غدا الملك معمور الحمى والمنازل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة غدا الملك معمور الحمى والمنازل لـ أبو تمام

اقتباس من قصيدة غدا الملك معمور الحمى والمنازل لـ أبو تمام

غَدا المُلكُ مَعمورَ الحِمى وَالمَنازِلِ

مُنَوِّرَ وَحفِ الرَوضِ عَذبَ المَناهِلِ

بِمُعتَصِمٍ بِاللَهِ أَصبَحَ مَلجَأً

وَمُعتَصَماً حِرزاً لِكُلِّ مُوائِلِ

لَقَد أَلبَسَ اللَهُ الإِمامَ فَضائِلاً

وَتابَعَ فيها بِاللُهى وَالفَواضِلِ

فَأَضحَت عَطاياهُ نَوازِعَ شُرَّداً

تُسائِلُ في الآفاقِ عَن كُلِّ سائِلِ

مَواهِبُ جُدنَ الأَرضَ حَتّى كَأَنَّما

أَخَذنَ بِآدابِ السَحابِ الهَواطِلِ

إِذا كانَ فَخراً لِلمُمَدَّحِ وَصفُهُ

بِيَومِ عِقابٍ أَو نَدىً مِنهُ هامِلِ

فَكَم لَحظَةٍ أَهدَيتَها لِاِبنِ نَكبَةٍ

فَأَصبَحَ مِنها ذا عِقابٍ وَنائِلِ

شَهِدتُ أَميرَ المُؤمِنينَ شَهادَةً

كَثيرٌ ذَوو تَصديقِها في المَحافِلِ

لَقَد لَبِسَ الأَفشينُ قَسطَلَةَ الوَغى

مِحَشّاً بِنَصلِ السَيفِ غَيرَ مُواكِلِ

وَسارَت بِهِ بَينَ القَنابِلِ وَالقَنا

عَزائِمُ كانَت كَالقَنا وَالقَنابِلِ

وَجَرَّدَ مِن آرائِهِ حينَ أُضرِمَت

بِهِ الحَربُ حَدّاً مِثلَ حَدِّ المَناصِلِ

رَأى بابَكٌ مِنهُ الَّتي لا شَوى لَها

فَتُرجى سِوى نَزعِ الشَوى وَالمَفاصِلِ

تَراهُ إِلى الهَيجاءِ أَوَّلَ راكِبٍ

وَتَحتَ صَبيرِ المَوتِ أَوَّلَ نازِلِ

تَسَربَلَ سِربالاً مِنَ الصَبرِ وَاِرتَدى

عَلَيهِ بعَضبٍ في الكَريهَةِ قاصِلِ

وَقَد ظُلِّلَت عِقبانُ أَعلامِهِ ضُحىً

بِعِقبانِ طَيرٍ في الدِماءِ نَواهِلِ

أَقامَت مَعَ الراياتِ حَتّى كَأَنَّها

مِنَ الجَيشِ إِلّا أَنَّها لَم تُقاتِلِ

فَلَمّا رَآهُ الخُرَّمِيّونَ وَالقَنا

بِوَبلٍ أَعاليهِ مُغيثَ الأَسافِلِ

رَأَوا مِنهُ لَيثاً فَاِبذَعَرَّت حُماتُهُم

وَقَد حَكَمَت فيهِ حُماةُ العَوامِلِ

عَشِيَّةَ صَدَّ البابَكِيُّ عَنِ القَنا

صُدودَ المُقالي لا صُدودَ المُجامِلِ

تَحَدَّرَ مِن لِهبَيهِ يَرجو غَنيمَةً

بِساحَةِ لا الواني وَلا المُتَخاذِلِ

فَكانَ كَشاةِ الرَملِ قَيَّضَهُ الرَدى

لِقانِصِهِ مِن قَبلِ نَصبِ الحَبائِلِ

وَفي سَنَةٍ قَد أَنفَدَ الدَهرُ عُظمَها

فَلَم يُرجَ مِنها مُفرَجٌ دونَ قابِلِ

فَكانَت كَنابٍ شارِفِ السِنِّ طَرَّقَت

بِسَقبٍ وَكانَت في مَخيلَةِ حائِلِ

وَعاذَ بِإِطرافِ المَعاقِلِ مُعصِماً

وَأُنسِيَ أَنَّ اللَهَ فَوقَ المَعاقِلِ

فَوَلّى وَما أَبقى الرَدى مِن حُماتِهِ

لَهُ غَيرَ أَسآرِ الرِماحِ الذَوابِلِ

أَما وَأَبيهِ وَهوَ مَن لا أَبا لَهُ

يُعَدُّ لَقَد أَمسى مُضيءَ المَقاتِلِ

فُتوحُ أَميرِ المُؤمِنينَ تَفَتَّحَت

لَهُنَّ أَزاهيرُ الرُبا وَالخَمائِلِ

وَعاداتُ نَصرٍ لَم تَزَل تَستَعيدُها

عِصابَةُ حَقٍّ في عِصابَةِ باطِلِ

وَما هُوَ إِلّا الوَحيُ أَو حَدُّ مُرهَفٍ

تُميلُ ظُباهُ أَخدَعَي كُلِّ مائِلِ

فَهَذا دَواءُ الداءِ مِن كُلِّ عالِمٍ

وَهَذا دَواءُ الداءِ مِن كُلِّ جاهِلِ

فَيَأَيُّها النُوّامُ عَن رَيِّقِ الهُدى

وَقَد جادَكُم مِن ديمَةٍ بَعدَ وابِلِ

هُوَ الحَقُّ إِن تَستَيقِظوا فيهِ تَغنَموا

وَإِن تَغفُلوا فَالسَيفُ لَيسَ بِغافِلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة غدا الملك معمور الحمى والمنازل

قصيدة غدا الملك معمور الحمى والمنازل لـ أبو تمام وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن أبو تمام

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني. وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية. وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.[١]

تعريف أبو تمام في ويكيبيديا

أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 803-845م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، ولد بمدينة جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. وفي أخبار أبي تمام للصولي: «أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء». في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أَبو تَمّام - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي