عهد الشباب سقى أيامك الأولا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عهد الشباب سقى أيامك الأولا لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة عهد الشباب سقى أيامك الأولا لـ لسان الدين بن الخطيب

عهْدَ الشّبابِ سَقَى أيّامَكَ الأُوَلا

سحٌّ منَ الدّمْعِ إنْ شحَّ الحَيا هطَلا

وإنْ حَيا اللهُ حيّاها مُزَيْناتِهِ

يوْماً وأُسْعِفَ طَلاّبٌ بِما سألا

فجادَ حيَّكَ منْها غيْرَ مُفْسِدِها

مُجَلْجِلٌ يَطأ الأوْهادَ والقُلَلا

يُغادِرُ الدّوْحَ منْ بعْدِ الذّوَى خضِلاً

يخْتالُ في حُلَلٍ مَوْشِيّةٍ وحُلا

فكمْ لَنا فيهِ إذْ عهْدُ الهَوى كثِبٌ

وإذْ خِضابُ شَبابِ الفَوْدِ ما نصَلا

منْ عهْدِ أنْسٍ تفيّأتُ السّرورَ لَدَى

روْضاتِهِ وجَنَيْتُ اللهْوَ والغَزَلا

ومِنْ شُموسٍ وأقْمارٍ إذا طَلَعتْ

كانَتْ مَشارِقُها الأسْتارَ والكِلَلا

فاليوْمَ لا وصْلَ إلاّ أنْ تَرى لهُمُ

نُهْدي تحيّتَنا الأسْحارَ والأصُلا

يا لائِمَيَّ وقدْ لَجّ الغَرامُ ذَرا

لوْمي وإنْ كُنْتُما في مِرْيَةٍ فسَلا

قدْ أنّبَ اللّوْمُ قلْبي في تقلُّبِه

حوْلاً وراوَدَ بَثّي مرْبَعاً كَمَلا

لا الجَفْنُ منّي علَى شحْطِ المَزارِ جَفا

دَمْعي ولا القلْبُ منْ بعْدِ البِعادِ سَلا

كمْ لُذْتُ بالدّهْرِ أنْ يُدْني النّوَى فأبَى

وبالتّعَلُّلِ أنْ يُجْدي فَما فعَلا

وليْسَ تَرْوي غَليلاً أو تَعُلُّ صَدىً

ظِماءُ عزْمِكَ ما أوْرَدْتَها أمَلا

وفِتْيَةِ تخْرِقُ الفَلاةَ ضُحَى

بالعَزْمِ واتّخَذَتْ ظهْرَ الدُجَى جَمَلا

أنْضاءِ أفْيَحَ إنْ ضلّوا وإنْ ظمِئوا

شامُوا النّدى واسْتَدلّوا البيضَ والأسَلا

غالَتْ سوائِمَها شُهْبُ السّنينَ فَما

أبْقَتْ مِراساً ولا خَيْلاً ولا جَمَلا

تَبْغي النّدَى حيْثُ لُجُّ الجودِ موْرِدُهُ

عذْبٌ وتُنْتِجُ الأمْلاكَ والدُّوَلا

أجَلْتُ قِدْحَ سِفارِي في رِكابِهِمُ

ففازَ قِدْحي فيما رُمْتُهُ وعَلا

حتّى أنَخْنا المَطايا في حمَى ملِك

عنْ منْهَجِ العدْلِ والإحْسانِ ما عَدَلا

للّهِ يوسُفُ في الأمْلاكِ إنْ ورَدَتْ

منْهُ العُفاةُ جَناباً للنّدَى خضِلا

كانَتْ مَواهِبُهُ قبْلَ اللِّقاءِ لهُمْ

نَهْباً وكانتْ لهُمْ جَنّاتُهُ نُزُلا

جزْلُ العَطاءِ لوْ أنّ البَحْرَ نائِلُهُ

لقَلّ في جودِهِ الفَيّاضِ ما بَذَلا

آراؤهُ شُهُبٌ تُهْدي وسيرَتُهُ

ما إنْ تَرَى عِوَجاً فيها ولا خَلَلا

منْ دوْحَةِ الأزْدِ حيثُ الحَيُّ منْ يمَنٍ

بشَطِّ غسّانَ مِنْ بعْدِ السُرَى نزَلا

ثمّ اسْتَرادَ جَنابَ اللهِ خزْرَجُهُ

حتّى أحلّ بأعْلى يثْرِبَ الحِلَلا

منْ كلِّ أرْوَعَ تبْدو في أسرَّتِهِ

سِماتُ يعْرُبَ تأبى الشّوْبَ والدَّخَلا

مِطْعامُ مَسْغَبَةٍ إنْ ضنّ صوْبُ حَيا

مِطْعانُ هيْجاءَ لا جُبْناً ولا بَخِلا

يأبَى المَوارِدَ أنْ تؤتَى مشارِعُها

حتّى إذا أرْسَلَتْ رُعْيانُها الرَّسَلا

ترَى المُلوكَ وُقوفاً دونَ موْرِدِه

لا يورِدونَ بهِ إلا إذا نَهَلا

حتّى إذا أنْزَلَ اللهُ الكِتابَ بِما

أنارَ أبْصارَ أرْبابِ النُهَى وجَلا

آوَتْ نَبيَّ الهُدَى لمّا اسْتَجارَ بِها

والنّاسُ في فتْرَةٍ قدْ كذَّبوا الرُّسُلا

وجالَدَتْ دونَهُ الأحْزابَ جاهِدَةً

وجدّلَتْ بظُبَى بُرْهانِه الجَدَلا

فأصْبَحَتْ في نَوادِيها أدِلّتُهُ

تعْلو وملّتُهُ قدْ هاضَتْ المِلَلا

يا ناصِرَ الدّينِ لمّا قلّ ناصِرُهُ

ومُطْلِعَ الجودِ في الدُنْيا وقدْ أفَلا

لوْلا التشهُّدُ والتّرْدادُ منْكَ لهُ

لمْ يسْمعِ الناسُ يوْماً منْ لِسانِكَ لا

رابَ الجَزيرةَ أمْرٌ لا تقَرُّ بِهِ

وهاجَ مِرجَلُها منْ فِتْنَةٍ وغَلا

فقَرّ راجِفُها لمّا احْتَلَلْتَ بِها

ورُضْتَ بالعَدْلِ منْها المَيْلَ فاعْتَدَلا

واهْتَزّتِ الأرضُ في رَيْعانِها ورَبَتْ

كأنّ مُلْكَكَ شمْسٌ حلّتِ الحَمَلا

حتّى إذا برَقَتْ للرّوعِ بارِقَةٌ

أقْبَلْتَها البِيضَ والعسّالةَ الذُّبُلا

وكلّما عذَلَتْكَ النّفْسُ رادِعَةً

جعَلْتَ سيْفَكَ فيها يسْبِقُ العَذَلا

في فِتْيَةٍ ذَمَرَتْ منْها العُلَى صُبُرا

قدْ ساغَ صِبْرُ المَنايا عندَها وحَلا

تُضيءُ أوجُهُها والحَرْبُ كالِحَةٌ

قد شابَ مفْرِقُها بالنّقْعِ واكْتَهَلا

لوْ رامَتْ الشُّهبَ في أقصى مَراكِزِها

لمْ تُبْقِ في الجَوِّ بَهْراماً ولا زُحَلا

أرْسَلْتُ منْها علَى الأعْداءِ داهِيَةً

دَهْياءَ ما وجَدَتْ في دفْعِها قِبَلا

حتّى إذا سألَتْكَ السِّلْمَ ماثِلَةً

حكّمْتَ فيها كِتابَ اللهِ مُمْتَثِلا

وصِرْتَ والدّينُ ضاحٍ في جَواهرِها

ظِلالَ أمْنٍ وسَلْمٍ أمّنَ السُبُلا

فكادَتِ الشّاءُ ترْعَى والذّيابُ مَعا

وكادَتِ الناسُ فيها تأمَنُ الأجَلا

فدُمْ ومُلْكُكَ للإسْلامِ خيْرُ حِمىً

ينْفي الخُطوبَ ويكْفي الحادِثَ الجَلَلا

واسْعَدْ بعِيدٍ أعادَ الدّهْرَ مُبتَهِجاً

في ظِلِّ رَيْعانِهِ والسّعْدَ مُقْتَبِلا

وازْلِفْ بصَوْمٍ حَبَيْتَ الذِّكْرَ وافِدَهُ

قِرىً وأخْلَصْتَ فيهِ القوْلَ والعَمَلا

أثْني عليْكَ بِما أوْلَيْتَ من عمَلٍ

بَرٍّ وودَّعَ أرْضَى راحِلٍ رحَلا

ودونَ مُلْكِكَ منْ روْضِ البَيانِ نُهىً

أرَحْتُ فيها القَوافِي فاغْتدَتْ مَثَلا

تَنْميكَ عنْ قدَمٍ في العُرْبِ راسِخةٍ

والطِّرْفُ يُعْرَفُ منْهُ العِتْقُ إنْ صَهَلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة عهد الشباب سقى أيامك الأولا

قصيدة عهد الشباب سقى أيامك الأولا لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي