عز المعالي مات يوسف سابا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عز المعالي مات يوسف سابا لـ خليل مطران

اقتباس من قصيدة عز المعالي مات يوسف سابا لـ خليل مطران

عَزّ المَعَالِي مَاتَ يُوسُفُ سَابَا

عَزِّ الْفَضَائِلَ فِيهِ وَالآدَابَا

عَزِّ الإِمَارَة وَالوِزَارَةَ وَالنَّدَى

وَالبأْسَ وَالأَنْسَابَ وَالأَحْسَابَا

وَإِلَى جَمِيعِ الشَّرْقِ فَانْعِ مُهَذَّباً

فِقْدَانُهُ فِي الشَّرْقِ عَمَّ مُصَابَا

مَا حَالُ مِصْرَ وَدُوْنَ يُوسُفَ قَدْ جَرَى

حُكْمُ القَضَاءِ فَقَطَّعَ الأَسْبَابَا

خَطْبٌ عَلَى التَّعْدَادِ فِي أَمْثَالِهِ

رَاعَ النُّفُوسَ وَحَيَّرَ الأَلْبَابَا

فَكأَنَّ مَا يُرْدِيهِ فِي بَطْنِ الثَّرَى

يَرْمِيهِ مِنْ كَبِدَ السَّماءِ شِهَابا

مَاتَ الَّذِي مُلِئَتْ صَحَائِفُ عُمْرِهِ

آياً تَضَمَّنَهَا الفَخَارُ كِتَابَا

وَبِهَا سَمَا أَوْجَ المَرَاتبِ وَاقْتَنَى

أَسْنَى السِّمَاتِ وأَحْرَزِ الأَلْقَابَا

وَلِيَ الوِزَارَةَ لَمْ يَخَلْهُ حِينَما

لَبَّى عَلَى الآسَادِ يَدْخُلُ غَابَا

وَرَآهُ كَمْ رُؤيَا كَذُوبٌ نَاهِجاً

نهْجاً يُفِيدُ الجِيلَ وَالأَعْقَابَا

حَتّى إِذَا كَشَفَتْ لَهُ عَمَّا بِهَا

لَمْ يُرْضِهِ فَخْرٌ تَبَطَّنَ عَابا

وَلِيَ الإِدَارَةَ رَائِضاً عِلاَّتِهَا

يَتَدَارَكُ التَّحْسِينَ بَاباً بَابَا

مَهْمَا يُلاَقِ مِنَ الصِّعَابِ يَكُدَّ فِي

طَلَبِ النَّجَاحِ وَلاَ يُبَالِ صِعَابَا

يُفِي جَزَاءَ المُسْتَحِقِّ وَيَصٍطَفِي

أَدْعَى الأُمورِ إِلَى الصَّلاَحِ عِقَابَا

فَغَدَا البَرِيدُ بِمِصْرَ وَهْوَ وَلِيُّهُ

عَجَباً لِمَنْ عََفَ النَّظيْرَ عُجَابا

أَسَفاً عَلى ذَاكَ الَّذِي عَنْ قَوْمِهِ

فِي كُلِّ مَحْمَدَةٍ أُنِيبَ وَنَابَا

قَدْ كَانَ فِي الظُّلُمَاتِ كَوْكَبَ عِزِّهِمْ

فَالْيَوْمَ كَوْكَبُ عِزِّهِمْ قَدْ غَابَا

إِنَّ الشُّيُوخَ إِذَا بَكَوْهُ فَرُزْءُهُ

أَبْكَى كُهُولاً بَعْدَهُ وَشَبَابَا

صَرْفُ الزَّمَانِ وَقَدْ رَمَاهُ رَمَى بِهِ

قَلْبَ المُرُوْءَةِ وَالنَّدَى فَأصَابَا

لَمَّا نَعَوْهُ نَعَوْا هُمَاماً مَاجِداً

مَلأ النُّهَى بِصِفَاتِهِ إِعْجَابا

وَكَأَنَّ أَلْسِنَةً مِنَ البَرْقِ الَّذِي

يَنْعَى مَدَدْنَ إِلَى القُلُوبِ حِرَابَا

كَيْفَ الضَّميرُ العَبْقَرِيُّ مُشَارِفاً

هَذَا الوُجُودَ جَلاَ أَكَانَ ضَبَابَا

كَيفَ البِنَاءُ كَذَلِكَ الْجِسْمُ الَّذِي

عَمَرَتْهُ تلكَ الرُّوحُ بَاتَ يَبَابَا

ذَاكَ التَّلَفُّتُ وَهْوَ مِن صَيَدِ امْرئٍ

مَا هَانَ يَومَ كَرِيهَةٍ أَو هَابَا

ذَاكَ المُحَيَّا مُشْرِقَاً فِي لِحْيَةٍ

زَانَ السَّوَادَ بِهَا بَيَضٌ شَابَا

تِلكَ اللِّحَاظُ سَدِيدَةٌ فَإِذَا نَبَتْ

فَلَعَلَّهَا تَجِدُ المُرِيبَ فَتَابَى

تِلْكَ الشَّمَائِلُ وَالمَعَارِفُ وَالنُّهَى

وَالحُسْنُ وَالحُسْنَى أَصِرْنَ تُرَابا

لَمْ يَرضَ سَابَا أَنْ يَكُونَ لَهْ عِدَىً

وَاسْتَكْثَرَ الإِخْوَانَ وَالأَحْبَابَا

مَا قَالَ فَاحِشَةٌ وَلَمْ يَهْمُمْ بِهَا

يَوْمَاً وَلَم يُلْمِمْ بِأَمْرٍ رَابَا

وَلَقَدْ أَقُولُ وَلاَ أُبَالِغُ إِنَّهُ

مَا عِيبَ فِي حَالٍ وَلا هُوَ عَابَا

فَاظْنُنْ بِعَال مَنْصِباً وَوَظِيفَةً

مَا اغْتَابَهُ الحُسَّادُ أَوْ مَا اغْتَابَا

مَنْ لَمْ يُفَرِّطْ في حِسَابِ ضمِيرِهِ

لَم يَخْشَ يَوماً لِلعِبَادِ حِسَابا

أَعَرَفْتَ حُرَّاً غَيْرَ سَابَا لَمْ يَجِئْ

قَوْلاً وَفِعلاً مَا يُثِيرُ عِتَابَا

إِنْ مَرَّ وِرْدُ الدَّهْرِ ظَلَّ حَدِيثُهُ

عَذْبَاً وَإِنْ خَبُثَتْ أُنَاسٌ طَابَا

سَمْحٌ إِلَى الإِتْلاَفِ إِنْ يَتَقَاضَهُ

ذَاكَ الوَفَاءُ وَلَمْ يَظُنَّ ثَوَابَا

مَا أَمَّ مَشْرَعَ جَاهِهِ أَوْ مَالِهِ

قَمِنٌ بِتَحْقِيقِ الرَّجَاءِ فَخَابَا

مُتَنَزَّهٌ عَالي الجَنَابِ وَقَلَّ مَنْ

جَمَعَ التَّنَزُّهَ وَالعُلُوَّ جَنَابَا

يُتَوَسَّمُ الإِخْلاَصُ فِي أَعْمَالِهِ

حَتَّى لَيُوشِكَ أَنْ يَشِفَّ حِجَابَا

لَمْ يَدْعُهُ دَاعٍ لأمْرٍ وَاجِبٍ

إِلاَّ تَشَمَّرَ مُسْرِعاً وَأَجَابَا

بِالجِدِّ يَكْسِبُ فِي النُّفُوسِ مَهَابَةٌ

وَيُقِلُّ مَا شَاءَ الكَمَالُ دِعَابَا

يَدَعُ القُشُورَ لِكُلِّ دِي لَهوٍ بِهَا

ويَرَى الأُمُورَ حَقِيقَةٌ وَلُبَابَا

لاَ يَعْرِفُ الدَّعْوَى وَلاَ يُرْضِي امْرَأً

كَذِباً وَيَفْعَلُ مَا اسْتَطَاعَ صَوَابا

وَيَرَى مِنَ المُزْرِي تَكَلُّفَ سَيِّدٍ

فِي يَوْمِ صِدْقٍ أَنْ يَقُولَ كِذَابا

يَوْمَا سَابَا مَا فَعَلْتَ بِأُمَّةٍ

ثَكِلَتْهُ دَعْ أَهْلَيْهِ وَالأَصْحَابَا

أَلْقُطْرُ مُهْتَزُّ الجَوَانِبِ لَوْعَةٌ

والنِّيْلُ لَوْ يَعْلُو لَسَالَ سَحَابَا

وَالوَافِدُونَ يُشَيِّعُونَ عَزِيزَهُمْ

حَشْدٌ بِهِ الطُّرُقَاتُ ضِقْنَ رِحَابَا

فَكَأَنَّ حَوْلَ النَّعْشِ بَحْراً مَائِجاً

وَكَأَنَّهُ فُلْكٌ يَشُقُّ عُبَابَا

مَا مِنْ أَمِيرٍ أَوْ رَفِيعِ مَكَانَةٍ

إِلا بَكَاهُ بِحَرِّ قَلْبٍ ذَابَا

لِله يَا حُلْوَ الصَّدَاقَةِ كَمْ سَقَتْ

هّذِي النَّوَى فِيكَ الأَحِبَّةِ صَابا

أَليَوْمَ عَدْنُ اسْتَأْنَسَتْ مِنْ وَحْشَةٍ

بِأَبَرِّ مُبْتَكِرٍ إِلَيهَا آبَا

إِنْ قُلْتُ لاَ تَبْعَدْ فَإِنَّكَ بَيْنَََََنَا

هَلْ مَائِتٌ مَنْ يُخْلِفُ الأَنْجَابَا

شرح ومعاني كلمات قصيدة عز المعالي مات يوسف سابا

قصيدة عز المعالي مات يوسف سابا لـ خليل مطران وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن خليل مطران

خليل بن عبده بن يوسف مطران. شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين. ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين. وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.[١]

تعريف خليل مطران في ويكيبيديا

خليل مُطران «شاعر القطرين» (1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949) شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي. عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب «شاعر القطرين» ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب «شاعر الأقطار العربية». دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل مطران - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي