عسى مر أنفاس النسيم المردد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عسى مر أنفاس النسيم المردد لـ سبط ابن التعاويذي

اقتباس من قصيدة عسى مر أنفاس النسيم المردد لـ سبط ابن التعاويذي

عَسى مَرُّ أَنفاسِ النَسيمِ المُرَدَّدِ

يُحِدِّثُ عَن بانِ الغَضا المُتَأَوِّدِ

وَعَلَّ الصَبا تُهدي إِلَيكَ تَحِيَةً

تَبُلُّ بِرَيّاها صَدى قَلبِكَ الصَدي

فَكَم دونَ ذاكَ الجِزعِ مِن مُغرَمِ الحَشا

إِذا عَنَّ ذِكرى موجَعِ القَلبِ مُكمَدِ

يُؤَرِّقُهُ بَرقُ الغَمامِ إِذا سَرى

وَيُقلِقُهُ نوحُ الحَمامِ المُغَرِّدِ

بِنَفسي مَن وَدَّعتُها وَدُموعِها عَلى

نَحرِها مِثلُ الجُمانِ المُبَدَّدِ

تُناشِدُني وَالبَينُ قَد جَدَّ جِدَّهُ

وَقَد أَعلَقَت خَوفَ النَوى يَدَها يَدي

تَراكَ عَلى شَحطِ المَزارِ وَبَعدِهِ

تَروحُ عَلى دينِ الوَفاءِ وَتَغتَدي

أَمِ الدَهرُ مُسلٍ لِلفَتى عَن خَليلَةٍ

تُجِدُّ هَوىً في كُلِّ يَومٍ مُجَدَّدِ

فَقُلتُ لَها لا تَستَريبي فَإِنَّهُ

سَواءٌ مَغيبي في هَواكِ وَمَشهَدي

فَما تَظفَرُ الأَيّامُ مِنّي بِغُدرَةٍ

وَلا يَجذُبُ السُلوانُ عَنكِ بِمَقوَدي

وَلا زِلتُ ذا قَلبٍ يَهيمُ صَبابَةً

إِلَيكِ وَطَرفٍ في الغَرامِ مُسَهَّدِ

عَزيزُ التَأَسّي وَالتَحَمُّلِ في الهَوى

كَما يَعهَدُ الواشي قَليلُ التَجَلُّدِ

وَفارَقتُها وَالدَمعُ يَمحو اِنحِدارُهُ

نَضارَةَ خَدٍّ بِالبُكاءِ مُخَدَّدِ

كَأَنَّ جُفوني في السَماحِ بِمائِها

بَوارِعُ مِن جَدوى الوَزيرِ مُحَمَّدِ

فَتى الجودِ لا مَرعى العَطاءِ مُصَوِّحٌ

لَدَيهِ وَلا وِردُ النَدى بِمُصَرَّدِ

غَنِيٌّ إِذا ما الحَربُ شَبَّ ضِرامُها

بِآرائِهِ عَن ذابِلٍ وَمُهَنَّدِ

يُضيءُ ظَلامُ الخَطبِ مِن نارِ عَزمِهِ

وَيَقطُرُ ماءُ البِشرِ مِن وَجهِهِ النَدي

إِذا العامُ أَكدى وَالمَطالِبُ أَظلَمَت

حَلَلتُ بِهِ بَحرَ النَدى قَمَرَ النَدي

أَلا قُل لِباغي الجودِ يُنضي رِكابَهُ

عَلى الرِزقِ خَبطاً لا يَرى وَجهَ مَقصَدِ

يَجوبُ الفَيافي ناشِداً غَيرَ واجِدٍ

نَشيدَتَهُ مُستَرشِداً غَيرَ مُرشَدِ

أَنِخ بِالوَزيرِ تَلقَ مِن دونِ بابِهِ

مَوارِدَ بَحرٍ مِن عَطاياهُ مُزبِدِ

أَزِرهُ القَوافي وَاِحتَكِم في عَطائِهِ

تَزُر طيِّبَ المَلقى كَثيرَ التَوَدُّدِ

إِذا أَنتَ أَذمَمتَ الرِجالَ خَلائِقاً

فَيَمِّمهُ وَاَخبُر مِن سَجاياهُ تَحمَدِ

وَإِن أَمحَلوا فَاِسرَح رِكابَكَ مُخصِباً

بِوادي نَداً مِن جودِهِ خَضِلٍ نَدي

فَلَولاكَ عَضدَ الدينِ ما اِبيَضَّ مَطلَبٌ

وَلا عَثَرَ المُستَرفِدونَ بِمُرفِدِ

وَلا كَفِلَت بِالنُجحِ مَسعاةُ طالِبٍ

وَلا صافَحَت كَفَّ الغِنى يَدُ مُجتَدِ

وَبِالقَصرِ مِن آلِ المُظَفَّرِ ماجِدٌ

كَريمُ المُحَيّا وَالشَمائِلِ وَاليَدِ

طَويلُ نِجادِ السَيفِ وَالباعِ وَالقَنا

فَسيحُ مَجالِ الهَمِّ رَحبُ المُقَلَّدِ

إِذا جِئتَهُ مُستَصرِخاً في مُلِمَّةٍ

دَعَوتَ مَجيداً وَاِستَعَنتَ بِمُنجِدِ

مِنَ القَومِ لا يوطونَ في كُلِّ غارَةٍ

جِيادَهُمُ غَيرَ الوَشيجِ المُنَضَّدِ

تَتيهُ الصُدورُ وَالمَواكِبُ مِنهُم

بِكُلِّ عَظيمٍ في الصُدورِ مُمَجَّدِ

عَلى نَسَقٍ مِثلِ الأَنابيبِ في القَنا

تَوالوا نِظاماً سَيِّداً بَعدَ سَيِّدِ

إِذا خَرِبَت طُرُقُ المَعالي وَجَدتَهُم

يَسيرونَ مِنها في طَريقٍ مُعَبَّدِ

فَداكَ جَبانٌ لا يُحَدِّثُ نَفسَهُ

بِفَتكٍ بَخيلٌ لا يَجودُ بِمَوعِدِ

فَداكَ جَبانٌ لا يَحَدَّثُ نَفسَهُ

بِفَتكٍ بَخيلٌ لا يَجودُ بِمَوعِدِ

نَوافِدُهُ مُبيَضَّةٌ وَلِثامُهُ

يُلاثُ عَلى عِرضٍ مِنَ العارِ أَسوَدِ

إِذا ما أَناخَ المُدلِجونَ بِبابِهِ

أَناخوا بِجَعجاعٍ مِنَ الأَرضِ فَدفَدِ

يَبيتُ نَزيلاً لِلمَذَلَّةِ جارُهُ

وَيَرحَلُ عَنهُ الضَيفُ غَيرَ مُزَوَّدِ

دَعَوتُكَ وَالأَحداثُ تَقرَعُ مَروَتي

فَكُنتَ مُجيري مِن أَذاها وَمُسعِدي

فَليتَ اللَيالي الجائِراتِ تَعَلَّمَت

قَضاءَكَ أَوكانَت بِهَديِكَ تَهتَدي

عَلِقتُ وَقَد أَصبَحتُ فيكَ مُوالِياً

بِحَبلِ ذِمامٍ مِن وَلائِكَ مُحصَدِ

بَسَطتَ لِساني بِالعَطاءِ وَخاطِري

وَلا عُذرَ لي إِن كُنتُ غَيرَ مُجَوِّدِ

وَأَلبَستَني النُعمى الَّتي جَلَّ قَدرُها

فَأَفنَيتَ آمالي وَكَثَّرتَ حُسَّدي

وَأَتعَبتَ شُكري وَهوَ عودٌ مُدَرَّبٌ

بِحَملِ بَوادٍ مِن نَداكَ وَعوَّدِ

وَأَحمَدتُ يَومي في ذَراكَ وَإِنَّني

لَأَرجوكَ ذُخراً لِلشَدائِدِ في غَدِ

أُعيذُكَ أَن أَضحى وَظِلُّكَ سابِغاً

مَقيلي وَأَن أَظما وَبَحرُكَ مَورِدي

وَأَن تَستَلينَ الحادِثاتُ عَريكَتي

وَتَعلَمُ أَني مِن نَذاكَ بِمَرصَدِ

فَكَم مِن مَديحٍ فيكَ لي بَينَ مُتهِمٍ

تَناقُلِهُ أَيدي الرِكابِ وَمُنجِدِ

تَنوبُ مَنابي في الثَناءِ رُواتُهُ

فَتَنشُرُهُ في كُلِّ نادٍ وَمَشهَدِ

يَزورُكَ أَيّامَ التَهاني مُبَشِراً

بِمُلكٍ عَلى مَرِّ الزَمانِ مُجَدَّدِ

نَطَقتُ بِعِلمٍ فيكَ لا بِفَراسَةٍ

فَلَم أُطرِ في وَصفي وَلَم أَتَزَيَّدِ

فَمَن كانَ في مَدحِ الرِجالِ مُقَلِّداً

فَإِنِّيَ في مَدحيكَ غَيرُ مُقَلِّدِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عسى مر أنفاس النسيم المردد

قصيدة عسى مر أنفاس النسيم المردد لـ سبط ابن التعاويذي وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن سبط ابن التعاويذي

هـ / 1125 - 1187 م محمد بن عبيد الله بن عبد الله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي أو . شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.[١]

تعريف سبط ابن التعاويذي في ويكيبيديا

ابن التَّعَاوِيذِي (519 - 583 هـ / 1125 - 1187 م) هو شاعر عربي، من أهل بغداد. هو محمد بن عبيد الله بن عبد الله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي، أو سبط ابن التعاويذي. مدح صلاح الدين الأيوبي بقصائد ثلاث بعث بها إليه من بغداد. توفي في الثاني من شوال سنة 583 هـ / الخامس من كانون الأول سنة 1187 م وقيل سنة 584 هـ.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي