عسى خطرة بالركب يا حادي العيس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عسى خطرة بالركب يا حادي العيس لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة عسى خطرة بالركب يا حادي العيس لـ لسان الدين بن الخطيب

عَسَى خَطْرةٌ بالرّكْبِ يا حادِيَ العِيسِ

علَى الهضْبَةِ الشّمّا منْ قصْرِ بادِيسِ

لتَظْفَرَ منْ ذاك الزُّلالِ بعَلّةٍ

وتنْعَمَ في تِلْك الظِّلالِ بتَعْريسِ

حبَسْتُ بِها ركْبي فُواقاً وإنّما

عقَدْتُ على قلْبي لَها عقْدَ تَحْبيسِ

لقَد رسَخَتْ آيُ الجَوى في جَوانِحي

كَما رسَخَ الإنْجيلُ في قلْبِ قِسّيسِ

بمَيْدانِ جَفْني للسّهادِ كَتيبةٌ

تُغيرُ على سرْحِ الكَرى في كَراديسِ

وما بِي إلاّ نَفْحَةٌ حاجِريّةٌ

سرَتْ والدُجَى ما بيْنَ وهْنٍ وتَغْليسِ

ألا نفَسٌ يا رِيحُ منْ جانِبِ الحِمَى

ينفِّسُ منْ نارِ الجَوى بعْضَ تنْفيسِ

ويا قَلْبُ لا تُلْقِ السّلاحَ فربّما

تعذّرَ في الدّهْرِ اطِّرادُ المَقاييسِ

وقدْ تُعْتِبُ الأيّامُ بعْدَ عِتابِها

وقدْ يُعْقِبُ اللهُ النّعيمَ منَ البؤسِ

ولا تخْشَ لُجّ الدّمْعِ يا خَطْرَةَ الكَرى

على الجَفْنِ بلْ قِيسي علَى صرْحِ بِلْقيسِ

تقولُ سُليْمَى ما لجِسْمِكَ شاحِباً

مَقالَةَ تأنيبٍ يُشابُ بتأنِيسِ

وقدْ كُنْتَ تعْطو كلّما هبّتِ الصَّبا

برَيّانَ في ماءِ الشّبيبَةِ مغْموسِ

ومَنْ رابَحَ الأيّامَ يا ابْنَةَ عامِرِ

بجَوْبِ الفَلا راحَتْ يَداهُ بتَفْليسِ

فلا تحْسَبي والصِّدْقُ خيْرُ سجيّةٍ

ظُهورَ النّوَى إلا بُطونَ النّواوِيسِ

وَقَفْراءَ أمّا ركْبُها فمُضَلّلٌ

ومرْبَعُها منْ آنِسٍ غيْرِ مأنوسِ

خبَطْنا بِها منْ هضْبَةٍ لقَرارةٍ

ضَلالاً ومِلْنا منْ كِناسٍ الى خِيسِ

إذا ما نهَضْنا عنْ مَقيلِ غَزالةٍ

نَزَلْنا فعرّسْنا بساحَةِ عِرِّيسِ

أدَرْنا بِها كأساً دِهاقاً منَ السُّرَى

أمِلْنا بِها عنْدَ الصّباحِ منَ الرّوسِ

وحانَةِ خمّارٍ هَدانا لقَصْدِها

شَميمُ الحُمَيّا واصْطِكاكُ النّواقِيسِ

تطلّعَ ربّانِيُّها منْ جِدارِهِ

يُهَيْنِمُ في جُنْحِ الظّلامِ بتَقْديسِ

بكَرْنا وقُلْنا إذْ نزَلْنا بحانِهِ

عنِ الصّافِناتِ الجُرْدِ والضُّمرِ العِيسِ

أيا عابِدَ النّاسوت إنّا عِصابةً

أتَيْنا لتَثْليثِ بَلَى ولتَسْديسِ

وما قصْدُنا إلاّ المُقامُ بحانَةٍ

مَحاريبُ شتّى لاخْتِلاف النّواميسِ

بَدَرْنا لَها طينَ الخِتامِ بسَجْدَةٍ

أرَدْنا بِها تجْديدَ حسْرَةِ إبْليسِ

ودارَ العَذارَى بالمُدامِ كأنّها

قَطاً تَتهادَى في رِياشِ الطّواوِيسِ

وصارَفْنا فِيها نُضاراً بمِثْلِه

كأنّا ملأنا الكأسَ ليْلاً من الكِيسِ

وقُمْنا نَشاوَى عندَما متَعَ الضّحَى

كما نهَضَتْ غُلْبُ الأسودِ منَ الخِيسِ

فقالَ لَبِئْسَ المُسلِمونَ ضُيوفُنا

أمَا وأبيكَ الحَبْرِ ما نحْنُ بالبِيسِ

وهلْ في بَني مثْواكَ إلا مُبرِّزٌ

بحَلْبَةِ شُورَى أو بحَلْقَةِ تدْريسِ

إذا هزّ عسّالَ البَراعةِ فاتِكاً

أسالَ نَجيعَ الحِبْرِ فوقَ القَراطيسِ

يُقلِّبُ تحْتَ النّقْعِ مُقلَةَ ضاحِكٍ

إذا التَفَتَ الأبْطالُ عنْ مُقَلٍ شُوسِ

سَبَيْنا عُقارَ الرّومِ في عُقْرِ دارِها

بحيلَةِ تمْويهٍ وخدْعَةِ تدْليسِ

لَئِنْ أنْكَرَتْ شَكْلي ففضْليَ واضِحٌ

وهلْ جائِزٌ في العقْلِ إنْكارُ محْسوسِ

رسَتْ بأقْصَى الغرْبِ ذُخْرَ مَضنّةٍ

وكمْ دُرّةٍ علْياءَ في قاعِ قاموسِ

وأغْرَيْتُ سوسِي بالعُذَيْبِ وبارِقٍ

على وطَنٍ داني الجِوارِ منَ السّوسِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عسى خطرة بالركب يا حادي العيس

قصيدة عسى خطرة بالركب يا حادي العيس لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي