي

جناية سوء والفؤاد كسير

ولكن لي بالفضل يا رحمة الورى

تجارة مدح ليس فيك بتور

عرائس لا ترضى بغيرك ناكحا

عليها من الحسن البديع خفير

تميل اعناق الكرام إذا بدت

لهن غزيرات المهور مهور

علت وغلت إلا عليك فارخصت

وجاءت على نهج الحياء تسير

ويممت القدر العظيم تعشقا

لترخص حورا في القصور قصور

مؤلفها عبد الرحيم كأنها

قلائد در قد حوتها نحور

كأن مبانيها لاجلك سيدي

كواكب في جو السماء تنير

لبسن معانيها بمدحك بهجة

فنال بها طيب السرور سمير

وسارت بها الركبان إذ شرفت بكم

فلاح لها نور وفاح عبير

فقل أنت في الدارين في حزبنا ومن

احبك قد ترخى عليه ستور

واصلك مع فرع كذلك كل من

يليك صغير سنه وكبير

وصل عليك اللَه واختص واجتبي

وأولاك ما ترضى فأنت جدير

ودامت لك العليا والدهر والثنا

فأنت هدى للعالمين ونور

وعم رضاه الآل والصحب انهم

كرام لهم روض الكمال نضير

هم الاسد هم شهب الدياجي لأنهم

لدينك يا شمس النهار بدور

شرح ومعاني كلمات قصيدة فؤادي بريع الظاعنين أسير

قصيدة فؤادي بريع الظاعنين أسير لـ مدثر بن إبراهيم بن الحجاز وعدد أبياتها مائة و ثمانية عشر.

عن مدثر بن إبراهيم بن الحجاز

مدثر بن إبراهيم بن الحجاز. شاعر من شعراء السودان ولد في مينة بربر، ونشأ نشأة دينية، ثم أحضره والده الذي كان مأموراً على مدينة بربر ليتمرن على الكتابة بالمديرية، وأتقن فن الكتابة، ثم عاد إلى طلب العلم. ثم ذهب إلى الحج سنة 1298، قاصداً سكنى المدينة بعد أداء الحج، ثم عاد إلى بربر فصادف ذلك قيام محمد أحمد المهدي، فخرج إليه واتصل به، واستمر معه حتى توفاه الله، وسمي بابن الحجاز لكثرة تردده على الديار الحجازية. توفي في أم درمان. له: بهجة الأرواح بمناجاة الكريم الفتاح ومدح نبيه المصباح.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي