عنك الأغاني والغواني الكاعبه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عنك الأغاني والغواني الكاعبه لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة عنك الأغاني والغواني الكاعبه لـ حسن حسني الطويراني

عَنكَ الأَغاني وَالغَواني الكاعبَهْ

وَدع التمسك بالأَماني اللاعبهْ

فَالعُمر وَلي وَالشَبيبةُ أَعرضت

وَمضت فَأَبقت في الحَشاشة لاهبه

تَسعى إِلى الدُنيا تعمِّرُها وَما

فَكرت يَوماً أَنَّها لَك خاربه

تَبكي عَلى مال وَمالُكَ ذاهبٌ

وَأَراك تضحكُ من حياة ذاهبه

وَالصَفوَ تَرجو وَالزَمانُ مكدّرٌ

وَتدافع الأَقدار وَهِيَ الغالبه

فَاعرض وُقيتَ عن الغواية وَالهَوى

فَالغاية القصوى لعمرك كاذبه

فَلمن وفى الدَهر الخؤون بعهده

وَلأيّ ظامٍ قَد أَساغ مشاربه

فُرَصٌ الهَوى سَببٌ إِلى غصص النَوى

لَو يَعلم المجهود جب متاعبه

وَلوَ اَسفرت بكرُ الغيوبِ لثامَها

لبكى الضحوكُ بل استعار النادبه

مازجتُ دَهري إمتزاجَ مجرّبٍ

فَأَنا الزَمان فخذ إِليك عجائبه

فَإِذا أَردت الأنس مِل عن أنسه

وَادفع بواعثه وَجانب جانبه

وَالق الخطوب تجملاً وَتحملاً

وَاضحك لها مهما تبدّت غاضبه

وَخذ الخمولَ تُرح فؤادَك عن غوا

ئل ما يفوتك أَو تفوت مكاسبه

وَاخش المصيبةَ في السلامة واعتصم

إن تلقها فالصبح بعد الواقبه

وارض القضاء فلست تسطع ردَّه

وَحضيضَ عيشٍ لست تبلغ غاربه

وَاصبر كما صبر الكرامُ ولِنْ كما

لانت غصونُ الأَيك طوع الجاذبه

وَاحفظ لقدر الناس تخطئى عندهم

بجميل ذكرٍ لا تنال مراتبه

وَاردد عيونَك عن عيوبِ سواك بل

واشغل بعيبك منك نفساً عائبه

وَالقول زِنه فلن يضرّك فوتُه

لكن إِذا أَكثرت فاخشَ العاقبه

وَاذا عزمت فشاورنّ ذوي النهى

فلربما وافتْكَ منهم غائبه

وَالعفو بعد الإقتدار محببٌ

وَالحلم حزمٌ إن أمنت عواقبه

واصحب كريماً للزمان فربما

دافعت بالصدر الصديق نوائبه

واسبر خليلك لا تخنه وإنما

خف إِن يخنك وَسل لبيباً صاحبه

فالحزم إن لم يغن ذا حزم لدى ال

قدر المؤزل فهوَ يرشد صاحبه

وَالجهل ظلمات يضل بها الفتى

وَالعلم نور قد يزيل غياهبه

وَالحرص يسعى بالعزيز لذلة

ومتى تعفف عنه نال مطالبه

والجود والبخل اتبع وسطاً هما

إنّ النفوس لها حقوق واجبه

وإذا ملكت فلا تطش عن عزة

واخش البوادر والليالي الناهبه

واحذر مهاناً قد تكفله الَّذي

ما ارتدّت الآمال منه خائبه

وانظر بعين الفكر واذكر إنما

من طينة صوّرت حقاً لازبه

وَصن السَرائر في الفؤاد فَإِنَّهُ

أَوفى محافظة وَخَير مخاطبه

إِياك أَن يغررك عيشٌ مقبلٌ

لَكن بشكر اللَه عزّز واجبه

وَاعلم بِأَنك سَوف تلقى ناقداً

أَدرى بما قد جئت منك وَحاسبه

كَيفَ التلذذ بالحياة وبعدها

يَوم تُشيبُ الطفلَ فيهِ الطالبه

وَالمَوت يَزأرُ في الزَمان هزبرُه

وَالناس بين مداعب وَمداعبه

وَالكُل في غفلاتهم وَكأنهم

لم يدرجوا عن ذاهب من ذاهبه

شرح ومعاني كلمات قصيدة عنك الأغاني والغواني الكاعبه

قصيدة عنك الأغاني والغواني الكاعبه لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي