عسى باخل بلقاء يجود

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عسى باخل بلقاء يجود لـ ابن الخياط

اقتباس من قصيدة عسى باخل بلقاء يجود لـ ابن الخياط

عَسى باخِلٌ بِلِقاءٍ يَجُودُ

عَسى ما مَضى مِنْ تَدانٍ يَعُودُ

عَسى مَوْقِفٌ أَنْشُدُ الْقَلْبَ فِيهِ

فَيُوجَدَ ذاكَ الْفُؤادُ الْفَقِيدُ

عَناءً سَهِرْتُ إِلى هاجِدٍ

وَأَيْنَ مِنَ السّاهِرِينَ الْهُجُودُ

إِذا طالَ عَهْدُكَ بِالنّازِحِينَ

تَغَيَّرَ وُدٌّ وَحالَتْ عُهُوُد

أَأَحْمِلُ يا هَجْرُ جَوْرَ الْبِعادِ

وَجَوْرَكَ إِنِّي إِذا لَلْجَلِيدُ

أَيا كَمَدِي أَللِيلِي انْقِضاءٌ

أَيا كَبِدِي أَلِنارِي خُمُودُ

مَرِضْتُ فَهَْ مِنْ شِفاءٍ يُصابُ

وَهَيهاتَ وَالدّاءُ طَرْفٌ وَجِيدُ

وَيا حَبَّذا مَرَضِي لَوْ يَكُو

نُ مُمْرِضِيَ الْيَوْمَ فِيمَنْ يَعُودُ

أَيا غُرْمَ ما أَتْلَفَتْ مُقْلَتاهُ

وَقَدْ يَحْمِلُ الثَّأْرَ مَنْ لا يُقِيدُ

وَمَنّى الْوِصالَ فَأَهْدى الصُّدُوُدَ

وَما وَعْدُ ذِي الْخُلْفِ إِلاّ وَعِيدُ

خَلِيلَيَّ إِنْ خانَ خِلٌّ أَلا

حَلِيفٌ عَلَى هَجْرِهِ أَوْ عَقِيدُ

وَهَلْ إِنْ وَفى لِي بِعَهْدِ الْوِصالِ

أَيَنْقُصُ هذا الْجَوى أَمْ يَزِيدُ

وَيا قَلْبُ إِنْ أَخْلَقَ الْوَجْدُ مِنْكَ

فَأَنى لِيَ الْيَوْمَ قَلْبٌ جَدِيدُ

إِلى مَ تَحُومُ حِيامَ الْعِطاشِ

إِذا مَورِدٌ عَنَّ عَزَّ الْوُرُودُ

تَمَنّى زَرُودَ ولَمْ تَحْتَرِقْ

بِنارِ الصَّبابَةِ لَوْلا زَرُودُ

وَتُمْسِي تَهِيمُ بِماءِ الْغُوَيْرِ

وَقَدْ ذادَ عَنْ وِرْدِهِ مَنْ يَذُودُ

إِذا الرِّيُّ جاوَزَ أَيْدِي الْكِرامِ

فَلا ساغَ لِي مِنْهُ عًذْبٌ بَرُودُ

فَأَنْقَعُ مِنْ وِرْدِهِ ذا الصَّدى

وَأَنْفَعُ مِنْ بَرْدِهِ ذا الْوُقُودُ

وَماذا تُرِيدُ مِنَ الْباخِلِينَ

إِذا لَمْ تَجِدْ عِنْدَهُمْ ما تُرِيدُ

أَتَأْمُلُ إِسْعادَ قَوْمٍ إِذا

كُفِيتَ أَذاهُمْ فَأَنْتَ السَّعِيدُ

عَمِرْتُ أَرُوضُ خُطُوبَ الزَّما

نِ لَوْ أَنَّ جامِحَها يَسْتَقِيدُ

وَما كانَ أَجْدَرَنِي بِالْعَلا

ءِ لَوْ قَدْ تَنَبَّهَ حَظٌّ رَقُودُ

وَمَنْ لِي بِيَوْمٍ أَبِيِّ الْمُقامِ

تُقامُ عَلَى الدَّهْرِ فِيهِ الْحُدُودُ

سَلا الْخَلْقُ جَمْعاً عَن الْمَكْرُماتِ

وَأمّا الْعَمِيدُ فَصَبٌّ عَمِيدُ

غَذاهُ هَواها وَلِيداً فَلَيْ

سَ يَسْلُوهُ حَتّى يَشِيبَ الْوَلِيدُ

يُعَنِّيهِ وَجْدٌ بِها غالِبٌ

وَيُصْبِيهِ شَوْقٌ إِلَيْها شَدِيدُ

عَلَى أَنَّهُ لَمْ تَخُنْهُ النَّوى

وَلَمْ يَدْرِ فِي حُبِّها ما الصُّدُودُ

فَتىً لَمْ يَفُتْهُ الثَّناءُ الْجَمِيلُ

وَلَمْ يَعْدُ فِيهِ الْمَحَلُّ الْمَجِيدُ

وَلَمْ يَنْبُ عَنْهُ رَجاءٌ شَرِيفٌ

وَلَمْ يخْلُ مِنْهُ مَقامٌ حَميدُ

سَما لِلْعُلى وَدَنا لِلنَّدى

وَذُو الْفَضْلِ يَقْرَبُ وَهْوَ الْبَعِيدُ

مِنَ الْقَوْمِ سادُوا وجَادُوا وَقَلَّ

لَهُمْ أَنْ يَسُودُوا الْوَرى أَوْ يَجُودُوا

بَنِي أَسَدٍ إِنما أَنْتُمُ

بُدُورُ عَلاءٍ نَمَتْها أُسُودُ

أَلَيْسَ لَكُمْ ما بَنى الْكامِلُ الْ

أَمِينُ عُلُوّاً وَشادَ السَّدِيدُ

سَماءُ عُلىً قَمَراها لَكُمْ

وَمِنْكُمْ كَواكِبُها وَالسُّعُودُ

لَنا مِنْ ذُرى الْعزّ طَوْدٌ أَشَمُّ

وَمِنْ رَغَدِ الْعَيْشِ رَوْضٌ مَجُودُ

فَما الْمَحْلُ كَالْفَقْرِ إِلاّ قَتِيلٌ

وَما الْخَوْفُ كَالْجَوْرِ إِلاّ طَرِيدُ

كَأَنّا سَقانا بِنُعْماهُ أَوْ

حَمانا بِظِلِّ عُلاهُ الْعَمِيدُ

فَتىً لَمْ تَزَلْ عاقِراً فِي ذَرا

هُ أُمُّ الْحَوادِثِ وَهْيَ الْوَلُودُ

يُظَفَّرُ فِي ظِلِّهِ الْخائِبُونَ

وَتَنْهَضُ بِالْعاثِرِينَ الْجُدُودُ

إِذا نَحْنُ عُذْنا وَلُذْنا بِهِ

فَمَنْ ذا نَشِيمُ وَمَنْ ذا نَرودُ

كَسا الْفَخْرَ وَالدَّهْرَ وَالْعالَمِي

نَ فَخْراً بِهِ أَبَداً لا يَبِيدُ

فَلا يَدْعُهُ زَيْنَ كُتّابِهِ

حَسُودٌ يُصادِيهِ خابَ الْحَسُودُ

فَما خَصَّهُمْ ما يَعُمَّ الأَنامَ

وَلا جَهِلُوا ما أَرادَ المُرِيدُ

وَإِنْ غَرسُوا غَرْسَهُ فِي الْكِرامِ

فَما كلُّ عُودٍ وَإِنْ طابَ عُودُ

مِنَ الْكاظِمِي الْغَيْظِ وَالْمُحْسِنِينَ

إِذا بَرَّحَتْ بِالصُّدُورِ الْحُقُودِ

فَمُتَّ بِحَزْمٍ إِلى جودِهِ

يَنَلْكَ مَعَ الْعَفْوِ بِرٌّ وَجُودُ

إِذا كُنْتَ سَيِّدَ قَوْمٍ وَلَمْ

تَسَعْهُمْ بِحِلْمٍ فَأَنْتَ الْمَسودُ

يُفِيدُ فَيَحْزُنُهُ جُودُهُ

إِذا كان دُونَ الْعُلى ما يُفِيدُ

وَيُبْدِي فَيَعْظُمُ مَعْرُوفُهُ

وَلكِنْ يُصَغِّرُهُ ما يُعِيدُ

كَأَوْبَةِ أَحْبابِهِ عِنْدَهُ

حُلُولُ وُفُودٍ يليهِمْ وُفُودُ

وَكَالْبَيْنِ أَنْ تَسْتَقِلَّ الرِّكابُ

بِهِمْ أَوْ تُشَدُّ لِعافٍ قُتُودُ

يَجِلُّ عُلىً أَنْ يُرى راكِباً

طَرِيقاً عَنِ الْقَصْدِ فِيها يَحِيدُ

وَيَشْرُفُ عَنْ فِعْلِ ما لا يَشُقُّ

وَيَكْرُمُ عَنْ حَمْلِ ما لا يَؤُودُ

غَنِيٌّ بِآرائِهِ الْبِيضِ أَنْ

تُظاهِرَهُ عُدَّةٌ أَوْ عَدِيدُ

وَقَفْتُ الْقَوافِي عَلى حَمْدِهِ

وَما رَجَزِي عِنْدَهُ وَالْقَصِيدُ

يُقَصِّرُ عَنْ قَدْرِهِ جَهْدُها

وَفِي عَفْوِها عَنْ أُناسٍ مَزِيدُ

أنالَ فَكُلُّ جوادٍ بَخِيلٌ

وَقالَ فَكُلُّ بَلِيغٍ بلِيدُ

كَأَنَّكَ مِنْ سَيْبِهِ تَسْتَمِيحَ

مَتى جِئْتَ مِنْ عِلْمِهِ تَسْتَفِيدُ

كِلا الزّاخِرَيْنِ كَفيلاكَ أَنْ

تَفِيضَ سُيُولٌ وَتَطْمُو مُدُودُ

لَهُ فِقَرٌ لَوْ تَجَسَّدْنَ لَمْ

يُفَضَّلْنَ إِلاّ بِهِنَّ الْعُقُودُ

فَيُظْلَمْنَ إِنْ قِيلَ نَورٌ نَضِيرٌ

وَيُبْخَسْنَ إِنْ قِيلَ دُرٌّ نَضِيدُ

وَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ لَمْ تَعْدُنِي

نَفائِسُ بِيضٌ مِنَ الْغُرِّغِيدُ

لَيَحْسُنُ بِي فِي هَواكَ الْغُلُوُّ

وَيَقْبُحُ بِي عَنْ نَداكَ الْعُقُودُ

مَضى الأَكْرَمُونَ فَأَمْسى يُشِيدُ

بِذِكْرِ مَناقِبِهِمْ مَنْ يُشِيدُ

كأَنْ لَمْ يَبِينُوا بِما خَلَّدُوا

وَلَيْسَ الْمَحامِدَ إِلاّ الْخُلُودُ

مَناقِبُ تَشْرُدُ ما لَمْ يَكُنْ

لَها مِنْ نِظام الْقَوافِي قُيُودُ

وَما زالَ يُحْفَظُ مِنْها الْمُضاعُ

لَدَيْكَ وَيُجْمَعُ مِنْها الْبَدِيدُ

فِداءُ عَطائِكَ ذاكَ الْجَزِيلِ

يا حَمْزَ شُكْرِيَ هذا الزَّهِيدُ

وُجِدْتَ فَكُنْتَ حَياً لا يُغِبُّ

سَقى الْكَوْنَ رِيّاً وَجِيدَ الْوُجُودُ

بَلَغْتَ مِنَ الْفَضْلِ أَقْصى مَداهُ

فَما يَسْتَزِيدُ لَكَ الْمُسْتَزِيدُ

وطَالَ أَبُو الْفَتْحِ أَنْ لا يَكُونَ

طَرِيفُ الْعُلى لَكُما وَالتَّلِيدُ

فَلَوْلاهُ أَعْوَزَ أَهْلَ الزَّمانِ

شَبِيهُكَ فِي عَصْرِهِم والنَّدِيدُ

لَقَدْ صَدَقَتْ فِي نَدَاهُ الظُّنُونُ

فَلا كَذَبَتْ فِي عُلاهُ الْوُعُودُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عسى باخل بلقاء يجود

قصيدة عسى باخل بلقاء يجود لـ ابن الخياط وعدد أبياتها ثلاثة و سبعون.

عن ابن الخياط

أحمد بن محمد بن علي بن يحيى التغلبي أبو عبد الله. شاعر، من الكتاب، من أهل دمشق مولده ووفاته فيها. طاف البلاد يمدح الناس، ودخل بلاد العجم وأقام في حلب مدة له (ديوان شعر - ط) اشتهر في عصره حتى قال ابن خلكان في ترجمته: "ولا حاجة إلى ذكر شيء من شعره لشهرة ديوانه".[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي