علا مفرقي بعد الشباب مشيب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة علا مفرقي بعد الشباب مشيب لـ خليل مطران

اقتباس من قصيدة علا مفرقي بعد الشباب مشيب لـ خليل مطران

عَلاَ مَفْرِقِي بَعْدَ الشَّبَابِ مَشِيبُ

فَفَوْدِي ضَحُوكٌ وَالفُؤاد كَئِيبُ

إِذَا مَا مَشَى هَذَا الشَّرَارُ بِلِمَّةٍ

فَمَا هِيَ إِلاَّ فَحْمَةٌ سَتَذُوبُ

أَرَاعَكَ إِصبَاحٌ يُطَارِدُ ظُلْمَةً

بِهَا كَانَ أُنْسٌ مَا تَشَاءُ وَطِيبُ

فَمَا بَالُ ضَوْءٍ في دُجَى الرأْسِ مُؤْذِنٍ

بِأَنَّ زَمَاناً مَرَّ لَيسَ يَؤُوبُ

غَنِمْنَا بِهِ أَمْنَ الحَيَاةِ وَيُمْنَهَا

كَلَيْلٍ بِه يَلْقَى الحَبيبَ حَبِيبُ

شَبابٌ تَقَضَّى بَينَ لَهوٍ وَنَعْمَةٍ

إِذَا الدَّهْرُ مُصْغٍ وَالسُّرُورُ مُجيبُ

وَإِذْ لاَ تُعَدُّ المَعْصِيَاتُ عَلَى الفَتَى

خَطَا صَي عَلَيهِ ذُنُوبُ

وَإِذْ كُلُّ صَعبِ لاَ يُرامُ مُذلَّلٌ

لاَ يُجَازُ رَحِيبُ

وَإِذْ كُلُّ أَرْضِ رَوْضَةٌ عَبْقَرِيَّةٌ

جَدِيبٍ في الدِّيَارِ خَصِيبُ

وَإِذْ كُلُّ ذِي قَلْبٍ خَفُوقٍ بِصَبْوَةٍ

عَلَى الْجَهْلِ مِنْهُ شَاعِرٌ وَأَديبُ

وَإِذْ يَثِبُ الفِكْرُ الْبَطِيءُ فَيَرْتَقِي

إِلى الأَوْجِ لاَ يَثْنِيهِ عَنهُ لُغُوبُ

وَإِذْ نَسْتَلِذُّ الْقَرَّ وَهْوَ كَرِيهَةٌ

وَإِذْ نَسْتَطِيبُ الْحَرَّ وَهْوَ مُذِيبُ

وَإِذْ تَسْتَبِينَا كُلُّ ذَاتِ مَلاَحَةٍ

لَهَا فِتْنَةٌ بِاللاَّعِبينَ لَعُوبُ

وَإِذْ تَتَلَقَّانَا الصُّرُوفُ بِرَحْمَةٍ

وَيَنْحَازُ عَنَّا السَّهْمُ وَهْوَ مُصِيبُ

تَقِينَا الْرَّزَايَا رَأْفَةُ اللهِ بِالصِّبَا

وَتَدْرَأُ عَنَّا الْحَادِثَاتِ غُيُوبُ

فَكُنَّا كَأَفْرَاخٍ تَعَرَّضَ وَكْرُهَا

وَلِلنَّوْءِ هَطْلٌ وَالرِّيَاحِ هُبُوبُ

فَلَمْ تُؤْذِهَا الأَمْطَارُ وَهْيَ مَهَالِكٌ

وَلَمْ يُرْدِهَا الإِعْصَارُ وَهُوَ شَعُوبُ

بَلِ اهْتَزَّ مَثْوَاهَا لِيَهْنِئَهَا الكَرَى

وَبُلَّتْ لإِمْرَاءِ الطَّعَامِ حُبُوبُ

وَكُنَّا كَمُوسَى يَوْمَ أَمْسَى وَفُلْكُهُ

عَلَى النِّيل عُشْبٌ يَابِسٌ وَرَطِيبُ

مَشَتْ فَوقَ تَيَّارِ البَوَارِ تَخَطُّراً

تَرَاءَى بِصَافِي الماءِ وَهْوَ مَرِيبُ

يَعَضُّ الرَّدَى أَطْرَافَهَا بِنَواجِذِ

مِنَ المَوجِ تَبْدُو تَارَةً وَتَغيبُ

وَيَبْسِمُ وَجْهُ الغُوْرِ مِنْ رِقَّةٍ لَهَا

وَمَا تَحتَهُ إِلاَّ دُجىً وَقُطُوبُ

فَجَازتْ بِهِ الأَخْطَارَ وَالطِّفلُ نَائِمٌ

تُرَاعِي سُرَاهَا شَمْأَلٌ وَجَنُوبُ

إلىَ حَيثُ يُنْجَى مِن مَخَالِبِ حَتْفِهِ

غَرِيقٌ وَيُوقَى الظَّالمِينَ غَرِيبُ

إلىَ مُلْتَقَى أُمٍّ وَمَنْجَاةِ أُمَّةٍ

إِلَى الطُّورِ يُدْعَى اللهُ وَهْوَ قَرِيبُ

رَعَى اللهُ ذَاكَ العَهدَ فَالعَيشُ بَعدَهُ

وُجُومٌ عَلَى أَيَّامِهِ وَوَجِيبُ

يَقُولُونَ لَيلٌ جَاءَنَا بَعدَهُ الهُدَى

صَدَقْتُمْ هُدىً لَكِنْ أَسىً وَكُرُوبُ

إِذَا مَا انجلى صُبْحٌ بِصَادِقِ نُورِهِ

وَبُدِّدَ مِن وَهْمِ الظَّلاَمِ كَذُوبُ

وَحَصْحَصَ حَقُّ الشَّيءِ رَاعَ جَمَالُهُ

وَلَم تَخْفَ عُوْراتٌ بِهِ وَعُيُوبُ

وَأَضْحَى ذَلِيلاً للنَّواظِرِ مَشْهَدٌ

رَأَتْهُ بِنُورِ الشُّهْبِ وهُوَ مَهِيبُ

فَهَلْ في الضُّحَى إِلاَّ ابْتِذَالٌ مُجَدَّدٌ

تَثُوبُ بِهِ الأَنْوَارُ حِينَ تَثُوبُ

وَهَلْ في الضُّحَى طَيْفٌ يَسُرُّ بِزَوْرَةٍ

إِذَا سَاءَنَا مِنَّنْ نُحِبُّ مَغِيبُ

وَهَلْ في الضُّحَى إلاَّ جُرُوحٌ وَغَارَةٌ

لَحُوحٌ وَإِلاَّ سَالِبٌ وَسَلِيبُ

وَهَلْ في الضُّحَى كَأْسٌ صَفُوحٌ عَنِ العِدَى

إِذَا رَابَتِ الكَاسَاتُ لَيْسَ تَرِيبُ

وَهَلْ في الضُّحَى رَاحٌ حَمُولٌ عَلَى النَّدَى

تُصَبُّ فَرَاحَاتُ الكِرَامِ تَصُوبُ

أبِالصَّخَبِ السَّاعِي بِهِ كُلُّ مُغْتَدٍ

إِلى الرِّزْقِ يُرْضِي مِسْمَعَيْهِ طَرُوبُ

أَتْمْكِنُنَا مِنْ بَارِحِ الأُنْسِ عُزْلَةٌ

وَجَارَا رِضَانَا نَاقِمٌ وَغَضُوبُ

أَيَهْنِئُنَا لِلشَّمْسِ وَجْهٌ وَدُونَهُ

دُخَانٌ مَثَارٌ لِلأَذَى وَحُرُوبُ

أَتَأْوِي إِلىَ ضَوْضَاءِ سُوقٍ صَبَابَةٌ

وَتِلْكَ نَفُورٌ كَالقَطَاةِ وَثُوبُ

إِلَيْكُمُ عَنِّي بِالحَقَائِقِ إِنَّني

عَلَى الكُرْهِ مِنِّي بِالحَيَاةِ طَبِيبُ

أَعِيدُوا إِلى قَلْبِي عَذِيرَ شَبَابِهِ

فَمَا الشَّيْبُ إِلاَّ عَاذِلٌ وَرَقِيبُ

وَلاَ غَرَّكُمْ مِنِّي ابتِسَامٌ بِلِمَّتِي

فَرُبَّ ابتِسَامٍ لاَحَ وَهْوَ شُبُوبُ

أَلَيسَتْ نُجُومُ اللَّيْلِ أَشْبَهَ بِالنَّدَى

عَلَى أَنَّهَا جَمْرٌ ذَكَا وَلَهِيبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة علا مفرقي بعد الشباب مشيب

قصيدة علا مفرقي بعد الشباب مشيب لـ خليل مطران وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن خليل مطران

خليل بن عبده بن يوسف مطران. شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين. ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين. وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.[١]

تعريف خليل مطران في ويكيبيديا

خليل مُطران «شاعر القطرين» (1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949) شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي. عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب «شاعر القطرين» ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب «شاعر الأقطار العربية». دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل مطران - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي