غنته في شجر الأراك بلابل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة غنته في شجر الأراك بلابل لـ ابن اللبانة الداني

اقتباس من قصيدة غنته في شجر الأراك بلابل لـ ابن اللبانة الداني

غنته في شجر الأراك بلابل

فتحركت في الصدر منه بلابل

وتذكر العهد القديم فشاقه

وتذكرُ الأحباب شغل شاغل

أيام للنعمى عليه رفارف

ولكلِّ أوراق الشباب ذلاذل

والعيش يقطر نفرة فكأنه

خد به ماء الشبيبة جائل

والسجف مرفوع عن القمر الذي

قمر الدجنة من سناه آفل

غصن تحرك في الحليّ وفي الحلى

عن مائل قلبي اليه مائل

ومخيم بين الجوانح راحل

تحكى سلالتهنّ لمة راحل

وسنان ورد جماله في خده

غضّ ونرجس مقلتيه ذابل

كرمت عليه لواحظي بدموعها

ذلا له وهو العزيز الباخل

وكأنما هي في السماحة طيء

وكأنما هو في السماحة وابل

يا صاحب الحدق التي قد ضمنت

من سحرها ما لم تضمّن بابل

عذلوا عليك وخنت عهد مبشر

ان كنت أعلم ما يقول العاذل

ملك تهلّل واستهل فخلته

صبحاً منيراً فيه غيث وابل

وكأنما نور الربيع ونوره

في الحسن أخلاق له وشمائل

وكأنّ نشر زمانه مع بشره

بكر لأيام الصبا وأصائل

أغني العفاة عن السؤال تبرعاً

بالجود حتى ليس يوجد سائل

وأخافَ في الأجم الأسود فلم يكن

ليصول منها في البسيطة صائل

وكأن سطوته معاينة الردى

وغرار صارمه القضاء النازل

حَبَكَ السحاب دروعه لكن له

فوق السحاب من الصباح غلائل

ساعٍ بنور الهدى في صون الذي

هو للمكارم من يديه باذل

فمواطن الاقدام منه مشاعر

ومحاسن الأفعال منه مشاغل

لو رام رُومةَ جاءه أربابها

والبيض أغلال لهم وسلاسل

ولو الجبال يهزها ليهدها

عادت أعاليها وهن أسافل

يُعطي ويمطي العالمين ففضة

أوعسجد أو سابح أو صاهل

أو ملبسٌ نسج النعيم جلاله

نسج الربيع وقد سقاه الهاطل

وقفت عليه من النفوس بواطن

وظواهر وأواخر وأوائل

وتجاذبته مشارق ومغارب

فتلطفته وسائل ورسائل

ولقلّ ذاك فانه القرم الذي

شمل البرية منه فضل شامل

لكم اذا اختصم الملوك لمفخر

حسبٌ يناظر عنكم ويناضل

فسخت مكارمكم مكارم غيركم

والحق يفسخ ما يخطّ الباطل

أضحى بك الأضحى رياضاً تجتلي

وَضُحَ السرورُ به ونيل النائل

زرت المصلى يومه في جحفل

أعلامه للعالمين موائل

غُدرُ الحديد عليهم وكأنما

بأكفهم للمرهفات جداول

وأتاك جيشهم على الجيش الذي

يختال بالمحمول منه الحامل

ومن الجنائب في الطريق جنائب

حسنت فقلنا انهنّ عقائل

مرحت فقلت قطا البطاح وربما

رفِعَت هواديها فقلتُ مطائل

شرح ومعاني كلمات قصيدة غنته في شجر الأراك بلابل

قصيدة غنته في شجر الأراك بلابل لـ ابن اللبانة الداني وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن ابن اللبانة الداني

أبو بكر محمد بن عيسى بن محمد اللخمي المعروف بابن اللبانة. من أهل دانية وهو أحد الشعراء الأندلسيين الكبار وقد تردد كثيراً على ملوك الطوائف وخصوصاً على صاحب ميورقة ناصر الدولة مبشر بن سليمان، ثم على المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية الذي ربطته به صداقة حميمة حتى بعد سجن ابن عباد. وقد كانت وفاته بميورقة وقد كان أديباً ناثراً. له من الكتب المشهورة ثلاثة هي (مناقل الفتنة) ، و (نظم السلوك في وعظ الملوك) في رثاء بني عباد، و (سقيط الدرر ولقيط الزهر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي