عصافير يحسبن القلوب من الحب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عصافير يحسبن القلوب من الحب لـ مصطفى صادق الرافعي

اقتباس من قصيدة عصافير يحسبن القلوب من الحب لـ مصطفى صادق الرافعي

عصافيرُ يحسبنَ القلوبَ من الحبِّ

فمنْ لي بها عصفورةٌ لقطتْ قلبي

وطارتْ فلما خافتِ العينُ فوتها

أزالتْ لها حباً من اللؤلؤ الرطبِ

فيا ليتني طيرٌ أجاور عشها

فيوحشُها بعدي ويؤنسُها قربي

ويا ليتها قد عششتْ في جوانبي

تغردُ في جنبٍ وتمرحُ في جنبِ

ألا يا عصافيرَ الربا قد عشقتُها

فهبي أعلمكِ الهوى والبكا هبي

أعلمكِ النوحَ الذي لو سمعتِهِ

رثيتِ لأهلِ الحب من شغفِ الحبِ

خذي في جناحيكِ الهوى من جوانحي

وروحي بروحي للتي أخذتْ لبي

نظرتُ إليها نظرةً فتوجعتْ

وثنيتُ بالأخرى فدارتْ رحى الحربِ

فمن لحظةٍ يرمى بها حدَ لحظهِ

كما التحمَ السيفانِ عضباً على عضبِ

ومن نظرةٍ ترتدُ من وجهِ نظرةٍ

كما انفلبَ الرمحانِ كعباً إلى كعبِ

فساقتْ لعيني عينها أي أسهمٍ

قذفنَ بقلبي كلَّ هولٍ من الرعبِ

وساق لسمعي صدرها كلَّ زفرةٍ

أقرت بصدري كلّ شيءٍ من الكربِ

ودارت بي الألحاظُ من كل جانبٍ

فمنهنَّ في سلبي ومنهنَّ في نهبي

فقلتُ خدعنا إنها الحربُ خدعةً

وهون خطبي أن أسر الهوى خطبي

فقالت إذا لم تنجُ نفسٌ من الردى

فحسبكَ أن تهوى فقلتُ لها حسبي

وليَ العذرُ إما لامني فيكِ لائمٌ

فأكبرُ ذنبي أن حبكِ من ذنبي

ويا منْ سمعتمْ بالهوى إنما الهوى

دمٌ ودمُ هذاكَ يصبو وذا يصبي

متى ائتلفا ذلاً ودلاً تعاشقا

وإلا فما رونقِ الحسنِ ما يسبي

سلوني انبئكمْ فما يدر ما الهوى

سوايَ ولا في الناسِ مثلي من صبِ

إذا شعراءُ الصيدِ عدوا فإنني

لشاعرُ هذا الحسنِ في العُجْمِ والعُرْبِ

وإن أنا ناجيتُ القلوبَ تمايلتْ

بها نسماتُ الشعرِ قلباً على قلبِ

وبي من إذا شاءتْ وصفتُ جمالها

فواللهِ ما يبقى فؤادٌ بلا حبِّ

من الغيدِ أما دلُّها فملاحةٌ

وأما عذابي فهو من ريقها العذبِ

ولم يبقِ منها عُجبُها غيرَ خطرةٍ

ولا هي أبقتْ للحسانِ من العجبِ

عرضتُ لها بينَ التذلّلِ والرضا

وقد وقفتْ بينَ التدللِ والعتبِ

وأبصرتُ أمثالَ الدمى يكتنفنني

فقلتُ أهذي الشهبُ أم شبهُ الشهبِ

فما زالَ يهدي ناظري نورَ وجهِها

كما نظرَ الملاحُ في نجمةِ القطبِ

وقد رُحنَ أسراباً وخفتُ وشاتَها

فعيني في سربٍ وقلبي في سربِ

وقالتْ تجلّد قلتُ يا ميُّ سائلي

عن الحزنِ يعقوباً ويوسفَ في الجبِ

وما إن أرى الأحبابَ إلا ودائعاً

ترد فإما بالرضاءِ أو الغصبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عصافير يحسبن القلوب من الحب

قصيدة عصافير يحسبن القلوب من الحب لـ مصطفى صادق الرافعي وعدد أبياتها ثلاثون.

عن مصطفى صادق الرافعي

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر. أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به. شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول. وله رسائل في الأدب والسياسة. له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و (تاريخ آداب العرب -ط) ، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط) ، (حديث القمر -ط) ، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها[١]

تعريف مصطفى صادق الرافعي في ويكيبيديا

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي العمري (1298 هـ- 1356 هـ الموافق 1 يناير 1880 - 10 مايو 1937 م) ولد في بيت جده لأمه في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية في أول وعاش حياته في طنطا. ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي لقب بمعجزة الأدب العربي. تولى والده منصب القضاء الشرعي في كثير من أقاليم مصر، وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية. أما والدة الرافعي فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، وأصله من حلب، وكانت إقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي