غاض ماء الحياء من كل وجه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة غاض ماء الحياء من كل وجه لـ إسماعيل صبري باشا

اقتباس من قصيدة غاض ماء الحياء من كل وجه لـ إسماعيل صبري باشا

غاضَ ماءُ الحياءِ من كلِّ وجهٍ

فغَدا كالِحَ الجَوانِبِ قَفرا

وَتَفَشّى العُقوقُ في الناسِ حَتّى

كادَ رَدُّ السَلامِ يُحسَبُ بِرّا

أوجهٌ مِثلَما نَثَرتَ على الأَج

داثِ ورداً إن هنَّ أَبدَين بِشرا

وَشفاهٌ يَقُلنَ أهلاً وَلو أَدَّ

ينَ ما في الحشا لما قُلنَ خيرا

عمرَكَ اللَهَ هل سَلامُ وِدادٍ

ذاكَ أَم حاوَلَ المُسَلِّمُ أمرا

عميَت عن طريقِها أم تَعامَت

أُمَمٌ في مَفاوزِ الجَهلِ حَيرى

غرَّها سَعدُها ومن عادةِ السَع

دِ يُواتي يوماً وَيخذُلُ دهرا

فَتَجَنَّت على الشُعوبِ وَشَنَّت

غارةً في البِلادِ من بعدِ أخرى

نَسيَت في الصُعودِ يومَ التَدَلّى

وَالتَدَلّى بصاعدِ الجدِّ مُغرى

تعِبَ الفَيلَسوفُ في الناسِ عصراً

وَتَوَلّى السَرائِرَ الدينُ عصرا

والوَرى طاردٌ إزاءَ طريدٍ

وَعُقابٌ يُمسى يُطارِدُ صَقرا

وَجيوشٌ يُفلُّ من بعضِها البَع

ضُ وهضبٌ كُبرى تُناطحُ صُغرى

حاذِري يا ذِئابُ صَولةَ أُسدٍ

منكِ أَقوى ناباً وأنفَذُ ظُفرا

لا تَنامي يا أُسدُ إنَّ ذِئاباً

لم تَنم من روابِضِ الغيلِ أَضرى

عبرٌ كلُّها اللَيالي ولكِن

أينَ من يَفتحُ الكتابَ ويَقرا

أنتَ نعمَ النَذيرُ يا نجمَ هالي

زَلزِلَ السَهلَ والرَواسِيَ ذُعرا

ظنَّ قومٌ فيكَ الظُنونَ وقالوا

آيةٌ أرسِلت إلا الأَرضِ كُبرى

إن يكن في يَمينكَ الموتُ فاقذِف

هُ شُواظاً على الخلائق طُرّا

هل تَلَقَّيت من لدُن خاذِل البا

غي وحامى الضَعيفِ يا نجمُ سِرّا

أَمحيطٌ بكلِّ شَيءٍ وَمردٍ

كلَّ حيٍّ وَتاركُ السَهلِ وعرا

أَغداً تَستَوي الأنوفُ فلا يَن

ظُرُ قومٌ قوماً على الأَرض شزرا

أغداً كلُّنا ترابٌ ولا مُل

كَ خلاف الترابِ برّاً وَبحرا

أغدا يُصبحُ الصِراعُ عناقاً

في الهَيولى وَيُصبحُ العَبدُ حُرّا

إن يكُن ما يقولون يا نجمُ فاصدَع

بِالذي قد أُمِرتَ حُيّيت عشرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة غاض ماء الحياء من كل وجه

قصيدة غاض ماء الحياء من كل وجه لـ إسماعيل صبري باشا وعدد أبياتها أربعة و عشرون.

عن إسماعيل صبري باشا

إسماعيل صبري باشا

تعريف وتراجم لـ إسماعيل صبري باشا

إسماعيل صبري باشا:

من شعراء الطبقة الأولى في عصره. امتاز بجمال مقطوعاته وعذوبة أسلوبه. وهو من شيوخ الإدارة والقضاء في الديار المصرية. تعلم بالقاهرة، ودرس الحقوق بفرنسة، وتدرج في مناصب القضاء بمصر، فعين نائبا عموميا، فمحافظا للإسكندرية، فوكيلا لنظارة (الحقانية) وكان كثير التواضع شديد الحياء، ولم تكن حياته منظمة كما يظن في رجل قانوني إداري. يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة.

وكان كثيرا ما يمزق قصائده صائحا: إن أحسن ما عندي ما زال في صدري! وكان بارع النكتة سريع الخاطر. وأبي وهو وكيل للحقانية (العدل) أن يقابل (كرومر) فقيل له: إن كرومر يريد التمهيد لجعلك رئيسا للوزارة، فقال: لن اكون رئيسا للوزارة وأخسر ضميري! ولما نشبت الحرب العامة الأولى سكت، وطال صمته إلى أن مات. توفي بالقاهرة ورثاه كثيرون من الشعراء والكتّاب. وجمع ما بقي من شعره بعد وفاته في (ديوان - ط) .

الأعلام لـ {خير الدين الزركلي}

 

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي